رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
عملت إدارة بايدن على تعديل أنظمة التسلح
ذا هيل: يستحيل منع تهريب السلاح الأمريكي إلى خارج أوكرانيا
منذ أكتوبر -تشرين الأول 2022، عملت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تعديل أنظمة التسلح حتى لا تستهدف أراضي روسيا، وأعلنت خططاً لمنع تسرب الأسلحة الأمريكية عبر الحدود الأوكرانية.
ومع ذلك، كتب جوردان كوهن، وجوناثان إيليس آلن في موقع “ذا هيل” الأمريكي، أن العدد الهائل للأسلحة التي أرسلت إلى كييف وتحديات الحرب تثير مشكلة فريدة، وهي أنه يستحيل، رغم الجهود الأمريكية الجبارة، منع تسرب هذه الأسلحة.
وتتبعت مراكز أبحاث مختلفة في واشنطن المساعدات الضخمة التي بعثتها الولايات المتحدة إلى كييف. وأظهر مراقب المساعدة الأمنية أن الكونغرس خصص 66 مليار دولار من المساعدات، بينها نسبة تصل إلى 59% في النواحي الأمنية.
وتبين لمركز ستيمسون أن هذا يشكل ستة أضعاف ما أرسلته واشنطن لكييف في 2014، كما يشكل “أكثر من مجموع ما زودت به الولايات المتحدة من مساعدات عسكرية وأمنية كل الدول الأخرى في 2021، ونحو 3 أضعاف الموازنة الدفاعية الأوكرانية في 2020».
وأرسلت هذه المساعدات مع توقع ألا تستخدمها أوكرانيا لقصف مراكز مدنية داخل روسيا، وأن لا تسمح بتهريب الأسلحة الأمريكية إلى الخارج.
وبكلام آخر، تتطلب المساعدة العسكرية الأمريكية من أوكرانيا، تقليل مخاطر وقوع الولايات المتحدة في شرك المنطقة.
ولكن لسوء الحظ، يقول الكاتبان إن منع هذين الأمرين، يبدو مستحيلاً. وجاء إعلان تعديل الأسلحة قبل نشر تقارير عن شن أوكرانيا أخطر هجوم في العمق الروسي حتى الآن. واستخدم الأوكرانيون طائرات دون طيار دمرت طائرتين وقتلت ثلاثة جنود روس وجرحت أربعة آخرين. وعلاوة على ذلك، فإن الأسلحة المصنعة أمريكياً والتي أرسلت أساساً إلى أوكرانيا، قد تصل إلى دول أخرى، وهي مشكلة أمريكية قديمة، أتاحت لخصوم، ولمنظمات إرهابية الحصول على أسلحة أمريكية متطورة.
فالرئيس النيجيري محمد بخاري، على سبيل المثال، يحذر من وصول أسلحة من أوكرانيا إلى بلاده. وتحدثت وسائل إعلام فنلندية عن احتمال تهريب عصابات إجرامية أسلحة من أوكرانيا، بينها أسلحة أمريكية، إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
وهذا النوع من التفلت ليس الأكثر خطورة لتهريب الأسلحة. ذلك أنه نتيجة إرسال دول عدة السلاح إلى أوكرانيا ورغبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تزويد كل أوكراني ببندقية، فإنه لا يمكن تحديد كمية الأسلحة التي لا يعرف مصيرها.
كما أن المتابعة والتأكد من أن أوكرانيا لن تستخدم هذه الأسلحة في طائرة، أو نظام صاروخي، لتوريط الولايات المتحدة في الحرب مع روسيا، تحدٍ آخر.
إن تطبيق ذلك على ملايين الأسلحة الخفيفة، أمر مستحيل، لأن الحرب تمنع أمريكا من نشر جنود على الأرض لمراقبة الأسلحة.
أفغانستان
وفي أفغانستان، تمكنت طالبان من استخدام الأسلحة الأمريكية لفرض سلطتها على البلاد، وشراء أمراء الحرب، وتمويل حكومتها بعد الانسحاب الأمريكي.
وحصلت أفغانستان على مساعدة أمنية أمريكية بـ 94 مليار دولار منذ 2001.
ومنذ الغزو الروسي في فبراير -شباط 2022، حصلت أوكرانيا على نصف هذه المساعدات. ولكن حجم المساعدة العسكرية في هذا الوقت القصير من الزمن، وإرسالها إلى مناطق حرب حيث لا تستطيع الولايات المتحدة نشر مراقبين فيها، لا يعني أن التسريب غير الشرعي للأسلحة، مجرد إحتمال، وإنما أمراً مسلماً به.
وخلص الكاتبان إلى أن نقل السلاح الأمريكي إلى أوكرانيا، هوالأكثر شفافية في التاريخ. لكن معرفة ما أرسلته الإدارة الأمريكية إلى كييف، لا يضمن معرفتها، أين سينتهي في نهاية المطاف.