رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
ردا على التهديد الأوكراني باستعمال الصواريخ الغربية البعيدة المدى : موسكو تدق طُبول النَوَوي !
بالنسبة لرئيس الكرملين، فإن منح الضوء الأخضر للأوكرانيين لاستخدام الصواريخ البعيدة المدى ضد الأراضي الروسية يعني أن دول الناتو في حالة حرب مع موسكو.
«بوتين يرسم خطوطه الحمراء»: هذا العنوان، على الصفحـة الأولــــى من صحيفــــة «كوميرسانت»، بدا يوم الجمعة وكأنه تحذير للغرب إذا سمحوا لكييف بالصدفة باستخدام صواريخها بعيدة المدى، وهو ما يعني «ضربات عميقة» على الأراضي الروسية.
وهو قرار تعتبره السلطات الروسية “اتخذ منذ فترة طويلة”، أي قبل المحادثات التي كانت ستعقد الجمعة في واشنطن بين جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ســــتارمر حـــول هـــــذه المسألة، ويعتبر حاسما.
وعندما سُئل الرئيس الروسي يوم الخميس خلال رحلة إلى سان بطرسبرغ، فصّل تحذيره للغرب من خلال التأكيد على أن الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا «من شأنه أن يغير طبيعة الصراع» في أوكرانيا.
وأضاف أن «هذا يعني أن دول الناتو في حالة حرب مع روسيا»، مما يثير احتمال رد موسكو «على أساس التهديدات».
منذ أشهر، ظل المسؤولون الأوكرانيون يطالبون بمزيد من حرية العمل لاستخدام صواريخ سكالب وستورم شــادو، التي يصل مداها إلى 250 كيلومترًا في النسخة «المقيدة»، والقابلة للتمديد إلى 500 كيلومتر، التي تقدمها فرنسا والمملكة المتحدة.
بالإضافة إلى أنظمة ATACMS بين 150 و300 كيلومتر ، التي تقدمها الولايات المتحدة. كما يطالبون بصواريخ كروز جديدة من طراز JASSM ،يتراوح مداها بين 300 و800 كيلومتر.
ويأمل الجيش الأوكراني بفضل هذه الأسلحة أن يتمكن من الوصول إلى المواقع اللوجستية للجيش الروسي و المطارات التي تقلع منها قاذفاتها. إن الإمدادات الأخيرة من الصواريخ الإيرانية إلى موسكو والتوغل الأوكراني في منطقة كورسك في أوائل أغسطس أصبحت لصالح مطالب كييف خاصة وأن موسكو شنت هجوماً مضاداً في كورسك، زاعمة يوم الخميس أنها طردت القوات الأوكرانية من عشر مناطق في يومين كانت قد سيطرت عليها قبل شهر.
بالنسبة لفلاديمير بوتين، فإن استعمال هذه الأسلحة سيتطلب أفرادًا من حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى معلومات مقدمة من السماء بواسطة أقمار الحلف الأطلسي، وهو ما قد يصل إلى حد «المشاركة المباشرة» للدول الأعضاء في الحلف الأطلسي في الصراع، وفي اليوم التالي، شعر ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، بأنه مضطر إلى إضافة أن تصريحات الرئيس بوتين كانت «مهمة جدًا وواضحة للغاية ولا لبس فيها». لكن الروس لم يبددوا الغموض الذي تركه بوتين يحوم، بلا شك عن قصد، عبر الاقتصار على اقتراح «القرارات المناسبة التي سيتخذها بناء على التهديدات التي ستثقل كاهلنا ...»
ماذا يمكن أن تكون «القرارات «كما ذكر فلاديمير بوتين وإلى أي مدى سيؤثر التصريح الغربي لاستخدام الأوكرانيين لأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية على استراتيجية الكرملين؟ إن فكرة «الخطوط الحمراء» التي أبرزتها الصحافة الروسية يمكن التشكيك فيها، حيث تم الإفراط في استخدامها. منذ بدء «العملية العسكرية الخاصة» في فبراير 2022، حذرت موسكو الغرب بانتظام من التدخل في الصراع وكان هذا هو الحال على كل مستوى من مستويات زيادة المساعدات، حيث تم نقل الدبابات وأنظمة الصواريخ ومؤخراً طائرات F-16 إلى كييف.
