وفقًا للمؤرخين والخبراء
دونالد ترامب ليس أسوأ رئيس أمريكي...!
-- يمثل كل تغيير في الإدارة منذ عام 2000 فرصة لإنشاء ترتيب للرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة
-- كينيدي، المصنف الثامن، لم يحكم سوى عامين وعشرة أشهر قبل اغتياله في دالاس عام 1963
-- يمكن أن يتغير موقع ترامب في الترتيب، خاصة إذا نجح في رهانه على العودة إلى البيت الأبيض عام 2024
-- ليندون جونسون، خليفته، يحتل المركز الحادي عشر رغم أنه ساعد في تعزيز الحقوق المدنية
-- إذا كان الترتيب متماسكًا إلى حد ما بشكل عام، فمن الممكن التشكيك في مكانة بعض الرؤساء
مع كل تغيير إداري منذ عام 2000، تستجوب القناة السياسية “سي-سبان” لجنة من المؤرخين والمراقبين للحياة السياسية الأمريكية من أجل إنشاء ترتيب للرؤساء.
بالنسبة لنسخة 2021، تمت دعوة أكثر من 140 خبيرًا لتقييم هؤلاء في فئات مختلفة من القيادة: الإقناع العام، وإدارة الأزمات، والإدارة الاقتصادية، والسلطة الأخلاقية، والعلاقات الدولية، والعلاقات مع الكونغرس، والعدالة المتساوية للجميع، والأداء في سياق العصر، إلخ.
دونالد ترامب ينضم إلى هذه القائمة لأول مرة. ورغم أنه ليس الأخير في الترتيب، إلا أنه لن يكون المستأجر الخامس والأربعون للبيت الأبيض سعيدًا بالرتبة التي حصل عليها.
أفضل عشرة رؤساء
كما هو الحال مع التصنيفات السابقة، احتل أبراهام لنكولن وجورج واشنطن وفرانكلين ديلانو روزفلت المراكز الثلاثة الأولى.ومن الصعب التنافس مع الرؤساء الذين طبعوا تاريخ الولايات المتحدة والعالم.
خلفهم ثيودور روزفلت، ودوايت أيزنهوفر، وهاري ترومان، وتوماس جيفرسون، وجون ف.كينيدي، ورونالد ريغان. وأكمل باراك أوباما هذه المراكز العشرة الأولى ويظهر متقدما جدًا في الترتيب لأول مرة. في المرتبة الثانية عشرة في النسخة السابقة، يتقدم أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي الآن على ليندون جونسون ووودرو ويلسون.
ورغم أن “سي-سبان” اوضحت أن هذا الاستطلاع ليس دراسة علمية، فقد بدأ محبو السياسة الأمريكية في مناقشة نتائج إصدار 2021. وإذا كان الترتيب متماسكًا إلى حد ما بشكل عام، فمن الممكن التشكيك في مكانة بعض الرؤساء.
جون ف. كينيدي، المصنف الثامن، لم يحكم سوى عامين وعشرة أشهر قبل اغتياله في دالاس عام 1963. ويحتل كوكبة المراكز العشرة الأولى للمرة الرابعة على التوالي رغم أن نشاطه السياسي كان محدودًا. ويبدو أحيانًا أن الأسطورة التي تحيط به تتفوّق على موضوعية المتخصصين.
على العكس من ذلك، فإن ليندون جونسون، خليفته، يحتل المركز الحادي عشر رغم أنه ساعد في تعزيز الحقوق المدنية وسمح بإنشاء برامج اجتماعية رئيسية للرعاية الطبية / ميديكيد. ولئن كانت إدارته السيئة للغاية لحرب فيتنام قد شابت السنوات التي قضاها في البيت الأبيض، فإن فترتيه ستحدثان تحولًا عميقًا في الولايات المتحدة.
أخيرًا، يمكن التساؤل عن المركز العاشر الممنوح لباراك أوباما، الذي فشل في نهاية المطاف في تجسيد “نعم نستطيع”... فهل كان سيحتل مرتبة عالية جدًا في الترتيب لو لم يصبح دونالد ترامب رئيسًا؟
دونالد ترامب
(يقترب) من القاع
كان موقع دونالد ترامب في هذا الترتيب منتظرًا. وبالتأكيد، كان تحليل حصاده معقدًا حيث كرست شخصيته الانقسام، وأطلقت العنان للعواطف بين 2016 و2020. وبتصنيفه في المرتبة 41 من أصل 44، رأى الخبراء أن رئاسته كانت واحدة من الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة. وصُنف ترامب، الذي واجه محاكمات عزل خلال أربع سنوات، في المرتبة الأخيرة في “السلطة الأخلاقية” و “المهارات الإدارية».
