تقرير: بايدن يواجه التصعيد أو الصمت أمام إيران

تقرير: بايدن يواجه التصعيد أو الصمت أمام إيران


يجمع خبراء على أن نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن حيال إيران «قيّده في قفص»، وبات يتعين عليه التصعيد، أو الصمت وإصابة الكثيرين من الأمريكيين بخيبة أمل كبيرة. وكتب جوناثان سويت ومارك توث في مجلة «ذا هيل» الأمريكية، أنه عندما سئل بايدن عما إذا كان يحمّل إيران مسؤولية هجوم مسيّرة كتائب حزب الله على البرج 22 شمال شرق الأردن، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وجرح 40 آخرين، أجاب «نعم أحملها المسؤولية، لجهة تزويدها الأشخاص الذين نفذوه بالأسلحة». وأجاب بـ»نعم» بسيطة، رداً على سؤال عما إذا كان اتخذ قراراً حول طريقة الرد على الهجوم. وتنتظر البلاد الرد الذي قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه سيكون «متعدد المستويات، ويأتي على مراحل، وله صفة الديمومة».

وقال الكاتبان: «لا تتوقعوا رداً هائلاً. ولا تتوقعوا ضربة داخل إيران». وأبلغ القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي واشنطن عبر وسطاء أنه في حال تعرضت الأراضي الإيرانية للقصف مباشرة، فإن إيران سترد بنفسها على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. ورسمت إيران الأربعاء، خطاً أحمر عندما صرح مندوبها لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني أمام الصحافيين أن «الرد القوي على الأعداء» الذين يستهدفون البلاد «هو سياسة رئيسية لإيران»، وأن الهجمات «على الأراضي الإيرانية أو على مصالحها في الخارج» سيواجه «برد حاسم». وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: «إننا لا نسعى إلى نزاع مع النظام الإيراني بالطرق العسكرية». ويرى الكاتبان أن إيران هي التي تملي القواعد، وأن البيت الأبيض يمتثل بخنوع. ولم يعد الشلل في التصعيد لدى بايدن هو مشكلة في أوكرانيا- فهو اليوم يشمل إيران. إن خشية الإدارة من إثارة «حرب أوسع في الشرق الأوسط»، قد أثرت على قدرة القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» على الرد على ما يفوق الـ160 هجوماً من قبل وكلاء إيران ضد القواعد الأمريكية في أنحاء المنطقة، ويواصلون وضع الجنود الأمريكيين في خطر. ويعتبر الكاتبان أن استراتيجية بايدن حيال إيران هي التي تتسبب بقتل الأمريكيين وجرحهم. ويتساءلان: «كم مراسم تكريم لرفات الجنود الأمريكيين سيحضر بايدن في القاعدة الجوية في دوفر، قبل أن يفهم أن إيران هي في حالة حرب مع الولايات المتحدة، وأنها هي كذلك منذ فترة؟».. وعندما يشكل الحرس الثوري تهديداً، فإن إسرائيل تتحرك بحزم، وإيران تفهم الرسالة. وفي غارتين جويتين في ديسمبر2023، قتلت إسرائيل المستشار في الحرس الثوري الجنرال سيد رضي موسوي في ضاحية بدمشق، و11 مسؤولاً آخرين في مطار دمشق الدولي.

ومع بايدن، تتصرف إيران بشكل مختلف. وبعث بايدن مرتين برسالة مباشرة إلى طهران، وفي المرتين خيبت أمله. وبمصطلحات «البوكر»، كشفت طهران خدعته، التي تتضمن الكثير من الكلام الفارغ والمتشدد حيال إيران، لكن دون مواجهة مباشرة.
وكانت رسالته الأولى لإيران وحزب الله في أكتوبر(تشرين الأول) عبر برنامج «60 دقيقة» على شبكتي «سي بي إس» الأمريكية: «لا تصعدوا هذه الحرب». والرسالة الثانية كانت بعد الضربة الأمريكية-البريطانية المشتركة على أهداف حوثية في اليمن. وقال بايدن بثقة: «لقد بعثت برسالة إلى إيران. إنهم يعرفون أنه يجب ألا يفعلوا شيئاً».
وهناك الكثير من الأهداف الإيرانية المتاحة. وسأل الصحافي في شبكة «فوكس نيوز» جون روبرتس الناطق السابق باسم «سنتكوم» جو بوتشينو عن الأهداف التي يمكن قصفها من دون تصعيد، فاجاب أن «قواعد الحرس الثوري في الجنوب هي فارغة إلى حد كبير.. وهناك السفن الإيرانية في الخليج العربي.. ومصافي النفط الإيرانية».
كما في إمكان بايدن ضرب قدرة إيران على شن حرب من خلال تدمير مصنع مسيّرات شاهد -136 في أصفهان، بوسط إيران. وهذا هو السلاح الذي استخدم في مهاجمة البرج 122 والمدنيين في أوكرانيا. كما في إمكانه قصف سفينة التجسس الإيرانية سافيز في خليج عدن، التي توفر معلومات استخباراتية لصواريخ ومسيّرات الحوثيين ضد الملاحة الدولية والسفن الحربية الأمريكية. وعلاوة على ذلك، يمكن لبايدن قصف المنشآت التي يشتبه في أنها تخصب اليورانيوم بدرجة تصنيع القنبلة النووية.

إيران خارج المصيدة
ويرى الكاتبان أن الرد بقصف الوكلاء يُبقي إيران «خارج المصيدة».
والضربات على وكلاء إيران يجب أن تتبع بخطوات اقتصادية، مثل تجميد الودائع الإيرانية، وشل قدرة إيران على تكرير النفط وبيعه في السوق السوداء، وإلغاء الإعفاءات من العقوبات، وحرمان النظام من المصادر التي يحتاجها لشن حرب.