محمد بن راشد: مجتمعنا المتماسك عنوان قوتنا ونجاح تجربتنا ورصيد الإمارات الأثمن في حاضرها ومستقبلها
خبراء فرنسيون: طريق اليمين المتطرف إلى الإليزيه مليء بالعقبات
رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن اليمين المتطرف في فرنسا “يتظاهر بأن الشارع الفرنسي يدفعه نحو السلطة”، إلا أن الفوز بالرئاسة يبقى “معركة أصعب بكثير مما يبدو».وتشهد الساحة السياسية الفرنسية انقلاباً واضحاً في موازين القوى، إذ أظهرت استطلاعات رأي غير مسبوقة تقدماً كبيراً لليمين المتطرف، مقابل تراجع أحزاب الحكومة، وسط غضب شعبي متزايد من الأوضاع الاقتصادية والأمنية، ونجاحات برلمانية غير مسبوقة وضعت حزب “التجمع الوطني” في موقع لم يعرفه من قبل، بحسب مجلة لوبوان الفرنسية.
لم يخفِ قادة الحزب فرحتهم بما وصفوه بـ”أسبوع من الأحلام”. وقال النائب البارز في الحزب جان فيليب تانغي، إن الأيام الماضية شهدت سلسلة من النجاحات، أبرزها تمرير نص تشريعي يتعلق بالجزائر بدعم جزء من اليمين التقليدي، إلى جانب بند حول الإرث، والضرائب، بمساندة الاشتراكيين.بالتوازي، أظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من نصف الفرنسيين قد يصوتون لصالح الحزب، فيما حققت مارين لوبان، وجوردان بارديلا، أعلى نسب شعبية منذ تأسيس الحزب. وتشير التقديرات إلى إمكانية وصول اليمين المتطرف إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وربما الفوز بها.
يقول أستاذ العلوم السياسية المتخصص في شؤون اليمين المتطرف، جون إيف كامو، في تصريح لـ”إرم نيوز”، إن “الفوز في البرلمان لا يعني الفوز بالرئاسة”، مضيفاً أن “صعود التجمع الوطني حقيقي وملموس، لكنه لا يساوي تلقائياً طريقاً مفتوحاً إلى قصر الإليزيه».وأوضح كامو أن الفوز بالرئاسة في فرنسا “لا يقوم على الشعبية فقط، بل على بناء تحالفات واسعة”، وهو ما يعجز عنه اليمين المتطرف حتى الآن، مشيراً إلى أن “الانتخابات الرئاسية هي لحظة تعبئة وطنية، حيث تتشكل جبهات مضادة، وما يزال جزء من المجتمع الفرنسي يعتبر وصول اليمين المتطرف إلى الحكم خطاً أحمرَ».وأضاف: “في كل مرة يقترب فيها التجمع الوطني من سباق الرئاسة، يصطدم بحاجز الرفض الشعبي”، مؤكداً أن الحزب يفتقر إلى تحالفات حقيقية وشبكة محلية قوية، إضافة إلى رؤية اقتصادية تفصيلية قادرة على طمأنة الطبقة الوسطى والموظفين.
الغضب الشعبي لا يكفي
من جانبه، قال الباحث في معهد الدراسات السياسية بباريس، برونو كوترييه، لـ “إرم نيوز”، إن “غضب الفرنسيين يرفع أسهم الحزب، لكن الانتخابات تُحسم بالعقل وليس بالعاطفة”، موضحاً أن “الطريق إلى الإليزيه ما زال غير معبّد أمام اليمين المتطرف».
وأضاف أن الغضب الاجتماعي هو المحرك الأساسي لصعود التجمع الوطني، وليس الاقتناع ببرنامجه، مبيناً أن هذا الغضب “يمكن أن يتبخر إذا تغيّرت الأولويات الاقتصادية أو ظهرت بدائل سياسية جديدة».وأشار كوترييه إلى أن “الفرنسيين يعاقبون الحكومة والأحزاب التقليدية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم سلّموا مستقبلهم لليمين المتطرف”، لافتاً إلى أن “كتلة صامتة من الموظفين والمتقاعدين والطبقة الوسطى قد تغيّر كل شيء قبل موعد الاقتراع».وأشار إن “الاختبار الحقيقي أمام الحزب سيكون عندما يبدأ الناخبون في طرح سؤال: ماذا سيحدث إذا حكم التجمع الوطني؟”، موضحاً أن “التصويت العاطفي سيتراجع حينها لصالح التصويت العقلاني».
وأكد أن الوصول إلى الحكم يتطلب قدرة على “طمأنة المؤسسات والدول الأوروبية، وهو ما لم ينجح التجمع الوطني في تحقيقه بالكامل حتى الآن».