حمام الدم بين إسرائيل وحماس يضع واشنطن أمام 5 أسئلة حارقة

حمام الدم بين إسرائيل وحماس يضع واشنطن أمام 5 أسئلة حارقة

يتابع العالم بذهول الأحداث في إسرائيل وغزة، مع ارتفاع مستمر في أعداد القتلى والجرحى من الجانبين ومخاوف من توسع رقعة الحرب في المنطقة.
ولا يبدو أن ثمة حلاً للأزمة في المدى المنظور. ويوم الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو، إن «إسرائيل لم تبدأ هذه الحرب، لكنها ستنهيها». وعن حماس، أكد أن إسرائيل «ستكبدها ثمناً ستتذكره مع أعداء إسرائيل الآخرين لعقود مقبلة».
من جهتها، قالت حماس إنها ستعدم رهائن وتبث تسجيلها، رداً على غارات ستشنها إسرائيل على مبان مدنية. وقال الكانب نيل ستانايغ في موقع  «ذا هيل» الأمريكي، إن الوضع المتدهور سيترك مضاعفات على السياسات الأمريكية أيضاً. فالثمن البشري الباهظ في الشرق الأوسط، يطرح بعض الأسئلة الأكبر على واشنطن.
 
1- هل كانت إيران
 خلف الهجوم؟
هذا أحد أكبر الأسئلة. ولا أجوبة عليه على نحوٍ محدد، فإيران  داعم أساسي لحماس، ولمجموعات فلسطينية مسلحة أخرى. لكن دعم القضية عموماً لا يعني بالضرورة ترجمة ذلك إلى معرفة تفاصيل خطة غزو إسرائيل. إن التقرير الملموس عن التورط الإيراني حتى الآن كان في صحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية» الأحد، وكتب مراسلو الصحيفة أن مسؤولين أمنيين إيرانيين أعطوا «الضوء الأخضر» للهجوم في اجتماع عقد أخيراً في بيروت.
وزعمت الرواية أيضاً أن «ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني كانوا يعملون مع حماس منذ أغسطس (آب)» استعداداً للغزو». لكن الصحيفة عزت ما نشرته إلى مصادر لم تسمها، بينها «عناصر بارزة من حماس وحزب الله». وتضمنت الرواية أيضاً نفياً من مسؤول في حماس ومتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، للتنسيق بين الجانبين. 
والملاحظ أن لا الحكومة الأمريكية أو الإسرائيلية أعلنت نهائياً تورط إيران.
 إن التورط الإيراني مسألة حيوية، إذا ثبت، لأن إسرائيل والولايات المتحدة ستكونان مجبرتين على اتخاذ نوع من الإجراءات ضد طهران، والتي يمكن أن توسع النزاع.
 
2- ما  الأخطار 
على جو بايدن؟
يوجه المرشحون الجمهوريون للرئاسة اللوم لبايدن، معتبرين أنه ضعيف على المسرح الدولي. وينددون خاصة بالاتفاق في أغسطس (آب) للإفراج عن 6 مليارات من الودائع الإيرانية المجمدة، مقابل الإفراج عن 5 رهائن أمريكيين كانوا في إيران.
ومع ذلك، ليس مؤكداً أن الناخبين سيلومون بايدن على أحداث في الجانب الآخر من العالم، ولم يكن حتى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المتبجح بنفسه، على علم بها.
وفضلاً عن ذلك، فإن خبرة بايدن يمكن أن تجذب الناخبين في الأزمات الدولية، فرده على الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والطريقة التي جمع بها ائتلافاً لمقاومته، استحوذا على الاستحسان بعد أشهر من ذلك.
 
3-تأثير على أوكرانيا؟
تؤثر الأحداث في إسرائيل وغزة على الحرب في أوكرانيا على الأقل من ناحيتين. وفي الصورة الأوسع، هناك تساؤلات عن تأثير  زيادة الالتزامات الأمريكية مع إسرائيل،  على ضعف تأييد الرأي العام الأمريكي لمساعدة أوكرانيا.
إن دعم الرأي العام للمجهود الأوكراني لطرد الروس، قد يتراجع بمرور الوقت. وفي استطلاع لرويترز وإيبسوس في الأسبوع الماضي، تبين أن غالبية ضئيلة من الراشدين، 41% في مقابل 35%، تدعم استمرار دعم أمريكا لأوكرانيا بالسلاح. وفي مايو (أيار) أظهر استطلاع للمؤسستين أن الأمريكيين يؤيدون مواصلة الدعم لأوكرانيا بهامش أكبر بلغ 17%.
إن إدراج المساعدة لإسرائيل وأوكرانيا في صفقة واحدة في الكونغرس، يمكن أن يكون وسيلة لمن يؤيدون مثل هذه المساعدة، ليتغلبوا على معارضيها.
 
4- انتخاب رئيسة
 مجلس النواب
ليس منطقياً أن يبقى مجلس النواب بلا رئيس وسط أزمة دولية. ويمكن أن تدفع الأزمة المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إلى الذهاب سريعاً لاختيار رئيس للمجلس.
5- تغير مواقف الناخبين اليهود الأمريكيين 
تلقى هجمات الجمهوريين على بايدن صدى لدى المقترعين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، لكن التحول الأساسي  بين الناخبين اليهود أقل  احتمالاً.
وشكل اليهود الأمريكيون تقليدياً دعامة أساسية للحزب الديمقراطي. وهناك دليل على أن زيادة جهود الحزب الجمهوري قد تترك تأثيراً رئيسياً. ورغم ذلك يبقى الدعم اليهودي للديمقراطيين، ثابتاً منذ عقود.