خفتت الوحدة التي سادت إسرائيل بعد هجوم حماس

حرب غزة تعمّق الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي

حرب غزة تعمّق الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي


تثير الحرب في قطاع غزة التي تقترب من إتمام عامها الثاني، خلافات داخل الأسر وبين الأصدقاء في إسرائيل، مؤججة الانقسامات السياسية والثقافية الحادة القائمة بالأساس.
فبينما تطالب عائلات الرهائن والنشطاء الداعون إلى السلام حكومة بنيامين نتانياهو بوقف إطلاق النار لاستعادة من تبقى من المحتجزين منذ الأول أكتوبر 2023 في قطاع غزة، يفضّل أعضاء الحكومة اليمينيون اغتنام الفرصة لضمّ المزيد من الأراضي الفلسطينية، رغم ما قد يثيره ذلك من انتقادات دولية.
ويلقي الجدل بظلاله على العلاقات بين المواطنين وقسّم المجتمع الذي يمرّ بلحظة حرجة في ظل أطول حرب لإسرائيل في تاريخها.
ويرى الصحافي الإسرائيلي المستقل ميرون رابوبورت أن هذه الأصوات تعكس الاستقطاب الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي منذ هجوم حماس على إسرائيل الذي خلّف 1,219 قتيلا
و المحرك الرئيسي للحرب بحسب رابو بورت الذي كان يعمل محررا في صحيفة «هآرتس» اليسارية،هو أن إسرائيل تعاني  من الانقسام حتى منذ قبل الحرب الحالية، وشهدت احتجاجات ضخمة اتهمت بنيامين نتانياهو بالفساد وبتهديد استقلالية القضاء.
اليوم، خفتت الوحدة التي سادت إسرائيل بعد هجوم حماس.
ومع إطالة أمد الحرب وتعرّض إسرائيل لانتقادات متوايدة بسبب خصوصا تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وعدم الغفراج عن كل الرهائن، يتمسك كل طرف بموقفه بمزيد من الحدة.
وأظهر استطلاع للرأي أعده معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بين 24 و28 يوليو وشمل 803 من اليهود و151 من العرب، أن معظم الإسرائيليين يتهمون حماس بتعطيل التوصل لاتفاق لتحرير الرهائن.
وبحسب الاستطلاع، 24 بالمئة من الإسرائيليين فقط قلقون أو «قلقون للغاية» بسبب الأوضاع الإنسانية في غزة التي تحذّر الأمم المتحدة من إمكانية تحولها إلى مجاعة، فيما يلقى الفلسطينيون حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية.
ولكن رغم الانقسام، يلتفّ المجتمع بقوة حول عائلات الرهائن، مقابل تصاعد الاتهامات لنتانياهو بتسويف إنهاء الحرب لتقوية موقفه السياسي.
وتشير ميكا ألموغ، وهي كاتبة إسرائيلية وناشطة تدعو للسلام ضمن تحالف «لقد حان الوقت»، إلى أن «هناك تجنيدا إجباريا في إسرائيل. هؤلاء الجنود هم أبناؤنا الذين يتم إرسالهم إلى حرب إجرامية كاذبة لا زالت مستمرة فقط لأسباب سياسية».
وأرسل 50 دبلوماسيا سابقا وقادة عسكريين واســــــتخباريين سابقين الاثنين خطابا الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ناشـــــــــدوه الضغط على نتنياهو من أجل التوصل إلى صفقـــــة لتحرير الرهائن بعــــــد أن حقّقت المرحلة العسكرية من الحرب أهدافها.
وقال عامون أيالون، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية «شين بيت»في كلمة مسجلة «كانت هذه حربا عادلة في البداية، حربا دفاعية، ولكن بعد أن حققنا جميع الأهداف العسكرية، لم تعد الحرب عادلة».
وحذّر أيالون في كلمته التي نشرها بالتزامن مع الخطاب من أن «هذه الحرب تقوّض أمان دولة إسرائيل وهويتها».