جيروزاليم بوست: زيارة بايدن تربك إيران
كيف تفكر إيران بزيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط؟ سؤال طرحه الكاتب سيث ج. فرانتزمان في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، ليقول إن الزيارة التي تشمل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، تستأثر باهتمام إيران، وتربكها في آن معاً.ويقول الكاتب إن هذا طبيعي، كون إسرائيل تعرض دفاعاتها الجوية ذات الطبقات المتعددة، وثمة حديث عن شراكة “استراتيجية” مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالتهديد الإيراني. كما أن هناك تقارير عن عزم إسرائيل والولايات المتحدة على الدفع نحو مزيد من التعاون بين الدول الموقعة على اتفاقات إبراهام.ورأى فرانتزمان أن إيران مهتمة بالزيارة لكنها غير متأكدة كيف ستتعاطى مع كل الأخبار الواردة عنها. فهي تسعى لإستضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل. وهذا ينطوي على إمكانية أن تحاول إيران إقامة توازن مع زيارة بايدن.وتسعى إيران أيضاً إلى تقديم نفسها على أن في إمكانها العمل مع دول تريد إزاحة الولايات المتحدة كقوة عالمية مهيمنة. وهذه هي الرسالة التي تبعث بها إيران، وكذلك تركيا وباكستان والصين وروسيا، وانظمة أخرى.
يعارض النظام الإيراني مفهوم ميثاق دفاعي في المنطقة. لكن طهران تبدو وكأنها قبلت كأمر واقع تنامي العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول في المنطقة.وتسعى إيران عبر العراق إلى زعزعة استقرار الأردن أو على الأقل تهديد عمان، في محاولة لابتزازها كي لا تكون قريبة جداً من إسرائيل، كما أن إيران تفكر في استخدام وكلاء في لبنان واليمن والعراق وسوريا لمواصلة هؤلاء شن الهجمات، لكن من الممكن أيضاً أن تدرس المسألة بحذر.ويرى الكاتب أن حقيقة تنحي بوريس جونسون من رئاسة الوزراء البريطانية وانشغال روسيا بأوكرانيا، قد تعني أن إيران لا يمكنها “تسخين” الحاجة إلى اتفاق جديد. وتنشر وسائل الإعلام القريبة من “الحرس الثوري الإيراني” روايات تسخر فيها من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 ومن محتواها.
من هذا المنطلق، يتساءل الكاتب: “بأي اتجاه تدفع وسائل الإعلام الموالية للحرس الثوري؟”، وتلفت إلى أن الإعلام الغربي مهتم بتعزيز العلاقات الإيرانية-الروسية”. كما أنها تحيي ذكرى حرب 2006 بين إسرائيل و”حزب الله”، مشيرة إلى أن الحزب يمكن أن يشكل تهديداً لإسرائيل في البحر. وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الاتفاق النووي مرتبط بـ”نخبة” إيرانية تؤمن بقوة بالعلاقات مع الغرب.