وكانت أفضل نتائجه في فئتي “الإقناع العام” (المرتبة 32) ، و”الإدارة الاقتصادية” (المرتبة 34). الرئيس السابق، الذي لم يفوت فرصة أبدًا للهجوم على الأشخاص الذين ينتقدون عمله، ظل صامتًا حتى الآن. غياب مفاجئ لرد فعل رجل زعم مرارًا أنه “أفضل رئيس في التاريخ». يمكن ان يتغيّر موقعه في الترتيب في الطبعات القادمة، لا سيما إذا نجح في رهانه على العودة إلى البيت الأبيض عام 2024. أيضًا، لا يُستبعد أن تتطور الآراء والتصورات مع الزمن.
عام 2000، احتل بيل كلينتون المرتبة 21، وهو الآن 19. نفس الشيء بالنسبة لجورج دبليو بوش الذي انتقل من المركز 36 إلى المركز 29 في عقدين من الزمن. لذلك يمكن أن يظل دونالد ترامب وأنصاره متفائلين. مع ذلك، فإن الريمونتادا تعد بأن تكون معقدّة. حتى وليام هنري هاريسون، الذي توفي بعد شهر واحد فقط من توليه منصبه، هو في وضع أفضل(40).
جيمس بوكانان
أسوا التلاميذ
في المرتبة 44 والأخيرة في الترتيب نجد جيمس بوكانان، رئيس الولايات المتحدة من 1857 إلى 1861. تميزت فترة ولايته بعدة أزمات أدت إلى تفاقم التوترات بين الولايات الجنوبية والشمالية. وكان لمواقفه المختلفة وإدارته الكارثية، أثر في تسريع الانقسام.
يستحضر كورنتين سيلين، أستاذ التاريخ المشارك والمتخصص في السياسة الأمريكية، فترة ولاية جيمس بوكانان في حلقة من سلسلة الرؤساء على قناة فرانس إنتر: “إنه يُنظر إليه حقًا على أنه الشخص الذي كاد أن يقتل الاتحاد، الى درجة أنه بالنسبة لأي رئيس، هذا هو الحد الأقصى الذي لا يجب الوصول إليه أبدًا. وإذا بدأت المقارنة به لأي رئيس، فهذه كارثة سياسية».
في الواقع، بعد أربعة أسابيع فقط من انتهاء فترة رئاسته، اندلعت الحرب الأهلية. أبراهام لنكولن، خليفته، سيدخل التاريخ في وقت لاحق من خلال كسب الصراع وإنقاذ الاتحاد. لو كان جيمس بوكانان قد تولى السلطة أربع سنوات أخرى، لما كانت الولايات المتحدة موجودة اليوم.
متخصص في تحليل الأخبار السياسية الأمريكية
-- كينيدي، المصنف الثامن، لم يحكم سوى عامين وعشرة أشهر قبل اغتياله في دالاس عام 1963
-- يمكن أن يتغير موقع ترامب في الترتيب، خاصة إذا نجح في رهانه على العودة إلى البيت الأبيض عام 2024
-- ليندون جونسون، خليفته، يحتل المركز الحادي عشر رغم أنه ساعد في تعزيز الحقوق المدنية
-- إذا كان الترتيب متماسكًا إلى حد ما بشكل عام، فمن الممكن التشكيك في مكانة بعض الرؤساء
مع كل تغيير إداري منذ عام 2000، تستجوب القناة السياسية “سي-سبان” لجنة من المؤرخين والمراقبين للحياة السياسية الأمريكية من أجل إنشاء ترتيب للرؤساء.
بالنسبة لنسخة 2021، تمت دعوة أكثر من 140 خبيرًا لتقييم هؤلاء في فئات مختلفة من القيادة: الإقناع العام، وإدارة الأزمات، والإدارة الاقتصادية، والسلطة الأخلاقية، والعلاقات الدولية، والعلاقات مع الكونغرس، والعدالة المتساوية للجميع، والأداء في سياق العصر، إلخ.
دونالد ترامب ينضم إلى هذه القائمة لأول مرة. ورغم أنه ليس الأخير في الترتيب، إلا أنه لن يكون المستأجر الخامس والأربعون للبيت الأبيض سعيدًا بالرتبة التي حصل عليها.
أفضل عشرة رؤساء
كما هو الحال مع التصنيفات السابقة، احتل أبراهام لنكولن وجورج واشنطن وفرانكلين ديلانو روزفلت المراكز الثلاثة الأولى.ومن الصعب التنافس مع الرؤساء الذين طبعوا تاريخ الولايات المتحدة والعالم.
خلفهم ثيودور روزفلت، ودوايت أيزنهوفر، وهاري ترومان، وتوماس جيفرسون، وجون ف.كينيدي، ورونالد ريغان. وأكمل باراك أوباما هذه المراكز العشرة الأولى ويظهر متقدما جدًا في الترتيب لأول مرة. في المرتبة الثانية عشرة في النسخة السابقة، يتقدم أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي الآن على ليندون جونسون ووودرو ويلسون.
