ترفض المشاركة لمجرد الحضور أو لعب أدوار لا تليق بمسيرتها

جويل داغر : أنا في انتظار العرض الذي أقتنع به ويرضيني

جويل داغر : أنا في انتظار العرض الذي أقتنع به ويرضيني

مع أنها تتمتع بشهرةٍ كبيرةٍ ونجومية، إلا أن الممثلة اللبنانية جويل داغر، بدت وكأنها تعيش فترةً من «الركود الفني».
داغر، عزت الأمر، إلى أنه ليس بسبب انعدام الفرص، بل لعدم رضاها عن الأدوار التي تُعرض عليها في لبنان ومن الخارج، خصوصاً أنها ترفض المشاركة لمجرد الحضور أو لعب أدوار لا تليق بمسيرتها وتجربتها وتاريخها الفني الذي يَزخر بالنجاحات.

• أنت مبتعدة عن التمثيل، كما الكثير من الممثلين الذين وَجَدوا أنفسهم مجبَرين على التوجّه نحو مجالاتٍ أخرى كورش التدريب أو الغناء أو سواهما من المجالات الأخرى...
- هذا صحيح لأنهم توقّفوا عن الاعتمادِ على التمثيل فقط. الكل يَعرف أن عدداً محدوداً من النجوم يَظهرون في كل الأعمال، والآخَرون وضْعهم مُحْزِن لأنهم من دون عمل. هذا لا يعني أنه يجب توجيه اللوم للمُنْتِجين لأنهم مظلومون، فعدد الأعمال التي يتم إنتاجها سنوياً محدود جداً وهم لا يستطيعون جمْع كل الممثلين اللبنانيين فيها.آخِر عمل شاركتُ فيه كان مسلسل «بالدم» الذي استعانتْ فيه شركة «إيغل فيلمز» بفريقِ عملٍ كل عناصره من اللبنانيين، تمثيلاً وإخراجاً وكتابة، كما أنها تحاول الاستعانة دائماً وفي كل أعمالها بوجوه جديدة وتسعى إلى إبرازها، وأيضاً هي تتعاون مع ممثلين كانوا بعيدين عن الشاشة وأعادتْهم مجدداً إلى الأضواء من خلال أعمالها وبينهم سينتيا كرم وغيرها.المشكلة أن عدد الممثلين الذين يمكن استيعابهم في المسلسل الواحد محدود، خصوصاً أن «إيغل فيلمز» تنتج مسلسلاً لبنانياً واحداً سنوياً وعدداً من المسلسلات العربية. مثلاً، شاركتُ في مسلسل «للموت»، لكن لا يمكنني أن أشارك في جميع مسلسلات شركة «إيغل فيلمز» إفساحاً في المجال أمام غيري من الممثلين في أعمالها. وبعد «للموت» عُرِضَتْ عليّ المشاركة في أعمال أخرى كثيرة بعضها تركي معرّب، وبعضها مشترَك، كما عُرض عليّ المشاركة في فيلم سينمائي لكنني اعتذرت عنها جميعاً، إما بسبب طبيعة الأدوار، إذ لا يناسبني أن ألعب في المرحلة الحالية أدواراً كنت قد قدّمت مثلها في السابق، أو بسبب الأجر وعدم التوصل إلى اتفاق حوله، فضلاً عن أسباب أخرى مختلفة.وأنا في انتظار العرض الذي أقتنع به ويرضيني مهما طالت فترة الابتعاد، لأنني تعبت على نفسي كثيراً. فأنا خرّيجة مسرح وشاركتُ في عدد كبير من الأعمال وأريد عملاً يليق بي وباسمي وبمسيرتي الفنية ودوراً يرضيني على الصعد كافة، وليس بالضرورة أن يكون دورَ بطولةٍ مطلقة، فأنا وافقتُ على الدور في مسلسل «للموت» مع أنه لم يكن بطولة أولى، لكنني فرحتُ به كثيراً لأنه دور جميل وتَرَكَ أثَراً عند الناس كما أنه دور جديد لم أقدّم مثله سابقاً. ولم يعد يهمني الظهور لمجرد الظهور، بل أريد أدواراً تضيف إلى مسيرتي الفنية.
• للفن عمر افتراضي ومع الوقت تتراجع الفرص والأدوار التي تتوافر اليوم للممثل، هل توافقين؟
- هذا صحيح، ولكن هذا الأمر يحصل في لبنان فقط، بينما في الخارج هم يَكتبون أدوارَ بطولةٍ لممثلين في الستين أو السبعين من العمر. وإذا لم يحالفني الحظ اليوم، يمكن أن أنتظر حتى سن الـ 60 والـ 70 حتى يصل الدور المُناسِب.
• لكن بعض ممثلات الصف الأول لم ينصعن للواقع ومن بينهنّ داليدا خليل، التي اتجهت نحو الغناء والاستعراض بسبب عدم توافر الفرص التي تُرْضيها؟
- داليدا تملك مواهب أخرى إلى جانب التمثيل كالغناء والرقص، فلماذا لا تستفيد منهما. ومن حقها أن تستثمر هاتين الموهبتين فنياً. هي شاركتْ في برنامج «ديو المشاهير» وفَرَضَتْ نفسَها وبَرْهَنَتْ عن موهبة كبيرة، وأنا أدعمها في خطواتها هذه لأن الحياة لا بد أن تستمر.
• ولماذا لا تعملين في الإخراج مثلاً؟
- درستُ الإخراج ضمن دراستي لاختصاص المسرح، والمُخْرِج سمير حبشي هو الذي أشرف على مشروع تخرّجي، وقدّمتُ فيلماً من كتابتي وإخراجي ومسرحيةً من إخراجي كما مثّلت فيها. أما اليوم، فتم الفصل بين هذين الاختصاصين، وأصبح الإخراج اختصاصاً مستقلاً. لكنني لا أحب الإخراج، بل أفضّل عليه التمثيل لأنني أحب الوقوف أمام الكاميرا وليس خلْفها.