غالبية الدول تلتزم بالقيم القديمة

تقرير: الغرب يخوض حربا لفرض قيمه على بقية العالم

تقرير: الغرب يخوض حربا لفرض قيمه على بقية العالم

رأت مجلة  “ناشيونال انترست” الأمريكية أن الغرب بدأ في العقود الأخيرة، ينتهج تغييرا جذريا في قيمه ويريد فرض هذه القيم الجديدة على بقية دول العالم التي ترفضها.
وأشارت المجلة  في تقرير إلى أن الحرب في أوكرانيا هي جزء من صراع “القيم” في العالم، محذرة من أن هذا الصراع العالمي سيستمر لفترة طويلة وقد يشعل حرب “قيم” بين شعوب العالم ويؤدي إلى انهيار أنظمة عديدة. وقالت: “على مدى العقود الأخيرة، تحرك الغرب نحو تغيير جذري في نظام قيمه بحيث يتم تخفيف القيم الراسخة أو تغييرها لاعتماد نظام مختلف قائم على القيم».
 
وأضافت: “يُلاحظ هذا من خلال الدعوة المستمرة لقضية المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ما أدى إلى تكوين هيكل عائلي لم يسمع به تاريخياً، وفي بعض الحالات، كان يعتبر غير قانوني منذ مائة أو حتى خمسين عامًا».
وتابعت المجلة أن “بقية العالم لا يحذو حذو الغرب إذ إن غالبية الدول تلتزم بالقيم القديمة... وهذا يؤدي بشكل متزايد إلى الخلاف بين الغرب وبقية العالم».
ولفت التقرير إلى أن “المشكلة لا تكمن في أن لدينا نظامين للقيم، بل أن الغرب يتبنى وجهة نظر مفادها أن نظام القيم الجديد هذا يجب أن يتبناه بقية العالم وهو نوع من الموقف الثقافي لنهاية التاريخ القديم».
 
وأوضحت “ناشيونال انترست” أن بقية العالم يختلف مع هذه النظرة، مضيفة أنه رغم أن معظم دول العالم تعترف بحق الغرب في تشكيل نظام قيمه الخاص في الداخل، ولكنها ترفض فرض أي قيم عليها في إطار ما تعتبره “الإمبريالية الثقافية».
وذكرت: “مع أخذ ذلك في الاعتبار، لا ينبغي أن تكون الحرب في أوكرانيا مفاجئة....... في الواقع، إنها ليست حربًا تقليدية، ولا تتعلق بأمن الدول، ولا حربًا بين نظامين مجتمعيين كما كان الحال قبل عام 1991 مع الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفيتي.... إنها حرب أطلقتها أنظمة قيم مختلفة تواجه بعضها البعض».
 
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن روسيا أو على الأقل جزء كبير منها أوروبية جغرافياً ولكن من الناحية الثقافية هي في جانب بقية العالم».
وأشارت إلى أن “هيكلها الاقتصادي لا يتوافق مع هيكل الغرب ولم يعش سكانها قط في ظل نظام ديمقراطي ما يعني أن هؤلاء السكان ليسوا عرضة لحركة “الاستيقاظ».
 
وبينت أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ترفض بشدة القيم الغربية، وتنادي بفضيلة دعوة وثقافة روسية متأصلة فيما هو أقرب إلى عكس “الاستيقاظ».
وألمح التقرير إلى أن الشعب الروسي يعتبر نفسه على أنه مجتمع مميز وليس مثل أوروبا، لافتة إلى أن روسيا على الرغم من كونها لاعبا رئيسيا في التاريخ الأوروبي، لم تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل نظام قيم القارة».
 
وأشارت المجلة إلى أن أوكرانيا تعتبر مختلفة أو أن جزءا كبيرا من الناس الذين يعيشون هناك مختلفون لافتة إلى أنهم يؤمنون بالقيم الغربية.
وأوضحت أنه يمكن تتبع جذور جزء كبير من أوكرانيا إلى الدول والإمبراطوريات الأوروبية مثل الكومنولث البولندي الليتواني، الذي سيطر على جزء كبير من شرق أوروبا الوسطى من عام 1569 إلى عام 1795، ثم إمبراطورية هابسبورغ حتى عام 1918.
 
وبينت أنه من المثير للاهتمام أن المعارضة الرئيسية في الداخل والتعاطف مع روسيا والقيم الروسية هي في الجزء الشرقي من البلاد.
وقالت المجلة: “سوف يستمر هذا الصراع القائم على القيم  لفترة طويلة جدًا... ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تفتيت الدول القومية وإحداث نوع من الصراع العالمي بين الشعوب بدلاً من الصراع بين الدول، هناك سابقة لهذا وهي حرب الثلاثين عاما، التي نشبت في أوروبا بين عامي 1618 و1648 بين الكاثوليك والبروتستانت».
 
وختمت: “كانت الدولة القومية نفسها نتاجًا لحرب الثلاثين عامًا... ومن الممكن تمامًا أن يختنق المفهوم ذاته بفعل حرب قيم أخرى... والبشائر ليست جيدة إذ يميل الصراع القائم على القيم إلى عدم المساومة لأنه لا يمكن تقسيم القيم ولا يمكن العثور على حلول وسط... فالتعصب يكسب الأرض و”نحن” على حق و”هم” مخطئون».