دراسة بحثية لـ «تريندز» تستعرض مستقبل انقلاب النيجر والتهديدات والتحديات المختلفة

دراسة بحثية لـ «تريندز» تستعرض مستقبل انقلاب النيجر والتهديدات والتحديات المختلفة

ضمن البرامج البحثية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أصدر المركز دراسة بحثية جديدة حول التطورات الجارية في النيجر تحت عنوان “النيجر.. مستقبل الانقلاب واحتمالية التدخّل العسكري”، تستعرض مخاطر ورهانات أيّ عملية عسكرية، وتطوّر الموقِفَيْن الدولي والإقليمي من الانقلاب، والتهديدات المختلفة التي تواجه النيجر في حال وصلت المفاوضات والمشاورات إلى مأزق سياسي، فضلاً عن استعراض السيناريوهات والمخرَجات المتوقَّعة. وبينت الدراسة التي أعدها د.محمد السبيطلي، مدير برنامج الدراسات الأفريقية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، أنه على الرغم من مرور نحو شهر على الانقلاب الذي تمّ في النيجر يوم 26 يوليو الماضي، فإنه لا تزال مآلاته ومساراته غير واضحة. فيما تقوم مجموعة “إيكواس” بالتهديد بعملية عسكرية، لكن القيادة العسكرية المنقلِبة على الرئيس بازوم تتقدم في تنفيذ برنامجها، متجاهلة بصورة شبه تامة مطالب المجتمع الدولي والإقليمي، الذي وإن أجمع على ضرورة العودة إلى الوضع الدستوري السابق، ورفض الانقلاب، فإنه يختلف في أساليب وأدوات معالجة الوضع الراهن. 
 
وأكدت الدراسة أنه في حال بقاء الوضع على ما هو عليه الآن، واستمرار قيادة الانقلاب في النيجر في السلطة لمدة زمنية طويلة، وتوصُّلها إلى توافقات مع الدول الغربية بالإبقاء على القواعد العسكرية والتعاون الأمني، والحفاظ على المصالح الغربية، والالتزام بعدم استقدام مجموعة فاغنر الروسية، للحلول محل القوات الغربية في مكافحة الإرهاب؛ سيتم القبول بالنظام العسكري الجديد، والتعامل معه بصفته أمراً واقعاً، لكن هل تقبل مجموعة إيكواس هذه المرّة بما حدث سابقاً في مالي، وخيَّبَ آمالها في إمكانية العودة إلى نظام مَدَني ودستوري لا يقع تحت سلطة العسكريين وإشرافهم؟  وتطرقت الدراسة بشكل مفصل إلى مخاطر التفكك التي تهدّد وحدة النيجر واستقراره، واحتمالات ومخاطر التدخل العسكري للإيكواس وتجاربه السابقة، وآفاق الحل السياسي، مشيرة إلى أنه على الرغم من الإقرار بصعوبة التدخل العسكري ضد الانقلابيين، فإنه يبقى خياراً وارداً، متطرقة إلى هشاشة موقف مجموعة إيكواس، وصعوبة عملياتية للتدخُّل العسكري، وتَفكُّك الموقف الغربي من الانقلاب، والتردد في دعم تدخُّل عسكري، إضافة إلى الدلالات الجيوسياسية والاستراتيجية للموقف الأمريكي المهادِن، مؤكدة أن القبول والخضوع للأمر الواقع، قد يكون بمنزلة إشارة إلى العسكر في دول أخرى مجاورة، للانقلاب على الأنظمة المدنيَّة الحاكمة اليوم في دول مجموعة إيكواس.