ما حدث في الأيام الـ 14 الأخيرة غيّر بشكل أساسي ديناميات السلطة

تقرير: القوى الدولية تسعى لتجنب حرب أهلية في السودان

تقرير: القوى الدولية تسعى لتجنب حرب أهلية في السودان

تبذل الولايات المتحدة والشركاء الدوليين جهوداً حثيثة لاحتواء تفجر القتال في السودان، حيث يهدد النزاع بين الفصائل المدججة بالسلاح بنشوب حرب أهلية، ما يترتب عليها من عواقب وخيمة.
وكتبت لورا كيلي في مجلة “ذا هيل” الأمريكية أن الدبلوماسية التي تعمل عليها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول الخليج وآخرون، نجحت في تمديد وقف النار 72 ساعة. وأتاحت هذه الخطوة للولايات المتحدة وللآخرين إنفراجة صغيرة ومحدودة، كي يحاولوا كبح جماح الجنرالين المتحاربين في السودان.
وقالت كيلي إنها استراحة قصيرة من القتال الدائر منذ أسبوعين، ما أسفر عن مقتل المئات وجرح الآلاف ودفع الآلاف إلى الفرار خارج البلاد، في ظل الغارات الجوية وقتال الشوارع وكذلك أعمال النهب.
 
تطور إيجابي
وقال رئيس رابطة الأطباء السودانيين الأمريكيين ياسر الأمين: “إنه تطور هائل وإيجابي.. إننا سعداء به، لكن هناك اشتباكات متفرقة، كما أن هناك فوضى مع نزول العصابات واللصوص إلى الشوارع”. وأضاف: “أعتقد أننا في حاجة إلى البناء على هذه الركيزة (تمديد وقف النار)، بحيث يمكن أن يترجم ذلك إلى حل سلمي للأزمة في السودان.. إن الخسائر البشرية ستكون مرتفعة في حال سمحنا بتصاعد القتال، ولا أعتقد أنه فات الآوان».
وتنخرط الولايات المتحدة وشركاء في محادثات مكثفة لوقف القتال بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي».
وتقول مديرة برنامج أفريقيا في مؤسسة السلام الأمريكية سوزان ستيغانت إن ما حدث في الأيام الـ14 الأخيرة غيّر بشكل أساسي ديناميات السلطة، وأظهر تغييراً في قواعد اللعبة داخل البلاد. ولذلك، يتعين على العملية السياسية أن تتكيف مع التطورات، كي تتعامل مع هذه الحقيقة.
وقال إرنست يان هوجيندورن، الذي كان يتولى حتى فبراير (شباط) منصب مستشار بارز للمبعوث الأمريكي إلى السودان وجنوب السودان، في محاضرة أعدها المجلس الأطلسي الأربعاء: “يمكن توجيه اللوم في كافة الاتجاهات».
 
وأضاف “الشركاء كانوا يكافحون في ظل التنافس بين قوات الدعم السريع والجيش منذ أربعة أعوام، وهم يشعرون بالقلق مما سيحدث في حال حصل طرف على أفضلية في مواجهة الطرف الآخر».
ولفت وزيرة الخارجية السودانية السابقة مريم المهدي من مخبئها في الخرطوم إلى أن فرص نجاح وقف النار “هزيلة جداً».
ومع ذلك، لا يزال ثمة أمل بقدرة اللاعبين الخارجيين إلى جانب الولايات المتحدة، بممارسة ما يكفي من الضغط على الجنرالين لتهدئة الوضع.
وقالت ستيغانت: “إذا ما نظرنا إلى عمليات إجلاء الرعايا الأجانب في ظل بيئة معقدة، فإن النجاح النسبي لهذه العمليات، يثبت لنا أن هناك ركيزة يمكن استخدامها».
 
وفاقم الانزلاق إلى حرب بين الجنرالين وضعاً إنسانياً متردياً في الأصل، في بلد يعتمد 15 مليوناً من سكانه، حتى قبل تفجر العنف، على المساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة.
وحذرت الكاتبة من أن انفلات العنف يهدد بزعزعة استقرار منطقة هشة واستراتيجية من أفريقيا. ويتشارك السودان حدوداً مع 7 دول، ويقع على مفترق طرق بين الشمال ودول جنوب الصحراء، وهو نقطة مواصلات لتجارة بحرية تقدر بمئات ملايين الدولارات في نهر النيل والبحر الأحمر.
وختمت بقولها: “عدم الاستقرار والقتال سيؤديان إلى فراغ تستغله المجموعات الإرهابية، فضلاً عن التحول مكاناً لمعركة جيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا».