رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
لن يضع حداً للقتال.. بل سيعقده فحسب
حرب أوكرانيا: أي الجيشين سيستفيد من الشتاء؟
تدخل فصل الشتاء لصالح روسيا في حروبها ضد المغول، والسويديين، والفرنسيين، والألمان على التوالي. والآن، وبينما يدخل الجيشان الروسي والأوكراني في سباق مع الزمن قبل أن يعقّد هذا الفصل العمليات العسكرية، تساءلت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إذا كان “الشتاء سيفعلها مرة أخرى في أوكرانيا”.وأوضحت الصحيفة أن الحرارة خلال فصل الشتاء في أوكرانيا يمكن أن تنزل إلى 30 درجة تحت الصفر، ما يؤثر بشكل خطير على إمكانية المناورات. ولكنها نقلت عن الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، يوهان ميشيل أن الشتاء “لن يضع حداً للقتال، بل سيعقده فحسب”، مضيفاً أن إمكانية تحقيق كييف انتصارات مذهلة على غرار ما حصل في خاركيف هذا الصيف “أقل احتمالاً” مع بداية الشتاء.
بدوره، قال تيبو فوييه، من مؤسسة البحوث الإستراتيجية، إن الأوكرانيين “سيتجهون إلى تعزيز حرب الاستنزاف بمنطق القضم كما في خيرسون”، مضيفاً “لن تجمد الجبهة، لكن الهجمات الرئيسية ستصبح نادرة».
هجوم روسي جديد؟
وذكرت الصحيفة أن روسيا التي تتجرع الهزائم التكتيكية منذ بداية سبتمبر (أيلول) الماضي، “قد يعني لها الشتاء إمكانية استقرار الجبهة، وبالتالي سيكون مفيداً، خاصة أنه يعني نهاية تدريب 300 ألف من الجنود الجدد، الذين سيسمح وصولهم بإغاثة القوات الفعلية الموجودة على الجبهة منذ 7 أشهر».
وأضافت الصحيفة أنه رغم أنه لم تُكشف طبيعة عمل جنود الاحتياط، إلا أنه قد يؤدي إلى اختلال التوازن مع الجنود الآخرين المخضرمين بالفعل.
وقال فوييه: “على المجندين الجدد زيادة مهاراتهم، لذلك من غير المرجّح أن يشنّ الجيش الروسي هجوماً جديداً في الشتاء، وسيسعى بدل ذلك إلى الحفاظ على قواته لفصل الربيع».
من الناحية الإستراتيجية، أوضح ميشيل أن روسيا “تريد تجنب خسارة الأراضي التي ضمّتها أخيراً».
في المقابل، أوضح فوييه أن كييف “تسعى لاستعادة أكبر قدر ممكن من الأرض قبل أن يعقّد الشتاء مهمات القتال”، خاصة أن الجيش الأوكراني سيحصل على مساعدة أمريكية جديدة بـ 625 مليون دولار.
وأضاف “ستكون مدافع قيصر الجديدة التي ستمنحها فرنسا لأوكرانيا، أو قاذفات صواريخ هيمارس المتعددة، مفيدة لإكمال نطاق التأثيرات والقدرات».
اللوجستيات على المحك
من ناحيته، رأى إدوارد جولي، الباحث في معهد البحوث الاستراتيجية للمدرسة العسكرية بوزارة الدفاع الفرنسية، أن “تجمد الأرض أو تغيرها ليس ميزة إستراتيجية بالضرورة، وهو مرهون بانتهاز الجيوش فرصة التضاريس لتحقيق المفاجأة، خاصة مع فصل الشتاء، على غرار هجوم هتلر في 1941 الذي سهله تجمّد الأرض، ولذلك يمكن أن تُواصل أوكرانيا هجومها، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان عليه في الأسابيع الماضية».
وبعيداً عن القتال، قال فوييه إن الصقيع والبرد يجلبان “تعقيدات لوجيستية، فيؤديان للتآكل المبكر للمعدات والمقاتلين، ما يؤثر على معنويات الجنود».
بدوره، قال ميشيل إن الشتاء “يؤدي إلى أعطال في الأجهزة الالكترونية».
أما جولي فأشار إلى أنه “مع الشتاء، تزيد صعوبات الحرب غير الناتجة عن القتال”، مضيفاً أن “التدفّقات اللوجستية هي الأكثر أهمية، وبهذا المعنى، فإن الحريق بجسر كيرتش يمثل ضربة نفسية كبرى».
إلى ذلك، ومع حلول فصل الشتاء، يختفي عدد من النباتات والأشجار، ما يكشف تمويه العديد من الوحدات. كما يسهل التجمد عبور بعض المجاري المائية، وبالتالي التسلّل إلى مناطق العدو.
دعم الحلفاء تحت الاختبار
غير أن الصحيفة اعتبرت أن الخطر الرئيسي على الأوكرانيين لا يكمن في البرد القارس أو الصقيع، ولكن في انخفاض الدعم الغربي، خاصة أن استطلاعات الرأي تُشير إلى أن الدعم الأمريكي لكييف بدأ التقلّب، وأن الأزمات الاقتصادية وأزمة الطاقة يُمكن أن تؤثر على الدعم الأوروبي لكييف.
وذكرت الصحيفة أن كييف ستختبر مرونة الغربيين في مواجهة قيود الطاقة، والتضخم بشكل خاص. وفي هذا الإطار، يحذر جولي “الشتاء سيلعب على العامل النفسي للحرب، ويمكن أن يؤثر على الدعم الشعبي للصراع».
وذكرت الصحيفة أنه إذا كان الأوروبيون حتى الآن مستمرين في دعمهم لأوكرانيا من خلال تسليم الأسلحة وفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، فإن البعض يخشى العكس في مواجهة قضايا الطاقة.
وهو ما لا يرجحه فوييه ولا ميشيل.