رئيس الدولة يقدم واجب العزاء في وفاة علي مصبح الشامسي في العين
حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي ينظمان مجالس المستقبل 14–16 أكتوبر
محمد القرقاوي:
• المجالس تعكس الرؤى المشتركة لدولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي بتوسيع الشراكات العالمية الهادفة لدفع مسيرة صناعة المستقبل
• نركز في شراكتنا على توفير منصة لحوار وحراك عالمي موضوعه المستقبل ومحوره الإنسان
أعلنت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تنظيم الدورة المقبلة لمجالس المستقبل العالمية، في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر 2025، ما يمثل محطة متقدمة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية المثمرة بين الإمارات والمنتدى، يبني من خلالها الجانبان على شراكتهما الإيجابية في تنظيم المجالس الممتدة لأكثر من 16 عاماً، تم خلالها عقد 280 مجلساً عالمياً للمستقبل، بمشاركة أكثر من 6 آلاف مسؤول وخبير ومختص من مختلف أنحاء العالم، وغطت المواضيع الأكثر ارتباطاً بحياة ومستقبل الإنسان.
وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية أن مجالس المستقبل العالمية تعكس الرؤى المشتركة لدولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، التي تركز على توسيع الشراكات العالمية الهادفة لصياغة الأفكار القابلة للتطبيق وبناء معرفة واعية تدفع مسيرة صناعة المستقبل، وتمكن المجتمعات والدول من اللحاق بركبه والمشاركة في تصميمه وتنفيذه.
وقال محمد القرقاوي إن حكومة دولة الإمارات تركز في شراكتها الاستراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي، على توفير منصة لحوار وحراك عالمي مفتوح موضوعه المستقبل ومحوره الإنسان، ما يجسد رؤى قيادة الدولة وتوجهاتها وتطلعاتها لتعزيز التعاون الدولي الهادف، وترسيخ صيغ علاقات مثمرة بين الحكومات والدول ترتكز على صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تغيير إيجابي مستدام
من جهته، قال بورغ برينده الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي: " في عالمنا اليوم، تترابط تحديات كالتكنولوجيا والجيواقتصاد والبيئة، وتتمثل ميزة مجالس المستقبل العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، في أنها تجمع خبراء عالميين من مختلف المجالات لتحديد مجالات جديدة للتعاون في استشراف وتصميم مسارات المستقبل.
وأشاد برينده بالتعاون المتواصل بين المنتدى الاقتصادي العالمي وحكومة دولة الإمارات، اللذان يتشاركان التوجهات والرؤى لتوسيع مجالات الحوار الدولي وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات العالمية، التي تتطلب تضافر الجهود العالمية لإحداث تغيير إيجابي مستدام.
36 مجلساً تضم 700 عضو من 93 دولة
وتضم دورة 2025- 2026 لمجالس المستقبل العالمية، 36 مجلسا، يشارك في عضويتها 700 خبير من أكثر من 580 منظمة ومؤسسة من 93 دولة، وتتوزع تشكيلة المجالس على 3 أقسام متساوية، هي: ثلث من قادة الأعمال، وثلث من رواد الفكر والأكاديميين، وثلث من خبراء الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وعقدت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاً افتتاحياً لأعضاء الدورة المقبلة لمجالس المستقبل العالمية، هدف إلى تعريف أعضاء المجالس بأهداف الدورة الجديدة، وأهم التوجهات التي سيتم تبنيها خلال العامين المقبلين.
تحدثت في الجلسة رقية البلوشي المدير التنفيذي للعلاقات الدولية في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، ومارتينا زابو مديرة مجتمعات المعرفة في المنتدى الاقتصادي العالمي.
أكبر شبكة عصف ذهني والأكثر تنوعاً عالمياً
واستعرضت رقية البلوشي، مسيرة الشراكة المثمرة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي في تنظيم مجالس المستقبل العالمية، أكبر شبكة عصف ذهني وأكثرها تنوعًا في العالم، والتي تركز على استشراف التحديات وبناء منظومة الفرص المستقبلية العالمية، والتي تمثل شبكة عالمية قوية حققت ما يقرب من 8 تريليونات دولار من القيمة الاقتصادية عالميًا، وأثرت على 683 مليون شخص في 158 دولة.
