تمثل تهديدا وجوديا وتعرض الفنانين للخطر..

تيلي نوروود.. "ممثلة افتراضية" تثير غضب هوليوود

تيلي نوروود..

أدانت نقابة ممثلي الشاشة SAG-AFTRA في بيان لها، مؤخرا، استوديو المواهب Xicoia الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وباع ممثلة تُدعى "تيلي نوروود" إلى قطاع صناعة السينما.
كانت أنباء قد وردت لموقع Deadline خلال قمة زيورخ في 27 سبتمبر الماضي تفيد بأن وكلاء المواهب في هوليوود كانوا يبحثون سرًا عن "نوروود" لتمثيلها، وعلى مدار الأشهر الخمسة الماضية، أطلقت Xicoia، نوروود رسميًا على انستجرام.

مُولّدة بالذكاء الاصطناعي
ونشر استوديو المواهب Xicoia صورًا شخصية وأخرى عفوية، وكذلك رسومًا متحركة للممثلة، التي تتخذ شكل فتاة مراهقة من المفترض أنها تعيش في لندن، وفي الأسبوع الماضي نشرت Xicoia لقطات شاشة افتراضية لنوروود، مُولّدة بالذكاء الاصطناعي، في ملف رقمي يُظهر مشاريع الأفلام المختلفة التي قد تظهر فيها: إحداها في سيناريو فيلم إثارة بإضاءة خافتة، وأخرى في مترو الأنفاق، وثالثة في أجواء رومانسية دافئة مضاءة بالشموع، حيث تبدو وكأنها تُجري محادثة عاطفية صادقة مع شخص تُحبه، الأمر الذي اعتبرته نقابة ممثلي الشاشة "SAG-AFTRA" تهديدًا وجوديًا.
وعارضت النقابة ما حدث إذ قالت في بيانها إن نقابة ممثلي الشاشة تؤمن بأن الإبداع مُركّز على الإنسان، ويجب أن يبقى كذلك، لذا تُعارض النقابة استبدال الممثلين البشر بفنانين مُصنّعين.
تابع البيان: "تيلي نوروود ليست ممثلة، بل شخصية مُولّدة بواسطة برنامج حاسوبي دُرّبت على أعمال عدد لا يُحصى من الفنانين المحترفين - دون إذن أو تعويض، ولا تستند إلى أي تجربة حياتية، أو مشاعر، ومما رأيناه، لا يهتم الجمهور بمشاهدة محتوى حاسوبي منفصل عن التجربة الإنسانية، فهذا لا يحل أي "مشكلة" بل يخلق أزمة باستخدام عروض مسروقة لإخراج الممثلين من العمل، وتعريض سبل عيشهم للخطر، وتقليل قيمة الفن الإنساني".
كما أوضح البيان أنه "إضافة إلى ذلك، يجب على المنتجين الموقعين أن يدركوا أنه لا يجوز لهم استخدام فنانين اصطناعيين دون الامتثال لالتزاماتنا التعاقدية، التي تتطلب إخطارًا ومفاوضة عند استخدام فنان اصطناعي".

استياء وغضب
وجود نوروود لم يثر استياء النقابة فحسب، لكنه أغضب الكثيرين في هوليوود، بمن فيهم ميليسا باريرا، نجمة فيلمي الرعب "سكريم" و"سكريم 6"، التي نشرت على إنستجرام قائلة: "آمل أن يُنهي جميع الممثلين الذين يمثلهم الوكيل الذي يقوم بهذا العمل أعمالهم معه.. يا له من أمر مقزز"، وغرّد الممثل وعارض الأزياء مايكل أوريليو قائلًا: "من اللافت للنظر أن أول ما غامرت به هذه الصناعات كان خلق فتاة مراهقة تستطيع التحكم بها".
وقالت مارا ويلسون التي تؤدي دور "ماتيلدا": "عار على هؤلاء. لقد سرقوا وجوه مئات الشابات ليصنعوا هذه الممثلة بالذكاء الاصطناعي. إنهم ليسوا مبدعين، بل سارقو هويات".
وفي نبرة أقل حدة، اتهم لوكاس غيج من مسلسل "ذي وايت لوتس"، نظيرته الافتراضية بأنه "كابوس لمن يتعامل معها" لأنها "غير قادرة على تحديد مكانها في موقع التصوير كما أنها تتأخر عن مواعيدها".
أجبر هذا الجدل فان دير فيلدن على الرد، إذ أوضحت على إنستغرام، أن "تيلي نوروود ليست بديلا عن الإنسان، بل هي عمل إبداعي".
وأضافت "كما فتحت الرسوم المتحركة وعروض الدمى والمؤثرات الخاصة آفاقا جديدة من دون أن تُنقص من الأداء الحي، يُقدّم الذكاء الاصطناعي طريقة أخرى لتخيل القصص وبنائها".
ورأت أن الممثلين الافتراضيين المطورين بالذكاء الاصطناعي "يجب أن يُحكم عليهم كجزءٍ من نوعهم الفني الخاص، بناءً على مزاياهم، بدلا من مقارنتهم مباشرة بالممثلين البشر".
وقد أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحا في الأشهر الأخيرة في الصناعات الإبداعية، ما أثار الجدل في كل مرة.
ومن الأمثلة على ذلك، تجاوزت أعمال فرقة "ذي فيلفيت صن داون" الافتراضية عتبة المليون استماع على منصة "سبوتيفاي" خلال الصيف الفائت.
كما نشرت مجلة "فوغ" في عددها الصادر في أغسطس الماضي إعلانا تظهر فيه عارضة أزياء متخيلة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ليست بديلة للإنسان
من جانبها، علّقت خبيرة التكنولوجيا الهولندية إميلي فان دير فيلدن التي أطلقت Xicoia، على الانتقادات المتزايدة بكتابة على إنستجرام: "إلى كل من عبّر عن غضبه من ابتكار شخصيتي، تيلي نوروود، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فهي ليست بديلًا عن الإنسان، بل هي عمل إبداعي - قطعة فنية، ومثل العديد من الفنون التي سبقتها، فهي تُثير النقاش، وهذا بحد ذاته يُظهر قوة الإبداع".
أضافت: "لا أرى الذكاء الاصطناعي بديلًا عن البشر، بل أداة جديدة، وفرشاة رسم جديدة، وكما فتحت الرسوم المتحركة، وفن الدمى، والرسومات الحاسوبية آفاقًا جديدة دون أن تُقلل من أهمية التمثيل الحي، يُقدم الذكاء الاصطناعي طريقة أخرى لتخيل وبناء القصص.. أنا ممثلة، ولا شيء - ولا حتى شخصية ذكاء اصطناعي- يُمكنه أن يُنقص من براعة الأداء البشري أو متعته".