حوار هيلي أمريكا اللاتينية في البرازيل يستعرض محاور إستراتيجية متنوعة

حوار هيلي أمريكا اللاتينية في البرازيل يستعرض محاور إستراتيجية متنوعة


نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية أمس الأول في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية النسخة الأولى من “حوارات هيلي” الإقليمية التي تعد المنصة الدولية لمنتدى هيلي السنوي الذي يعقد في أبوظبي.
وشهد الحوار الذي عقد تحت شعار "العلاقات الإماراتية – الأمريكية اللاتينية: مسارات واعدة"، وبشراكة إعلامية مع وكالة أنباء الإمارات "وام" مشاركة نحو 200 مشارك من 10 دول من أمريكا اللاتينية منها البرازيل والمكسيك وتشيلي والأوروغواي وبوليفيا والسلفادور وكولومبيا والأرجنتين وبيرو علاوة على أكثر من 25 متحدثًا من قادة الفكر وصناع السياسات والأكاديميين والدبلوماسيين والخبراء في شتى المجالات الاقتصادية والبيئية من أمريكا اللاتينية ودولة الإمارات الذين تناولوا على مدار يوم كامل سلسلة من الحوارات المعمقة والتبادل المعرفي والعلمي.
وقال سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في كلمة له إن هذا الحوار هو انعكاس لرؤية إستراتيجية أوسع نطاقًا تتماشى بشكل وثيق مع السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تدعو إلى تعزيز الحوار ودعم التعددية وإقامة شراكات تربط بين المناطق والثقافات والأفكار.
وأكد أن امريكا اللاتينية تحتل مكانة خاصة في هذه الرؤية فهذه المنطقة ليست موطنًا لبعض أكبر احتياطيات العالم من المعادن الأساسية والمياه العذبة والإمكانات الزراعية فحسب، بل هي أيضًا قارة للابتكار والمرونة، ولها صوتٌ متنامي في الشؤون العالمية.
من جانبه قال سعادة نيكولاي ملادينوف المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية إن حوار هيلي - أمريكا اللاتينية مستوحى من مستوطنة هيلي القديمة في مدينة العين التي شكلت على مدار آلاف السنين نقطة التقاء للتجارة والثقافة والأفكار مؤكدا أن دولة الإمارات وأمريكا اللاتينية تشكلان شريكين طبيعيين فهما تتقاسمان مصالح اقتصادية متكاملة، وطموحات مشتركة لتحقيق المرونة، والاستدامة، والتنمية الشاملة التي يجب أن تكون خضراء ورقمية وعادلة.
وقال البروفيسور مارلوس ليما مدير الشؤون الدولية في مؤسسة جيتوليو فارجاس أن انعقاد حوار هيلي - أمريكا اللاتينية يؤكد زيادة التقارب بين الإمارات ودول أمريكا اللاتينية كما يؤكد أيضًا أهمية البحث والتعليم، وتبادل الاراء في السياسات بصفتها ركيزة أساسية من ركائز التعاون الدولي.
وأوضح أن الإمارات تعد الوجهة الرئيسية للصادرات البرازيلية إلى العالم العربي، وتُصنّف من بين أكبر ثلاث دول ذات ثروات سيادية عالميًا وبالتوازي مع ذلك، اكتسبت الإمارات خبرة واسعة في مجالات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية المتقدمة، وهي مجالات تتماشى بقوة مع التوجهات البرازيلية.
من جانبه أكد سعادة صالح أحمد سالم السويدي، سفير الدولة لدى جمهورية البرازيل الاتحادية في كلمة له أن العقد الماضي شهد بناء علاقة متجذرة في الثقة والتعاون والتوافق الإستراتيجي بين الإمارات والبرازيل وشهدنا توسعًا في الاستثمارات في الأعمال الزراعية، والطاقة، والخدمات اللوجستية، والابتكار، والبنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز التبادلات الثقافية والأكاديمية والدبلوماسية. كما أكد أن موقع دولة الإمارات الجغرافي، وبنيتها التحتية عالمية المستوى، وشبكاتها اللوجستية المتطورة، وامتدادها الاستثماري العالمي، تجعل منها جسرًا طبيعيًا يربط أمريكا اللاتينية بأفريقيا وآسيا والعالم العربي مشيرا إلى أن هذا الحوار يمثل منصة للاستماع والتعلم واستكشاف آفاق جديدة في مجالات التعاون المناخي والأمن الغذائي والتحول الرقمي والتعليم والاقتصاد الدائري.
وشهد الحوار مناقشات معمقة تناولت محاور إستراتيجية متنوعة، أبرزها التكامل الاقتصادي والشراكات التجارية من خلال استكشاف مجالات الخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة؛ والتحول الأخضر والاستثمار المستدام كما سلط الضوء على الشراكة بين القطاعين العام والخاص إضافة إلى الترابط المرن حيث تعتبر دولة الإمارات مركزا لوجستيا عالميا وأمريكا اللاتينية منطقة غنية بالموارد وبقوى صناعية ناشئة.
وشهدت الجلسات نقاشات مستفيضة حول النمو الأخضر والتحول في قطاع الطاقة حيث أسست البرازيل في مؤتمر COP30 ورئاسة دولة الإمارات لمؤتمر COP28 محورًا قويًا للدبلوماسية المناخية يمكن للخليج وأمريكا اللاتينية من خلاله أن يصبحا قادة في الزراعة الذكية مناخيًا، والتعدين المستدام، وسلاسل الإمداد الخضراء.
وتناولت النقاشات السيادة التكنولوجية والابتكار في عصر التحول الرقمي بحيث يمكن أن يكون التمكين التكنولوجي الركيزة الثالثة لشراكة الإمارات وأمريكا اللاتينية.