رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
ذا هيل: حان وقت الخطة «ب» لإيران
تناول الباحثان إيريك إيدلمان وتشارلز فالد في مقال بموقع “ذا هيل” الأمريكي، التعثر الذي يسود مفاوضات فيينا لإحياء الإتفاق النووي مع إيران لعام 2015، قائلين إن المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي وصف في شهادة أمام مجلس الشيوخ احتمالات التوصل إلى اتفاق في فيينا، بأنها “ضعيفة في أفضل الأحوال».
ومع ذلك، فإن إدارة الرئيس جو بايدن على رغم كل الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك، تتمسك بشدة بأمل التوصل إلى اتفاق نووي جديد. ويبدو أنه قد فات الآوان للمضي قدماً في هذا المجال.
وقال الكاتب إن عزم الإدارة الأمريكية على معاودة الانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي وقعت عام 2015، واستخدام ذلك رافعة للتوصل إلى اتفاق ملحق “أطول وأقوى”، لن ينجم عنه في هذه المرحلة، إلا اتفاقاً أقصر وأضعف، يمنح طهران مكاسب مالية.
ومع سياسته الممزقة، يتعين على البيت الأبيض أن يتبنى فوراً وعلناً ليس فقط ما دعا إليه السناتور الديمقراطي روبرت منينديز من صوغ للخطة “ب”، وإنما تبنيها أيضاً. ويجب أن يبدأ هذا بالإعتراف بأن طهران قد قتلت جهود الديبلوماسية الجدية. ومن ثم يتعين على الإدارة العمل بموجب تأكيد مالي من “أننا مستعدون للتعايش ومواجهة حقيقة” عدم التوصل إلى اتفاق، ووفق أيضاً ما توصل إليه تقرير جديد للمؤسسة اليهودية للأمن القومي الامريكي.
وكان التبرير الذي قدمه مالي لمواصلة مفاوضات بلا نهاية، هو تجنب نشوب أزمة نووية في الخليج. لكن البقاء على هذا المسار سينجم عنه نتائج تسعى الولايات المتحدة إلى تفاديها. ووقت تقترب إيران من العتبة النووية فعلاً “وفق التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية”، ومع التهديدات النووية التي أطلقتها روسيا مؤخراً لردع الولايات المتحدة عن التدخل المباشر في أوكرانيا، فإن لإيران اليوم حافزاً أكبر من أي وقت مضى، كي تستمر في الاقتراب من العتبة النووية، بينما الديبلوماسيون الأمريكيون يدفنون رؤوسهم في الرمل.
إن تقاعس الإدارة الأمريكية عن العمل في الشرق الأوسط وعدم تنفيذ العقوبات الأمريكية، يوفر ببساطة لطهران المزيد من الأموال والفرص لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ومهاجمة المصالح الأمريكية ورفع مخاطر اندلاع نزاع رئيسي.
إن ترك الأمور سائرة من تلقاء نفسها، يفرز مقاربة من شأنها زيادة الضغط على الولايات المتحدة وشركائها لطلب تنازلات من طهران، بينما تضيق الفرص أمامهم للقيام بذلك. وتنذر سنوات من انكماش التزامات الولايات المتحدة بجعل الوضع أكثر سوءاً، في الوقت الذي تساور الشكوك حلفاء أمريكا وطهران على حد سواء، حول رغبة واشنطن في وضع حدٍ لنشاطات إيران النووية والإقليمية.
وخلص الكاتبان إلى أن الهدف الفوري للخطة “ب” يجب أن يكون مواجهة هذه النشاطات الخبيثة. على الإدارة الأمريكية أن توضح بجلاء أن الولايات المتحدة ستعاود الوفاء بالتزاماتها ووجودها في الشرق الأوسط، من خلال مبدأ بايدن الذي يؤكد الجاهزية لاستخدام كل الوسائل للدفاع عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة، بما فيها منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وهذا يستلزم أيضاً من الإدارة التراجع عن الميل الذي أظهره روبرت مالي في شهادته أمام مجلس الشيوخ، لجهة استبعاد الخيارات العسكرية الأمريكية لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.