رواية إسرائيل عن قصف مستشفى غزة.. لا تقنع حتى أوثق حلفائها

رواية إسرائيل عن قصف مستشفى غزة.. لا تقنع حتى أوثق حلفائها

حدث هز العالم، ودفع حتى حلفاء إسرائيل إلى التنديد وتوجيه انتقادات غير مسبوقة لقصفها العشوائي على قطاع غزة.
لحظات بعد انتشار صور قتلى وجرحى بالمئات معظمهم أطفال ونساء، حتى بدأت دول أوروبية ومنظمات أممية تعرب عن صدمتها وتوجه انتقادات حادة للجيش الإسرائيلي: لقد كانت الصور أوضح من أن تحتمل أي تأويل لوجود مسلح واحد في المكان، أو أي مبرر «عسكري» لذلك القصف الذي وصف على نحو واســـع بأنه «مجزرة مروعة».
 
الجيش الإسرائيلي التزم الصمت وسط تلك الإدانات، وأشارت وكالات أنباء إلى أنه رفض التعليق بداية، إلا أنه، وبعد نحو ساعتين على القصف والتنديد الواسع به، أعلن روايته الأولى منسوبة لمخابراته التي قالت إن معلوماتها الأولية تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن القصف، وأضاف أن «وابل صواريخ من غزة صوب إسرائيل مر قرب مستشفى غزة عندما استهدف».
وعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي ليقول إن «الإرهابيين المتوحشين» في غزة هاجموا المستشفى.
 
اعتمدت إسرائيل تلك الرواية التي بدا واضحًا أنها لم تقنع حتى الحلفاء، وعقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مؤتمرًا صحفيًّا صباح اليوم حاول فيه مجددًا تسويق تلك الفكرة: من استهدف المستشفى أعضاء في حركة الجهاد، وذلك في محاول إطلاق فاشلة لصاروخ من غزة، وأعاد فيه نشر فيديو قال إنه يوثق منطقة المعمداني قبل عملية إطلاق الصاروخ الفاشلة وبعدها.
 
رواية لم تقنع أحدًا، حتى مراسل محطة «سي إن إن» الأمريكية طرح على المتحدث العسكري سؤالاً أعاد فيه التذكير بحادثة مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص إسرائيل، وإن كان الجيش نفى ذلك بداية، ثم عاد ليقر به.
حركة «الجهاد الإسلامي» نفت اتهامات إسرائيل، وأعادت التذكير بأن الدعاية الإسرائيلية بشأن المستشفى تشابه ما جرى في حادثة مقتل أبو عاقلة.
بعض أوثق حلفاء إسرائيل شككوا بروايتها، أو لم يأخذوها على محمل الجد في أقل التوصيفات. المستشار الألماني أولاف شولتس دعا إلى «إجراء تحقيق شامل» في تلك المجزرة التي أعرب عن «فزعه» من الصور المتداولة حولها.
 
روسيا واجهت إسرائيل بشكل أوضح أكثر، حين طالبتها بأن «تثبت عدم تورطها» وفي ذلك إشارة ضمنية واضحة إلى أن موسكو تحمّل تل أبيب المسؤولية، حتى يثبت العكس.
 
الرواية الإسرائيلية يبدو أنها لم تنفع كثيراً حتى الإعلام العبري الذي نشر تلك الرواية، وبنوع من إخلاء المسؤولية المهنية، منسوبة للجيش:
محطة «I24NEWS» العبرية وضعت عنواناً لتقرير لها حول استهداف المستشفى يقول: «مدونة حية: تسبب صاروخ الجهاد الإسلامي في انفجار مستشفى في غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.. بايدن في الطريق»، ويضيف التقرير أن الجيش الإسرائيلي أجرى «تحقيقاً شاملاً في حادثة المستشفى وخلص إلى أنه كان إطلاق صاروخ فاشل من قبل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهو واحد من حوالي 450 صاروخا سقطت داخل قطاع غزة».
وتضيف القناة في تقريرها: «ومع ذلك، استمر العالم العربي في إلقاء اللوم على إسرائيل».
 
ليس ثمة كثير من الشكوك، فالعالم في معظمه يحمّل إسرائيل المسؤولية، حتى منظمات الأمم المتحدة أدانت قصف المستشفى الذي جاء بعد ساعات على قصف استهدف مدرسة للأونروا، التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأممية، وهي الوكالة التي قالت في بيان إعلان الاستهداف للمدرسة: «لا مكان آمناً في غزة».