جلسة حواريّة بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسيّة حول دور الدبلوماسيّة الإنسانيّة في مواجهة التحدّيات العالمية

جلسة حواريّة بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسيّة حول دور الدبلوماسيّة الإنسانيّة في مواجهة التحدّيات العالمية

شهدت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسيّة في أبوظبي امس جلسة حواريّة رفيعة المستوى حضرها عدد من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسيّة المقيمين في الدولة تحت عنوان “صياغة المستقبل: دور الدبلوماسية الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة التحديات العالمية” وذلك بهدف مناقشة التحديات الإنسانية التي يواجهها العالم في الوقت الراهن وإبراز أهمية الدبلوماسية الإنسانية من خلال تكثيف الجهود العالمية لتخفيف العبء عن المجتمعات والدول المتضررة من الأزمات والكوارث الطبيعية وتداعيات هذه الازمات على الأمن الإنساني. أفتُتحت الجلسة بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور محمد ابراهيم الظاهري، نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية عبّر خلالها عن فخره بالشراكة والتعاون مع منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة بما يسهم في تعزيز العلاقة بين الدبلوماسية والأعمال الإنسانية.
 
وأكد الظاهري دور الدبلوماسية الإنسانية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة وقال : “ من المؤكد أن العالم قد تغير في السنوات العشرين الماضية، والتحديات التي نواجهها اليوم معقدة، ومن خلال الانخراط في تطبيق الدبلوماسية الإنسانية، فإننا نواجه هذه التحديات بشكل مباشر وندفع باتجاه التغيير الإيجابي من خلال الحوار الهادف والتعليم، وتسخير خبرتنا الدبلوماسية لمعالجة الأزمات، والمساعدة في تقليل المعاناة، وتعزيز قضية السلام الدائم عبر الحدود».
حضر الجلسة عدد من السفراء من ضمنهم سفراء كل من سويسرا وألمانيا وإسبانيا وغانا وأنغولا وقيرغيزستان والفلبين إلى جانب ممثلين عن البعثات الدبلوماسية والعاملين في القطاع الإنساني والإغاثي.
 
أدار الجلسة الحواريّة الدكتور ريكارد جالكيبرو، أستاذ مشارك في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية والتي شارك فيها سعادة آرثر ماتلي، سفير سويسرا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، المؤسس والمنسق السابق لشبكة مستودعات الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
 
واستهل الجلسة الحوارية سعادة آرثر ماتلي سفير سويسرا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الذي أشاد بالعلاقة الوطيدة والمتميزة بين دولة الإمارات وسويسرا على مختلف الأصعدة، معرباً عن تطلعه لدفع التعاون المشترك في مجال التعاون الدبلوماسي بين البلدين بما يعزز ازدهارهما وتقدمهما ويعود بالخير على شعبيهما. وقال :” تؤكد هذه الجلسة الحواريّة قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعد فرصة هامة لمواصلة التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك فنحن نسعى لتعزيز التعاون الدبلوماسي لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهداف الدبلوماسية الإنسانية المستدامة». ورحب سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة ”ديهاد“ الإنسانية المستدامة ورئيس “ديساب” وسفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، وتطرق إلى الدور البارز الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في المشهد الإنساني العالمي وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر مثالاً للدبلوماسيّة الإنسانية التي تتسم بالتعاطف والمرونة والاستدامة.

وقال :” نلتقي اليوم لنعزز أهمية العمل الخيري والجماعي في القضايا ذات الطابع الإنساني، بهدف بناء مستقبل دوليّ يلبي تطلعاتنا ويحقق مبادئ القيم النبيلة على الصعيدين الوطني والدولي.. تعتبر دولة الإمارات ملهمة دائماً في دعم المتضررين وتقديم المساعدة للمحتاجين أينما كانوا دون النظر إلى لون أو عرق أو دين، وذلك وفقًا للرؤية والمسار الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في ميدان الأعمال الخيرية وتقديم المساعدات الإنسانية والتطوع للدول التي تحتاج إلى الدعم».
 
وتهدف الجلسة أيضا إلى تسليط الضوء على مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير – (ديهاد) الذي يتم تنظيمه في دبي كل عام منذ 20 عاماً ويحتفل هذا العالم بالذكرى العشرين لإنطلاقته ويسعى من خلال هذه الدورة الاحتفالية إلى تضافر الجهود من أجل تعزيز سبل التعاون المختلفة لدعم قطاع التنمية والتطوير في العالم. وتُواصل منظمة ”ديهاد“ الإنسانية المستدامة مسيرتها التي تمتد لما يقارب عقدين من الزمن في خدمة الإنسانية والسلام، ونجحت خلال مسيرتها الحافلة بإطلاق مبادرات، بالشراكة مع العديد من المنظمات والمؤسسات، تجاوزت قيمتها 165 مليون يورو ووصلت لأكثر من 190 دولة حول العالم.
وتحدث جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، المؤسس والمنسق السابق لشبكة مستودعات الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة عن كيفية التعامل مع حالات الطوارئ العابرة للحدود وضرورة تحقيق استجابة سريعة ومنسقة لضمان التأهب الفعّال والتعاون المستدام في أوقات الأزمات. وأشار إلى أن القطاع الخاص أظهر فعالية متزايدة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية.. وفي هذا السياق، أكد أن دور الشركات والمؤسسات الخاصة أصبح أكثر أهمية في تقديم الدعم اللازم للمجتمعات المتأثرة وأشار إلى أن القطاع الخاص أثبت قدرته على تقديم حلول فعالة ومستدامة للتحديات الإنسانية الملحة.
 
وقال : “في إطار هذا التحول، نشجع تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في العلاقات الدبلوماسية الإنسانية لضمان استدامة الجهود الإنسانية وتحقيق تأثير إيجابي أكبر على المجتمعات المحتاجة. وتبرز أهمية الشراكات الدبلوماسية والتعاون الدولي كأدوات أساسية في التصدي للتحديات العابرة للحدود، وتعكس هذه العلاقات التفاعل البناء والتعاون المشترك بين الدول والمنظمات الدولية، وذلك في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساهمة الفعّالة في بناء عالم يتسم بروح التعاون والتضامن.علاوةً على ذلك، ركزت المناقشات خلال الجلسة على الدور الرياديّ الذي تقوم به دولة الإمارات في التصدي للتحديات العالمية، وكيفيّة تبنيها نهجا دبلوماسيّا إنسانيّا مستداما إلى جانب دور الدبلوماسيّة الإنسانيّة العالميّة، وأهمية الشراكات الدولية والتعاون في التصدي للتحديات العابرة للحدود.
 
وقد واظبت ديهاد خلال مسيرتها على بناء جسور الأمل وتقديم الدعم والمساعدة إلى عدد كبير من المجتمعات التي تفتقد إلى الرعاية والدعم حول العالم، وتتوالى مساهمات منظمة “ديهاد” للأعمال الإنسانية المستدامة عاماً تلو الآخر ليكون في رصيدها مسيرة حافلة من الأعمال والمبادرات التي كان لها دور كبير في خدمة الإنسانية. ويعد معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» حدثاً سنوياً تنظمه شركة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض ش.ذ.م.م - عضو في اندكس القابضة بدعم من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ومجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الأمم المتحدة والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية.