بوتين يصدر مرسوما برفع تعداد الجيش إلى مليونين و389 ألف فرد

روسيا تلوح بأسلحة فتاكة قد تطال الغرب

روسيا تلوح بأسلحة فتاكة قد تطال الغرب


أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يقضي بزيادة إجمالي أفراد الجيش بين مدنيين متعاقدين وعسكريين إلى مليونين و389 ألف فرد، بينهم 1.5 مليون عسكري.
وسيدخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من 1 ديسمبر 2024، وتضمن تعديلا على مرسوم سابق حدد تعداد أفراد الجيش الروسي بمليونين و209 آلاف و130 شخصا، بينهم مليون و320 ألف عسكري، ويكلف المرسوم الجديد الحكومة برصد المخصصات اللازمة من ميزانية وزارة الدفاع لتغطية الزيادة في تعداد الجيش.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إن زيادة عدد القوات المسلحة الروسية يعود إلى التهديدات التي تتعرض لها البلاد.
فقد أكد رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن موسكو، في حال استهداف المدن الروسية، سترد باستعمال أسلحة أكثر فتكاً وأشد قوة، محذراً من أن الغرب لن يبقى بمنأى عن الضرر.
وقال فولودين خلال افتتاح جلسة البرلمـــان الخريفيـــة أمـــس الثلاثاء، إن الولايــــات المتحـــدة تناقش دون خجـــــل إمكانيــــة استهداف الأراضي الروسية، مشددا على أن هذا النقاش يمكن أن يؤدي إلى أفظع العواقب.
كما تابع أن الاعتقاد الغربي بإمكانية ضرب العمق الروسي مجرد وهم، مشددا على أن أقوى الأسلحة باتت جاهزة.
وأكد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبذل قصارى جهده لوقف الكارثة النووية، ووقف الحرب التي يمكن أن تؤدي إلى حرب عالمية.
وكان بوتين أعلن الاثنين مرسوما بزيادة عدد القوات الروسية بواقع 180 ألف جندي وصولا إلى 1,5 مليون، ما يجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم من حيث حجم القوات، وفقا لوسائل إعلام.
ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ عامين ونصف، يبدو أن فاتورتها البشرية بلغت ثمناً باهظاً بالنسبة للبلدين اللذين كانا يعانيان سابقا من تراجع نسب الولادات.
فقد كشفت تقديرات أوكرانية سرية مؤخرا أن عدد القتلى من القوات الأوكرانية بلغ نحو 80 ألفًا في حين وصل عدد الجرحى إلى 400 ألف.
أما تقديرات المخابرات الغربية للخسائر الروسية، فتراوحت بين 200 ألف قتيل و 400 ألف جريح، حسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال. أما سبب تلك الخسارة الكبيرة في صفوف الروس، فيعود إلى تجنيد موسكو مقاتلين غير مدربين بشكل جيد، بعضهم من أصحاب السوابق.
لكن هذه الفاتورة البشرية للخسائر، تبدو أشد فتكاً وضرراً بالنسبة لأوكرانيا، التي يقل عدد سكانها عن ربع عدد سكان جارتها العملاقة.
لاسيما أن معدل المواليد في أوكرانيا تراجع أيضاً خلال الحرب، فيما ارتفع معدل الوفيات.
فقد أظهرت بعض البيانات الحكومية الرسمية أن عدد المتوفين بلغ ثلاثة أضعاف عدد المواليد، خلال النصف الأول من العام الحالي.
إلا أن أعداد الضحايا المرتفعة على كلا الجانبين، تسلط الضوء على التأثير المدمر في المدى الطويل للبلدين على السواء، لاسيما أنهما عانا سابقا، قبل بدء الغزو الروسي حتى من انخفاض عدد السكان، بسبب الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية.
كما أن بعض المراقبين رأوا أن تلك تراجع عدد السكان في روسيا، شكل أحد دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو الأراضي الأوكراني عام 2022، بهدف زيادة السكان عن طريق استيعاب الأوكرانيين في المناطق التي احتلتها القوات الروسية لاسيما في الشرق الأوكراني.
وفي السياق، رأى إيفان كراستيف، عالم السياسة البلغاري المولد ومؤلف كتاب سينشر حديثا عن التركيبة السكانية الأوروبية أن التركيبة السكانية تمثل أولوية بالنسبة لبوتين، الذي يريد استخدام أوكرانيا وشعبها لتعزيز النواة السلافية لروسيا.