عند إصابته بكورونا فيروس:

خطورة مرض دونالد ترامب أكثر مما كان يعتقد...!

خطورة مرض دونالد ترامب أكثر مما كان يعتقد...!

-- طلب من مستشاريه خلع كماماتهم عندما يكونون في البيت الأبيض
-- تشير معطيات إلى أنه عرّض جو بايدن وآخرين للخطر أثناء المناظرة
-- بدل حث الأمريكيين على التعلم من أخطائه، شـجعهم على محاكاة تهوّره
-- اقترح ترامب إرسال الأمريكيين المرضى إلى الحجر الصحي في خليج غوانتانامو «كوبا»
-- تم إنقاذ  ترامب من خلال الإجراءات التي لن  تُقدّم على الإطلاق لأي شخص عادي
-- كذب الرئيس الأمريكي عن وضعه الصحي، واستهزأ بالاحتياطات الهادفة إلى تجنب العدوى


عندما نكتشف ما تطلّبه إبقاءه على قيد الحياة، فإن (إعادة) رؤية ما قاله في العلن يكون مصدر فزع: من خلال الكذب حول خطورة حالته، تسبب رئيس الولايات المتحدة في وفاة العديد من الأمريكيين.
يومًا بعد يوم، نعلم المزيد عن خداع ترامب وأكاذيبه خلال جائحة كوفيد-19. في الأوراق الجيدة لكتاب صدر في 29 يونيو في الولايات المتحدة بعنوان “سيناريو الكابوس: في كواليس ردّ إدارة ترامب على الوباء الذي غير التاريخ”، اكتشفنا أن ترامب اقترح إرسال الأمريكيين المرضى إلى الحجر الصحي في خليج غوانتانامو (كوبا)، حتى لا يزيدوا أعداد العدوى الأمريكية.

ثم علمنا سرًا آخر، دائما من نفس الكتاب، هذه المرة حول إصابة ترامب نفسه في خريف 2020: كذب الرئيس الأمريكي بشأن خطورة مرضه، واستهزأ بالاحتياطات الهادفة إلى تجنب العدوى، ونصح مواطنيه بعدم القلق بشأن الفيروس، مما ساهم في تسريع أسوأ موجة في الوباء.

يزعم ترامب أنه أصيب بالمرض لأنه كان لا مفر من ذلك. في الواقع، أصيب بهذا الفيروس لأنه أجهض مفاهيم ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، مما عرّض كل من حوله للخطر. لم ينظم اجتماعات حملته الكبيرة فحسب؛ بل طلب من مستشاريه خلع كماماتهم عندما يكونون في البيت الأبيض.
ياسمين أبو طالب ودميان باليتا، مؤلفا الكتاب والمراسلين في صحيفة واشنطن بوست، يقولان إن ترامب اعترض صراحة على ارتداء الكمامة أثناء ظهوره على خشبة المسرح: “عندما يتعين على شخص ما عقد مؤتمر صحفي معه، كان يقول بوضوح ألا يرتدي هذا الشخص الكمامة بجانبه”. وفي هذه المواقف، لم تساعد التعليمات بعدم ارتداء الكمامة ترامب على سماع أو رؤية الناس الذين يتحدثون إليه، لقد خدمت فقط إبلاغ الجمهور بأن الكمامات ليست ضرورية أو أنهم يرفضونها.

خاف مستشاروه على حياته
في 29 سبتمبر، قبل فترة وجيزة من نتيجة اختباره رسمياً بإصابته بالفيروس، سافر ترامب إلى كليفلاند لإجراء مناظرة مع جو بايدن. وتسمح بعض الافتراضات بالقول أنه كان يشك في ذلك الوقت، أو كان ينبغي أن يشتبه، في أنه ربما كان مصابًا فعلا. وفي هذا السياق، يكشف الكتاب عن مقولة تورطه. بعد لقائه مع عائلات عسكرية في البيت الأبيض في 27 سبتمبر، أخبر ترامب فريقه، “إذا كان هؤلاء الأشخاص مصابين بكوفيد، فسأصاب به لأنهم التصقوا بي”. هذه الملاحظة، إلى جانب أعراضه المتزايدة، تشير إلى أنه عرّض جو بايدن وآخرين للخطر أثناء المناظرة. وبمجرد أن تأكد ان نتيجة اختبار ترامب إيجابية، لم يعد من الممكن التستر على إصابته. لكن لا يزال بإمكانه إخفاء خطورة حالته، وهذا بالضبط ما فعله. يقول المؤلفان، إنه لم يوافق على الذهاب إلى مركز والتر ريد الطبي الا عندما أعطاه مستشاروه الخيار: إما أن يسير بمفرده إلى مروحيته، أو ربما أن يأخذ اليها لاحقًا على كرسي متحرك، وفي هذه الحالة “سيكون مستحيلًا إخفاء حالته».

