رغم «الخلل المزلزل».. هيغسيث «رائع» في نظر ترامب
أكد تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، «المنعزل والمتمرد»، ما زال يحظى بدعم الرئيس دونالد ترامب في الوقت الحالي.
ويقول المسؤولون إن تفكك الدائرة المقربة لوزير الدفاع أمر مثير للقلق، ما يدفع البعض إلى التساؤل عن كيفية عمل البنتاغون في ظل أزمة أمن قومي.
وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من الخلل المزلزل داخل البنتاغون وسط صراعات سياسية داخلية، وإقالات متعددة، وتقارير عن إفصاح هيغسيث لزوجته وشقيقه ومحاميه عن تفاصيل حساسة للغاية لعملية عسكرية وشيكة، رفض الرئيس ترامب يوم الاثنين، الجدل المتفاقم حول هيغسيث، معلنًا أن وزير الدفاع المحاصر «يؤدي عملًا رائعًا».
وفي هذا السياق، رأت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، أنه هيغسيث ضحية معارضة واسعة النطاق من داخل الوزارة، زاعمة أن البنتاغون «بأكمله» يعمل على تقويضه. وذكرت الصحيفة أن هذه الضجة تأتي في أعقاب تقرير يُشير إلى أن هيغسيث شارك، في 15 مارس/آذار، تفاصيل حملة لقصف مواقع الحوثيين في اليمن، تشمل التوقيت وجوانب رئيسة أخرى، مع مجموعة صغيرة من الأشخاص، بما في ذلك زوجته جينيفر وشقيقه فيل ومحاميه الشخصي تيم بارلاتوري، وذلك باستخدام تطبيق المراسلة المشفر، ولكن غير السري، سيغنال.
ويتزامن كل ذلك أيضًا مع جدل ذي صلة، حيث أدرج مستشار ترامب للأمن القومي، مايكل والتز، عن غير قصد، كبير محرري مجلة «أتلانتيك» في مجموعة «سيغنال» يستخدمها عدد من كبار مسؤولي الإدارة لتنسيق الضربات على اليمن.
وكشف هيغسيث عن تفاصيل بالغة الحساسية هناك، بينها معلومات قيّمها مسؤولون دفاعيون سابقون بأنها عادةً ما تكون سرية للغاية ومقتصرة على عدد قليل من الأشخاص. وتابعت الصحيفة بالقول إن تاريخ الاضطرابات في البنتاغون يعود إلى شهر على الأقل، بعد تقريرٍ آخر غير مُرضٍ أفاد بأن الملياردير إيلون ماسك كان من المقرر أن يتلقى إحاطة تتضمن أسرارًا تكشف كيفية إدارة الجيش الأمريكي لحرب محتملة مع الصين. وقال مسؤولون مطلعون على الأمر إن ترامب نفسه انزعج من الفكرة وتدخل، على الرغم من أن الإدارة ردّت علنًا بالتشكيك في دقة التقرير وفتح تحقيق في التسريبات التي اشتبه المسؤولون في أنها صادرة عن وزارة الدفاع. وفي السياق، قال مسؤولان مطلعان على الأمر إن الحادثة مثّلت نقطة تحول، حيث ازدادت مخاوف هيغسيث وكبار مساعديه، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حالة الاستياء وانعدام الثقة التي سيطرت على أعلى مستويات البنتاغون. وأردفت الصحيفة أن الخلاف انكشف للعلن الأسبوع الماضي، مع إقالة ثلاثة مسؤولين دفاعيين كبارن هم دان كالدويل، وكولين كارول، ودارين سيلنيك، بزعم إفصاحهم عن معلومات لوسائل الإعلام دون تصريح. ورد هيغسيث، على هامش احتفال البيت الأبيض السنوي بعيد الفصح، قائلاً إن الاتهامات التي طُرحت مؤخرًا بشأن كشفه المسبق عن خطط الهجوم «لا تهم»، مضيفًا أنه وترامب تحدثا وأنهما «متفقان تمامًا». ويخطط هيغسيث لتعزيز دائرته المقربة من مساعديه السياسيين، بتعيين العقيد في سلاح مشاة البحرية ريكي بوريا، الذي كان مؤخرًا مساعده العسكري المبتدئ، مستشارًا أول، وربما حتى رئيسًا للأركان أو نائبًا لرئيس الأركان، وفقًا لما ذكره شخصان مطلعان على الأمر. وقال مسؤولو الدفاع إن بوريا قدم أوراقًا بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، لمغادرة سلاح مشاة البحرية، ويُعتبر الآن في «إجازة نهائية»، أي أنه سيغادر الخدمة.