جبنة «من خلف القضبان» تُبهر الذواقة في بلغاريا
نجح عدد من السجناء في بلغاريا في تحويل وقت محكوميتهم إلى فرصة إنتاجية، عبر العمل في معمل لصناعة الأجبان بات يحظى بشهرة واسعة في البلاد. وفي سجن "سموليان" الواقع وسط جبال رودوبي قرب الحدود مع اليونان، ينتج نزلاء السجن كميات من الجبنة البلغارية التقليدية، مثل الفيتا والزبادي، داخل معمل أنشئ ضمن مبنى قديم كان في الأصل منجماً لليورانيوم.
ويقول غيورغي فيليانوف، البالغ من العمر 30 عاماً، والمحكوم عليه بالسجن لعامين ونصف بتهمة الاتجار بالمخدرات لفرانس برس، إن هذا العمل "يمرر الوقت بسرعة" ويساعده على الاستعداد لإعادة الاندماج بالمجتمع. كما يستفيد من تخفيض لمدّة محكوميته وأجر شهري بمئات اليوروهات. والمعمل، الذي أُنشئ بمبادرة من مدير السجن السابق خريستو سولاكوف، بدأ كمشروع صغير لتربية الماشية، لكنه تطوّر لاحقًا لإنتاج الأجبان وبيعها، بعد أن تبيّن أن بيع الحليب فقط لا يحقق أرباحاً. ويؤكد سولاكوف أن المنتجات "خالية من المواد الحافظة والإضافات"، ما يبرر أسعارها المرتفعة نسبياً ويزيد الإقبال عليها.
اليوم، يعمل في المعمل نحو 100 سجين من أصحاب الجنح والجنايات، ضمن نظام "العقوبات البديلة"، ما يُسهم في تحسين ظروفهم النفسية والمادية. نصف الإنتاج يُخصص لاستهلاك السجون، والنصف الآخر يُباع في نقاط مختارة.
السجناء يخرجون من التجربة بخبرات حقيقية، فإيفان باتازوف (31 عاماً) يخطط لمشروع عائلي بعد الإفراج عنه، بينما افتتح نزيل سابق بعد خروجه مشروعاً ناجحاً يوظف اليوم ثمانية أشخاص.
ويقول سولاكوف، في مفارقة لافتة: "في الماضي، كان المقاتلون ينهبون معامل الألبان للبقاء. أما اليوم، فنحن نبنيها داخل السجون"، في إشارة إلى التحول الإيجابي في فلسفة العقاب والإصلاح ببلغاريا.