رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
نبَّهت إلى خطورة أيديولوجيا التنظيم فكرياً وأمنياً
دراسة لـ «تريندز» تكشف أن الصراعات الداخلية للإخوان المسلمين لن تؤدي إلى انهيار الجماعة
كشفت دراسة بحثية، أصدرها حديثاً مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الخلافات والصراعات التي تشهدها جماعة الإخوان المسلمين قد تزيد من حالة الضعف التي تعانيها منذ سقوطها من الحكم في مصر عام 2013، لكن هذه الخلافات لن تؤدي إلى انهيار الجماعة واختفائها من المشهد تماماً، وهو ما يستدعي أن تستمر الدول الرافضة لهذه الجماعة وفكرها في المواجهة الشاملة معها، إذ لا بد من استمرار المواجهة الفكرية والأمنية والعسكرية للتنظيم، فالجماعة تمر بحالة ضعف شديدة لكن أفكارها مازالت حيّة وموجودة، وربما جاذبة لبعض الأشخاص.
وأكدت الدراسة التي حملت عنوان: «انقسامات الإخوان.. الدلالات والمآلات»، وأعدها منير أديب باحث متخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أنه ينبغي أن يكون هناك تصور لمرحلة ما بعد «الإخوان»، فما زالت الساحة خالية من المؤسسات القادرة على ملء الفراغ الذي يمكن أن يخلفه اختفاء الجماعة المحظورة من الساحة تماماً، وما زالت المؤسسات السياسية والاجتماعية والدينية، سواء الأحزاب السياسية أو جمعيات المجتمع المدني أو الجمعيات الدينية الرسمية، غير قادرة على منافسة الجماعة، وهو أمر ينبغي العمل عليه من خلال تجهيز هذه المؤسسات ورفع قدرتها على العمل على أرض الواقع، كما يجب التأكيد على أن خطورة «الإخوان» ليس في تنظيمهم، ولكن في الأفكار والأيديولوجيا المؤسِّسة للتنظيم، فالتنظيمات دائماً تعيش على الأفكار، ومن ثم فإن المهم هو مواجهة هذه الأفكار.
نزاعات وانقسامات
وذكرت الدراسة أن الصراعات والانقسامات الداخلية أثرت في بناء الجماعة بشكل لافت، فما عادت كما كانت في السابق، من حيث القوة، بعد تفجّر النزاعات بداخلها على مستوى القيادة الحاكمة، بحيث تحولت في النهاية إلى قسم موالٍ للقائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، المقيم في لندن، وقسم آخر موالٍ لأمين عام الجماعة السابق محمود حسين، المقيم في تركيا، فضلاً عن قسم ثالث يُطلق عليهم المكتب العام للإخوان، وقد تمسك أعضاؤه بخط محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد مسؤول اللجان النوعية «العمل المسلح» داخل التنظيم.
اتهامات متبادلة
وبينت أن الصراع داخل الجماعة المحظورة ليس مجرد صراع بالمفهوم السياسي، بمعنى أنه لا يمكن فهمه على أنه صراع سياسي طبيعي كما يحدث في التنظيمات السياسية، وذلك لعوامل عدة، أهمها أنه يشهد اتهامات عديدة متبادلة بين أطرافه، فإلى جانب الاتهامات الخاصة بالسعي إلى السيطرة على الجماعة، هناك اتهامات تتعلق بالذمة المالية، وبالرغبة في هدم الجماعة، فضلاً عن اتهامات بالعمالة لأجهزة استخبارات أجنبية، وهي اتهامات لأول مرة تظهر على العلن بين قيادات نافذة في الجماعة.
شيخوخة الجماعة
وأشارت الدراسة إلى أن الخلافات والصراعات التي تتعرض لها الجماعة منذ عام 2016 أدت إلى شقها إلى نصفين، خاصة أن هذه الخلافات لم تشهد الجماعة مثلها من قبل، وربما تكون بداية الأفول بعد عشرة عقود لم يُسمح خلالها بأي خروج على منهج الجماعة أو قادتها، فهذه الخلافات تعبر عن حالة شيخوخة تعيشها الجماعة وربما تمثل بداية لفقدان الحياة بعد عمر الجماعة الطويل، حيث فقدت توازنها وقدرتها على الحركة، كما أن الجماعة تعيش بدايات الانهيار بعدما فقدت حالة التماسك الداخلي، التي كانت تحققها من خلال السلطة الأخلاقية والأدبية المفروضة على الأتباع.
3 سيناريوهات متوقعة
وطرحت الدراسة ثلاثة سيناريوهات مستقبلية متوقعة لوضع جماعة الإخوان المسلمين هي: «انهيار الجماعة، أو استمرار الوضع القائم، أو معالجة الخلافات وعودة الجماعة موحدة»، وينطلق سيناريو انهيار الجماعية من فكرة أن الصراعات الداخلية الشديدة قد تؤدي إلى انهيارها، وخاصة إذا ما أصر كل طرف على موقفه، وهو أمر يقسِّم الجماعة إلى فرق عديدة، ما يؤدي في النهاية إلى تفككها ومن ثم انهيارها.
أما السيناريو الثاني «استمرار الوضع القائم» فيعتمد على محاولة أطراف الصراع ضبط صراعهم بحيث لا يؤدي إلى انهيار الجماعة بالكامل، ويتمحور السيناريو الثالث حول «معالجة الخلافات وعودة الجماعة موحدة» بعد تسوية الخلافات بين جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين، ومن ثم عودة الجماعة مرة أخرى موحدة، وهو أمر من الممكن حدوثه إذا ما توافرت بعض الأمور، مثل، وفاة أحد قيادات الجبهتين، أو نجاح المرشد محمد بديع في التدخل من داخل سجنه لتسوية الخلاف بين منير وحسين، أو حسم الخلاف لصالح إحدى الجبهتين، أو ضغط دول، مثل: بريطانيا أو تركيا لإنهاء الخلاف وتسويته.