كما أثار الرئيس الروسي بانتظام التهديد بالتصعيد الذي ينطوي على استخدام الأسلحة النووية ــ قبل أن يعلن مؤخراً أن هذا الخيار ليس ضرورياً لروسيا لتحقيق أهدافها.
ومع ذلك فإن التحذير الأخير الذي أطلقه فلاديمير بوتن لدول حلف شمال الأطلسي كان سبباً في إعادة فتح الأبواب على مصراعيها بين الشخصيات التي يطلق عليها «الوطنيون Z»، بما في ذلك أندريه جورولييف، الجنرال ونائبه في مجلس الدوما.
ووفقا له، “لا ينبغي لنا أن نخشى تصعيد الصراع والحرب مع الناتو”. «استيقظ ! سوف يضربون في عمق أراضينا.
«يجب أن نستعد لها»، هكذا دق ناقوس الخطر يوم الخميس، في برنامج من البرامج الحوارية حيث يتشدق مؤيدو الحرب الشاملة. ويوضح قائلاً: «الأمر بسيط، نحتاج فقط إلى حساب مسارات الطيران ومناطق التحليق (...) ويجب ألا تكون لدينا أي قيود على الضربات الانتقامية على أراضي دول الناتو». في يونيو-حزيران الماضي، خلال أحد اجتماعاته النادرة مع الصحافة الدولية، كان بوتين أكثر ثرثرة قليلاً حول ردود الفعل على الضربات المحتملة على الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة الغربية. أجاب الرئيس الروسي: أولا، سيكون من الضروري تحسين نظام الدفاع الجوي. قبل المتابعة: «لماذا لا يتم توفير أسلحة مماثلة لمناطق حول العالم حيث سيتم استهداف المؤسسات الحساسة للدول التي هاجمت روسيا؟»... يوم الجمعة، لم يقبل الخبراء الرئيسيون هذا الاقتراح ولكنهم دافعوا عنه، مثل العالم السياسي أندريه ماركوف.
أن روسيا يمكن أن «ترد بضرب المطارات التي تتمركز فيها طائرات F16 في بولندا ورومانيا». ويتم ذلك، كما يصر هذا الخبير المقرب من الكرملين، «باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية». وهذا التهديد المتكرر يعود إلى الظهور في موسكو. وكأن قضية الصواريخ بعيدة المدى قد دفعت روسيا مرة أخرى إلى دق الطبل النووي.
من المؤكد أنه في الغرب، وفقاً لأشد المراقبين جدية، فإن «الخطاب النووي» لفلاديمير بوتين لم يتغير، ولم يكن لدى الرئيس الروسي نية الإخلال بـ «القواعد النووية» الموروثة من الحرب الباردة والتي يخدم احترامها موسكو أيضاً. ولم يمنع ذلك نائب وزير الخارجية سيرغي ريابوف من الإعلان في بداية الشهر الجاري أن موسكو ستعيد النظر في عقيدتها النووية مع الأخذ في الاعتبار «المسار التصعيدي لخصوم روسيا الغربيين».
وفي الوقت نفسه تقريباً، أعرب سيرجي كاراجانوف، وهو عالم سياسي بارز ومحاور معتمد لدى الكرملين، عن أسفه في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت لأن «العقيدة النووية الروسية لم تعد تؤدي وظيفتها الرادعة». لقد حان الوقت للقول إن لدينا الحق في الرد على أي ضربة واسعة النطاق على أراضينا بسلاح نووي.» وهذا ينطبق أيضاً، أضاف هذا «الصقر»، على «أي استيلاء على أراضينا «.