كان ترامب يتلقى العلاج في البيت الأبيض، لذا فإن إحجامه عن الذهاب إلى المستشفى لم يكن مسألة شجاعة، وانما مسألة كبرياء وخداع. ولهذا قدّم له مستشاروه المشهد بهذه الطريقة. كانت حالة ترامب الصحية أخطر أكثر بكثير مما كان هو أو البيت الأبيض يعترف به. يتراوح تشبع الدم بالأكسجين عادة بين 95 و100 بالمائة. في حين، وفق الكتاب، انخفض مستوى ترامب إلى أكثر من 80. وخشي مستشاروه على حياته، وأعطاه الأطباء مجموعة كبيرة من العلاجات التجريبية التي نادرًا ما شوهدت من قبل.
لقد تم إنقاذه من خلال الإجراءات التي لن يتم تقديمها لأي شخص عادي: عقاقير نادرة جدًا، ومراقبة ونصيحة من أفضل الأطباء في البلاد، ومكالمة هاتفية مباشرة إلى إدارة الغذاء والدواء للحصول على الترخيص لعلاج جديد بالكامل.

«بمجرد الإصابة بها،
 بعد ذلك تتحسن»
لا عجب أن يكون رئيس الولايات المتحدة موضوع رعاية استثنائية، لكن عندما تقرأ تفاصيل ما تطلّب لإبقائه على قيد الحياة، فإن مراجعة ما قاله علنًا بعد ذلك يثير الفزع الشديد. عائدًا من والتر ريد -بينما كان “ربما لا يزال معديًا”، كما يشير المؤلفان -خلع بتحد كمامته أمام الكاميرات، و”دخل إلى البيت الأبيض مارّا أمام الموظفين”، مما كان سيعرّضهم للفيروس. ثم سجل مقطع فيديو أوضح فيه للأمريكيين أن شفاءه أثبت أنه ليس لديهم سبب للخوف من الفيروس. “لا تخافوا منه... ستهزمونه... لدينا أفضل العلاجات ... اخرجوا من منازلكم».

بعد ثلاثة أيام، أجرى ترامب أول مقابلة له منذ مرضه. وقال إنه يشعر “بحالة جيدة”، وينوي استئناف اجتماعات حملته في القريب العاجل. وقال لمشاهدي قناة فوكس نيوز، إن الدرس المستفاد من إصابته هو أنه لا جدوى من اتخاذ الاحتياطات -بما أنه حتى الرئيس أصيب بالعدوى -وأنه لا جدوى من القلق بسبب الفيروس. واختتم حديثه قائلاً: “بغض النظر عن مدى أمانكم، لن تكونوا قادرين على حماية انفسكم من هذا الشيء، إلا إذا لم تخرجوا كليّا من بيوتكم.»

ذهب ترامب ابعد من ذلك، وطرح أنه حتى الذين بقوا في بيوتهم بدلاً من التجمع مع أشخاص آخرين، كانوا عرضة للإصابة بالمرض، إن لم يكن أكثر، وأشار إلى أن بعض السياسيين الذين يرتدون كمامات أصيبوا ايضا. وقال “قد يصيبكم هذا الشيء”، لكن “بمجرد الإصابة به، تتحسنون بعد ذلك، ثم تملكون حصانة ومناعة”. وفيما يخص العلاجات المنقذة لحياته التي تلقاها، قال ترامب ضاحكًا: “أعتقد أنني كنت سأتعافى بشكل جيد بدون الأدوية».
وبصفته مقيمًا في البيت الأبيض، عرّض ترامب للخطر كل من حوله. وكرئيس، تدخل في جميع جوانب تعامل الحكومة مع الوباء وساهم في زيادة عدد القتلى الذي تجاوز 200 ألف عندما أصيب بالفيروس. ورغم ذلك، فان الولايات المتحدة -وأفضل الأطباء وأفضل العلاجات -أنقذت حياته. في المقابل، أظهر امتنانه ليس من خلال حث الأمريكيين على التعلم من أخطائه، ولكن من خلال تشجيعهم على محاكاة تهوره... ومنذئذ، أودى المرض بحياة 400 ألف ضحية إضافية.