بدأت روسيا طرح مطالبها الخاصة بالضمانات الأمنية في أوروبا أمام حلف الأطلسي بأعضائه الثلاثين أمس الأربعاء، بعد أن كشفت محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة في جنيف النقاب عن وجود خلافات ضخمة بين الجانبين يتعين تسويتها.
واستقبل ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي في مقر الحلف لمحاولة نزع فتيل أسوأ التوترات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، والتي اشتعلت شرارتها بسبب المواجهة حول أوكرانيا، التي تقول الولايات المتحدة إن روسيا تستعد لغزوها. وترفض موسكو هذه الاتهامات، رغم أنها تحشد قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية.

ويقول دبلوماسيون في حلف شمال الأطلسي إن التحالف الغربي سيعتبر موافقة موسكو على إجراء مزيد من المحادثات نجاحا. ويقولون إن أعضاء الحلف مستعدون للتفاوض مع موسكو بشأن زيادة الانفتاح إزاء أفكار تتعلق بالتدريبات العسكرية وتجنب الاشتباكات العرضية التي قد تؤدي إلى نشوب صراع، وكذلك الحد من الصواريخ في أوروبا.

من جانبه أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو، ينس ستولنبرغ، أمس الأربعاء، السعي إلى تفادي أي اصطدامات مع روسيا، فيما تريد موسكو أن تحصل على ضمانات بشأن عدم توسع التحالف العسكري الغربي في شرق أوروبا.

وجاء تصريح ستولنبرغ، بعدما عقد مجلس الناتو روسيا أول اجتماع له منذ عامين، في مسعى إلى نزع فتيل التوتر بـأوروبا.وشدد الناتو على أنه طالب روسيا بالتوقف عما وصفها بـالأفعال الخبيثة ضد الحلفاء، مؤكدا وجود خلافات جوهرية مع موسكو.

وقال ستولنبرغ، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة البلجيكية بروكسيل عبرنا عن مخاوفنا من الحشد العسكري الروسي قرب حدود أوكرانيا.
وينصب الاجتماع على المبادرة التي قدمتها روسيا وطلبت فيها من الغربيين تقديم ضمانات قانونية ملزمة لوقف تمدد الناتو شرقا.
وطلبت موسكو أيضا توقف الناتو عن نشر قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، فضلا عن تخلي حلف شمال الأطلسي عن فكرة انضمام أوكرانيا إليه.

وجاء هذا الاجتماع في بروكسيل، بعد المباحثات التي جرت في جنيف، في التاسع والعاشر من يناير الجاري، بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مبادرة الضمانات الأمنية.
ويتولى نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، ونائب وزير الدفاع، ألكسندر فومين، وفد موسكو في اجتماع الأربعاء.