رئة العالم في قبضة «كارتيلات» الجريمة
تحوّلت غابات الأمازون في كولومبيا إلى ساحة مفتوحة لعالم الجريمة المنظمة، حيث باتت تجارة "الكوكايين والذهب واللحوم" المحرّك الرئيسي لشبكات مسلحة وعصابات إجرامية تهدد واحدة من أهم النظم البيئية في العالم.
وبحسب "الغارديان" البريطانية، رصد رودريغو بوتيرو، مدير مؤسسة الحفاظ على التنمية المستدامة "FCDS"، من الجو مشهداً مقلقاً لمساحات خضراء شاسعة تتخللها بقع بنية آخذة في الاتساع نتيجة إزالة الغابات.
وأكد أن فريق المؤسسة نفّذ أكثر من 150 طلعة جوية غطّت نحو 50 ألف كيلومتر لتتبع تمدد الطرق غير القانونية والمحاصيل المحظورة.
وقال بوتيرو إن المنطقة باتت تسجل أعلى كثافة طرق في الأمازون بأكمله، مشيراً إلى أن هذه البنية لا تعكس تنمية حقيقية، بل تمثل في معظمها شبكة من الطرق غير الشرعية التي بنتها جماعات مسلحة منذ عام 2018، بطول يتجاوز 8 آلاف كيلومتر، لتسهيل تهريب السلع غير المشروعة وتعزيز سيطرة الجريمة المنظمة.
وأضاف: "خارج كولومبيا هناك طلب متزايد عـــــلى الكـــــــوكايين والـــــــذهب واللحــــــوم، والأمازون يلبّي هذا الطلب"، مؤكداً أن ما يحدث يمثل "مسؤولية دولية مشتركة" في تدهور البيئة.
ووفق تقرير "الأمازون محل نزاع" الصادر عن مؤسسة FCDS، تنشط في الشمال الغربي من الأمازون الكولومبي نحو 17 جماعة مسلحة غير قانونية داخل ما يقرب من 70% من البلديات، ما يجعله من أكثر مناطق العالم من حيث النزاعات الاجتماعية والبيئية.
ويصف التقرير الوضع بأنه "جريمة كبرى" تربط بين جماعات مسلحة وكارتلات وشبكات سياسية وتجارية.