ولفتت إلى أنه على مدار 16 عاما، ساهم التعاون الرائد بين دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي في إنشاء مئات مراكز الفكر، وجمع آلاف الخبراء والمفكرين من أكثر من 93 دولة، مشيرة إلى أن تنظيم مجالس المستقبل العالمية في الإمارات، ودعم تحويل مخرجاتها إلى حلول ذات أثر إيجابي، يعكس الرؤية المشتركة لأهمية الشراكات الدولية في صناعة المستقبل، ويترجم ما تمثله الدولة من مركز لربط العالم وبناء الجسور بين مختلف مكوناته.
وأوضحت رقية البلوشي أن الشراكة الإيجابية بين الجانبين شهدت محطات مهمة، من ضمنها استضافة الإمارات مركزًا للثورة الصناعية الرابعة عام 2019، ودمج الذكاء الاستراتيجي في نسيج حكومتها ضمن منصة متخصصة بالذكاء الاستراتيجي تم إطلاقها العام الماضي.
ولفتت رقية البلوشي إلى ارتباط عمل مجالس المستقبل العالمية بالأحداث العالمية الكبرى، ومساهمتها في صياغة الأجندات، وخدمة الأولويات العالمية، وإحداث تأثير ملموس، واستعرضت مثالاً على الأثر الإيجابي لعمل المجالس، يتمثل في إطلاق مجلس المستقبل العالمي للحوكمة المرنة عام 2020، بالتعاون بين سبع دول ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي دعمت تطوير الممارسات التنظيمية المبتكرة. وساعدت الحكومات على التكيف بسرعة مع التكنولوجيا الناشئة.
نخبة الخبرات ورواد الفكر عالمياً
من جهتها، تطرقت مارتينا زابو إلى تشكيلة شبكة مجالس المستقبل العالمية التي تجمع نخبة من الخبراء من قطاع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية والحكومات والمجتمع المدني، يلتقون لمناقشة التحديات الملحة وتصميم الحلول المبتكرة، وتناولت مسيرة الشبكة منذ إطلاقها عام 2008 تحت مسمى "مجالس الأجندة العالمية"، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتطورها عام 2016، إلى "مجالس المستقبل العالمية".
وأشارت زابو إلى أن شبكة مجالس المستقبل ساهمت بشكل كبير في قيادة الفكر والمبادرات المستقبلية، فيما أسهمت رؤى أعضاء المجلس في إثراء وتشكيل الأجندات العالمية لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، مثل الاجتماع السنوي للأبطال الجدد في الصين، واجتماعات تأثير التنمية المستدامة في نيويورك، وقمة النمو في جنيف، والاجتماع السنوي في دافوس.
وتناولت أهداف الدورة الجديدة للمجالس، التي تتمثل في تعزيز العمل الجماعي متعدد التخصصات، وتشجيع التبادل البنّاء للأفكار والمعارف، وتحديد ودراسة القضايا والتقنيات الناشئة التي يُتوقع أن تؤثر بشكل كبير على العالم، وإرساء أسس التعاون القائم على البيانات والحقائق بين القطاعين الحكومي والخاص، مشيرة إلى أن ما يميز مجالس المستقبل العالمية يتمثل في قدرتها على إحداث تغيير حقيقي في العالم.
يذكر أن مجالس المستقبل العالمية شهدت تنظيم أكثر من 280 مجلسا على مدار 16 عاماً، ضمت 6600 عضواً من نحو 100 دولة، من ضمنهم ممثلون عن أكثر من 1500 شركة، و800 مؤسسة أكاديمية، وما يقرب من 600 منظمة مجتمع، و50 منظمة دولية، وشخصيات عامة من أكثر من 40 دولة.