محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
دور بارز للمدارس بالإمارات في تعزيز مفاهيم الاستدامة وزيادة الوعي البيئي
كشفت لي شين جو خبيرة منهاج تدريس اللغة الصينية في الإمارات، عن أن مشروع 100 مدرسة لتعليم اللغة الصينية في مدارس الدولة تبنى مبادرة لدمج مفاهيم الاستدامة ضمن المادة التدريسية للطلاب وذلك في سياق الاستعدادات لاستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف "COP28"الذي سيعقد في مدينة إكسبو دبي نهاية شهر نوفمبر المقبل.
وقالت في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن "مشروع 100 مدرسة" لتعليم اللغة الصينية يلعب دوراً مهماً في تعزيز التوعية البيئية لدى طلبة المدارس المشمولة به، إذ يشتمل منهاج المشروع على العديد من الموضوعات البيئية التي تمّ اعتمادها كجزء أساسي من خطته، والتي تتضمن إشراكهم في أنشطة تعليمية مبتكرة يتعرفون من خلالها على أهم المفردات ذات العلاقة ومن بينها "التنمية المستدامة" و"حماية البيئة مسؤولية الجميع".
وأضافت أن المنهاج يمكن الطلاب أيضا من التعرف على تأثير أنشطة الحياة اليومية على البيئة والعلاقة ما بين حوكمة هذه الأنشطة ومسألة المحافظة على البيئة وتجنب الآثار الضارة بها.
وأوضحت لي، أن منهاج اللغة الصينية يقدم في هذا الصدد العديد من الأمثلة التي تعزز مفاهيم الاستدامة في أذهان الطلاب ومن بينها مفهوم النقل الأخضر الذي يركز على التقليل من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة ويشجع استخدام وسائل النقل المستدام ومن بينها الدراجات الهوائية بدلاً من استخدام السيارات.
وأشارت إلى أن المشروع يتضمن أيضا تعزيز وعي الطلاب بأهمية المحافظة على التوازن البيئي على المستوى العالمي بشكل عام والمحلي على وجه الخصوص من خلال حماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل حيوان الباندا في الصين وسلاحف منقار الصقر في جزيرة بوطينة في دولة الإمارات.
وتأتي مبادرات تعزيز الوعي البيئي في صفوف طلبة مدارس الدولة في إطار خارطة طريق شراكة التعليم الأخضر التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم في شهر أبريل الماضي استعداداً لاستضافة الدولة لمؤتمر المناخ COP28، والتي تضمنت تعزيز دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتضمين أجندة المناخ في المنظومة التعليمية في الدولة، وركزت على عدة مستهدفات بيئية ومناخية تسعى الوزارة إلى تحقيقها قبل انطلاق المؤتمر.
وتشمل مستهدفات الوزارة في الجانب البيئي الالتزام بأن تكون نصف المدارس والجامعات في الدولة خضراء مع انطلاق القمة، وتدريب وتأهيل أكثر من 2800 معلم و1400 مسؤول تربوي، بجانب إطلاق مبادرة صوت الأطفال لتوفير التدريب المناسب والمساهمة بإعداد الأطفال وتفعيل مساهمتهم في عملية صناعة القرار المتعلق بمستقبلهم البيئي، ومبادرة صوت المعلمين والتي تسلط الضوء على جهود الكوادر التعليمية في تعزيز الوعي ومواجهة التغير المناخي والاستعداد لتأثيراته. وتركز شراكة التعليم الأخضر على أربعة محاور رئيسية هي؛ التعليم الأخضر، والمدارس الخضراء، والمجتمعات الخضراء، وبناء القدرات الخضراء.
جدير بالذكر أن المدارس في دولة الإمارات تؤدي دوراً رائداً في تعزيز مفاهيم الاستدامة وزيادة الوعي بالقضايا البيئية وتشجيع الطلاب على التفكير العلمي لتحقيق التنمية المستدامة، وقد قدمت في هذا الصدد خططا طموحة لدمج مفاهيم الاستدامة في مناهجها بما يتماشى مع التزام دولة الإمارات بتحويل 50% من المدارس فيها إلى مدارس خضراء معتمدة.
وتسعى مدارس الدولة أيضا إلى توفير برامج تدريبية لمعلميها وإدارييها، بهدف تعزيز قدراتهم على نشر الوعي البيئي والاستدامة بين الطلبة، ويشمل ذلك المدارس المحلية والدولية التي تسهم من جانبها في الارتقاء بمستوى التعليم والتوعية البيئية من خلال مناهج متعددة تبرز أهمية الحفاظ على البيئة والمشاركة الفاعلة في حمايتها.