جيروزاليم بوست: حماس لن تتردد في جرّ إسرائيل إلى نزاع جديد

جيروزاليم بوست: حماس لن تتردد في جرّ إسرائيل إلى نزاع جديد


قالت الصحافية آنا آهارونهايم، إن مداهمة القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية لخلية خطيرة لحركة حماس، لم تعطل فقط قنبلة موقوتة، وإنما أظهرت خطورة هذه المجموعة.
و تحاول حماس من غزة، دائماً تنفيذ هجمات في الضفة الغربية. لكن ذلك كان على مستوى مختلف.
وقالت الصحافية في “جيروزاليم بوست” إن المداهمات، التي نفذت في خمس مناطق من الضفة الغربية، كانت تهدف إلى تفكيك بنى إرهابية تحتية كبيرة غير مركزية لحماس خططت لهجمات إرهابية وشيكة في الضفة وفي إسرائيل. وكان يمكن لهذه الهجمات أن تذكر بتلك التي نفذتها حماس، ومجموعات فلسطينية أخرى إبان الإنتفاضة الثانية، بتفجيرات وخطف جنود ومدنيين إسرائيليين.

واستناداً إلى الجيش الإسرائيلي، كانت السلطات تتابع الخلية عن كثب وتحركت عندما تلقى جهاز الأمن الداخلي “الشين بيت” معلومات عن قرب تنفيذ الهجمات.

واعتقل أكثر من 20 عنصراً من هذه الخلية وصودرت خمس قطع سلاح. ويُعتقد أن ثمة عناصر آخرين من الخلية مع أسلحتهم، لا يزالون طلقاء، تلاحقهم إسرائيل. إن تشييد بنى تحتية استغرق بضعة أشهر، إن لم يكن أكثر. ما يعني تسريب أموال لشراء الأسلحة وتنفيذ التدريبات اللازمة لتنفيذ الهجمات. ومن المحتمل أن غزة مصدر هذا التمويل.
لا يصعب تخيل أنه لو نجحت الخلية في تنفيذ خطتها، لوجدت إسرائيل نفسها أمام نزاع دموي ضد حماس في كل من الضفة الغربية وقطاغ غزة.

ومنذ عملية “حارس الأسوار” وإلغاء السلطة الفلسطينية الإنتخابات، تتنازع حماس، وفتح على الهيمنة. ومع اكتساب العمل العسكري زخماً عقب نزاع مايو(أيار) ، فإن المتشددين يشعرون بثقة أكبر في النفس للاشتباك مع القوات الإسرائيلية.
وتتمتع حماس بحضور قوي في الكثير من المدن والقرى بالضفة الغربية. وأظهرت دراسة حديثة نشرها المركز الفلسطيني للسياسات وأبحاث الإستطلاع أن 45% من الفلسطينيين، يعتقدون أن على الحركة  أن تقودهم، مقابل 19%  فقط قالوا إن على فتح “العلمانية” التي يتزعمها محمود عباس، أن تمثلهم. وأظهرت الدراسة أن 78% من الفلسطينيين يريدون استقالة عباس.

ومن المحتمل أن خلية حماس، كانت تهدف إلى زيادة الضغط على عباس، وعلى التنسيق الأمني بين قوات الأمن الإسرائيلية و أمن السلطة الفلسطينية.
ورغم أن قوات الأمن الفلسطينية تتلقى تدريباً وتمويلاً من الولايات المتحدة وقوات دولية، فإنها بالكاد تقمع نشاطات حماس، خوفاً من التورط في قتال ضد عناصر الحركة.
وبسبب هذا الخوف، تمكنت خلية حماس من العمل، رغم وجود قوات الأمن الفلسطينية.

وتشير الكاتبة إلى أن انتماء أحد الفلسطينيين الذين قتلوا في المداهمة إلى الجهاد، يظهر أن الحركتين لا تتعاونان فقط في إطلاق الصواريخ من غزة، وإنما أيضاً في التخطيط لشن هجمات بالضفة الغربية.
وأظهر وجود خلية الضفة أنه بعد مضي ستة أشهر من عملية “حارس الأسوار”، أن حماس مستعدة لجر الجيش الإسرائيلي إلى نزاع دموي آخر في غزة والضفة.

وأثبتت حماس بوضوح أنه حتى في الوقت الذي تفاوض فيه إسرائيل على إعادة إعمار الجيب الساحلي، فإنها لم تتخل عن الكفاح المسلح ضد الإسرائيليين.