ورغم أن “سي-سبان” اوضحت أن هذا الاستطلاع ليس دراسة علمية، فقد بدأ محبو السياسة الأمريكية في مناقشة نتائج إصدار 2021. وإذا كان الترتيب متماسكًا إلى حد ما بشكل عام، فمن الممكن التشكيك في مكانة بعض الرؤساء.
جون ف. كينيدي، المصنف الثامن، لم يحكم سوى عامين وعشرة أشهر قبل اغتياله في دالاس عام 1963. ويحتل كوكبة المراكز العشرة الأولى للمرة الرابعة على التوالي رغم أن نشاطه السياسي كان محدودًا. ويبدو أحيانًا أن الأسطورة التي تحيط به تتفوّق على موضوعية المتخصصين.
على العكس من ذلك، فإن ليندون جونسون، خليفته، يحتل المركز الحادي عشر رغم أنه ساعد في تعزيز الحقوق المدنية وسمح بإنشاء برامج اجتماعية رئيسية للرعاية الطبية / ميديكيد. ولئن كانت إدارته السيئة للغاية لحرب فيتنام قد شابت السنوات التي قضاها في البيت الأبيض، فإن فترتيه ستحدثان تحولًا عميقًا في الولايات المتحدة.
أخيرًا، يمكن التساؤل عن المركز العاشر الممنوح لباراك أوباما، الذي فشل في نهاية المطاف في تجسيد “نعم نستطيع”... فهل كان سيحتل مرتبة عالية جدًا في الترتيب لو لم يصبح دونالد ترامب رئيسًا؟
دونالد ترامب
(يقترب) من القاع
كان موقع دونالد ترامب في هذا الترتيب منتظرًا. وبالتأكيد، كان تحليل حصاده معقدًا حيث كرست شخصيته الانقسام، وأطلقت العنان للعواطف بين 2016 و2020. وبتصنيفه في المرتبة 41 من أصل 44، رأى الخبراء أن رئاسته كانت واحدة من الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة. وصُنف ترامب، الذي واجه محاكمات عزل خلال أربع سنوات، في المرتبة الأخيرة في “السلطة الأخلاقية” و “المهارات الإدارية».
وكانت أفضل نتائجه في فئتي “الإقناع العام” (المرتبة 32) ، و”الإدارة الاقتصادية” (المرتبة 34). الرئيس السابق، الذي لم يفوت فرصة أبدًا للهجوم على الأشخاص الذين ينتقدون عمله، ظل صامتًا حتى الآن. غياب مفاجئ لرد فعل رجل زعم مرارًا أنه “أفضل رئيس في التاريخ». يمكن ان يتغيّر موقعه في الترتيب في الطبعات القادمة، لا سيما إذا نجح في رهانه على العودة إلى البيت الأبيض عام 2024. أيضًا، لا يُستبعد أن تتطور الآراء والتصورات مع الزمن.
عام 2000، احتل بيل كلينتون المرتبة 21، وهو الآن 19. نفس الشيء بالنسبة لجورج دبليو بوش الذي انتقل من المركز 36 إلى المركز 29 في عقدين من الزمن. لذلك يمكن أن يظل دونالد ترامب وأنصاره متفائلين. مع ذلك، فإن الريمونتادا تعد بأن تكون معقدّة. حتى وليام هنري هاريسون، الذي توفي بعد شهر واحد فقط من توليه منصبه، هو في وضع أفضل(40).
جيمس بوكانان
أسوا التلاميذ
في المرتبة 44 والأخيرة في الترتيب نجد جيمس بوكانان، رئيس الولايات المتحدة من 1857 إلى 1861. تميزت فترة ولايته بعدة أزمات أدت إلى تفاقم التوترات بين الولايات الجنوبية والشمالية. وكان لمواقفه المختلفة وإدارته الكارثية، أثر في تسريع الانقسام.
يستحضر كورنتين سيلين، أستاذ التاريخ المشارك والمتخصص في السياسة الأمريكية، فترة ولاية جيمس بوكانان في حلقة من سلسلة الرؤساء على قناة فرانس إنتر: “إنه يُنظر إليه حقًا على أنه الشخص الذي كاد أن يقتل الاتحاد، الى درجة أنه بالنسبة لأي رئيس، هذا هو الحد الأقصى الذي لا يجب الوصول إليه أبدًا. وإذا بدأت المقارنة به لأي رئيس، فهذه كارثة سياسية».
في الواقع، بعد أربعة أسابيع فقط من انتهاء فترة رئاسته، اندلعت الحرب الأهلية. أبراهام لنكولن، خليفته، سيدخل التاريخ في وقت لاحق من خلال كسب الصراع وإنقاذ الاتحاد. لو كان جيمس بوكانان قد تولى السلطة أربع سنوات أخرى، لما كانت الولايات المتحدة موجودة اليوم.
متخصص في تحليل الأخبار السياسية الأمريكية