ديمقراطيون يراهنون على استعداد أمريكا لانتخاب رئيسة سوداء
تبدي توني بوسطن، السيدة السوداء من مدينة ميلووكي، قلقها من قلة استعداد أمريكا لانتخاب رئيسة ملونة. وتقول إن الإثارة التي تشعر بها نحو نائب الرئيس كامالا هاريس المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، تذكرها بالشعور ذاته، عندما أعلن باراك أوباما ترشحه للرئاسة في 2007. وتنقل «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن بوسطن قولها: «لدي مخاوفي.. لكن البلاد وقفت خلف أوباما الذي شكل مفاجأة سارة». وهي تتمنى أن يحدث الشيء نفسه مع هاريس. إن الصعود السريع لهاريس إلى قمة اللائحة الديمقراطية، والذي من المتوقع أن يكرس رسمياً في أوائل الشهر المقبل، أقحم العرق والجنس في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2024، في بلد لا يزال يعاني من ندوب الفصل العنصري والتمييز على أساس الجنس. وتقول راسمة الاستراتيجيات في الحزب الديموقراطي مايا روبرت التي سبق أن شاركت في حملات انتخابية رئاسية: «بالنسبة لأي هوية مهمشة، سيبرز سؤال، هل يمكنها الفوز بأصوات من خارج مجتمعها. إنه أمر صعب ولكن يمكن التغلب عليه».
وأظهر استطلاع لوول ستريت جورنال بين 23 و25 يوليو (تموز)، عقب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي وتأييده لهاريس لتحل محله، أن 81% من المستطلعين، يرون أن هاريس السيدة السوداء، التي تتحدر أيضاً من أصول جنوب آسيوية، لا تشكل فارقاً إذا كان سينتخبونها رئيسة. وكانت هذه النسبة أقل ميلاً إلى اعتبار العرق أو الجنس مسألة مهمة للأمريكيين الآخرين، وقال 50% إن هذه الظواهر لشخصيتها لا تشكل فارقاً لدى معظم الناس. وأظهر الاستطلاع أن السباق بين هاريس والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب متعادل بشكل أساسي، مع تقدم ترامب بنقطتين مئويتين في المواجهات المباشرة. وتتقدم هاريس بنقطة مئوية واحدة عند تضمين مرشحي الطرف الثالث في الاستطلاع. ولفتت روبرت إلى أن لدى الكثير من الديمقراطيين أسباباً وجيهة، ليقلقوا من البيض خاصة من طبقة العمال منهم في الولايات المتأرجحة، من الذين قد يقترعون لترامب وليس لهاريس. إن «الجدار الأزرق» لولايات ويسكونسن، وميشيغان، وبنسلفانيا، يعج بهؤلاء الناخبين. ويفترض التاريخ أن جذب المزيد من النساء سيكون تحدياً. وكانت هيلاري كلينتون، المتحدثة المنتظرة في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو في الشهر المقبل، الأقرب لتصبح أول رئيسة عندما كانت مرشحة حزبها في 2016 قبل أن تخسر أمام ترامب. ومن بين النساء، فازت كلينتون بحصة أقل قليلاً من الناخبات الإناث مقارنة مع أوباما في 2012 و2008. وقالت بعض النساء إن انتخاب أول امرأة رئيسة، لم يشكل سبباً لدعم كلينتون. وقالت مديرة المركز غير الحزبي للمرأة والسياسة الأمريكية في جامعة روتجرز ديبي والش، إن الصور النمطية لا تزال تمنع النساء من الحصول على مناصب عليا أخرى. وحسب بعض الذين عملوا مع هاريس، فإن نائب الرئيس كانت تدرك تماماً تأثير العرق والجنس على تفكير الناخبين طوال حياتها المهنية. وتعرضت لانتقادات من بعض أعضاء حزبها في السنوات الأخيرة لأنها سياسية مفرطة في الحذر، لكن هؤلاء قالوا إن بعض هذا النهج ينبع من اعتقاد هاريس أنها ستُعامل بمعايير مختلفة لأنها سوداء. ولطالما كررت هاريس النصيحة التي أسدتها لها والدتها الراحلة شيامالا غوبالان هاريس «كانت تقول: كامالا، ربما تكونين أول من يفعل أشياء كثيرة، ولكن تأكدي أنك لست الأخيرة». إن تسليط الضوء بشكل أكبر على هاريس جعلها هدفاً للجمهوريين، بطرق عنصرية وجنسية في بعض الأحيان. ومثل هذه الهجمات على هاريس، أول امرأة وأول نائب رئيس سوداء، ليست جديدة، ولكنها باتت أعلى صوتاً.
انتقادات سياسية
وحض رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري مايك جونسون ومشرعون جمهوريون آخرون في اجتماعات خلف أبواب مغلقة أخيراً، الجمهوريين، على قصر انتقاداتهم على الأمور السياسية.
وشجع النائب الجمهوري الأسود عن فلوريدا بايرون دونالدز، الذي تحدث بشكل مقتضب في هذه الاجتماعات، زملاءه على التركيز على سجل هاريس السياسي مثل أمن الحدود، والتضخم.
ولترامب تاريخ طويل من التعليقات المهينة للنساء، خاصةً اللواتي يتحدينه سياسياً. ومع السعي الحثيث لحملته إلى جذب المزيد من الناخبين من النساء، والسود، فإنه يسير على خيط رفيع، مع دفع الديمقراطيين لمرشحتهم الجديدة. ولفت الانتباه إلى علاقة هاريس القصيرة قبل ثلاثة عقود مع عمدة سان فرانسيسكو السابق ويلي براون، وأشار إلى أن صعودها السياسي لم يكن قائماً على الجدارة.
وقالت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، إن العرق والجنس غير واردين في الانتقادات التي يوجهها ترامب. ووصفت هاريس بـ «ضعيفة، وغير نزيهة، وليبرالية على نحو خطير، ولذلك سيرفضها الشعب الأمريكي في 5 نوفمبر»(تشرين الثاني) المقبل.