روسيا تواجه عقوبات أوروبية جديدة.. ومخاوف من زابوريجيا النووية

روسيا تواجه عقوبات أوروبية جديدة.. ومخاوف من زابوريجيا النووية


تتعالى الأصوات الأوروبية المطالبة بتوسيع نطاق العقوبات على روسيا رداً على الحرب التي تشنها ضد جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير (شباط) الماضي، في وقت ينتظر فيه الاتحاد شتاء قاسياً بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وبعد جملة من العقوبات الغربية على روسيا، يتجه الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية تيسير التأشيرات مع موسكو لجعل الروس ينتظرون لفترة أطول ويدفعون المزيد مقابل تأشيراتهم، بينما ظل التكتل منقسماً بشأن فرض حظر تام للسفر .

تخوف ألماني فرنسي
وحذرت ألمانيا وفرنسا من أن حظر دخول المواطنين الروس العاديين قد يأتي بنتائج عكسية، وهي خطوة دعت إليها كييف رداً على الغزو الروسي وأيدها بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
وتعليق الاتفاقية بمثابة حل وسط يمكن التوصل إليه في اجتماع يستمر يومين لوزراء خارجية الاتحاد في براغ.
وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي “تعليق اتفاقية تيسيير التأشيرات شبه مؤكد».
وقالت فرنسا وألمانيا في وثيقة مشتركة “نحذر من المبالغة في فرض القيود على سياسة التأشيرات الخاصة بنا، من أجل منع تعزيز الرواية الروسية وخلق سياسة معادية بشكل غير مقصود من شأنها إبعاد الأجيال القادمة».
وهو الأمر الذي سرعان ما رفضه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قائلاً إن موسكو خاضت حرباً قصيرة مع جورجيا وضمت شبه جزيرة القرم منذ أن حصلت على تأشيرات دخول أسهل للاتحاد الأوروبي في عام 2007.

«حرب الطاقة»
يأتي ذلك، في وقت أظهرت فيه بيانات من منصة معلومات سوق الطاقة سيبيرغر أن عملاق الغاز الروسي غازبروم سيوقف تدفقات الغاز في خط الأنابيب نورد ستريم 1 إلى ألمانيا للصيانة لمدة ثلاثة أيام.ومع اقتراب فصل الخريف، تم اتخاذ خطوة أخرى باتجاه خفض شحنات الغاز الروسي إلى فرنسا الثلاثاء بإعلان مجموعة إنجي عن خفض إضافي في عمليات تسليم شركة غازبروم العملاقة، “بسبب خلاف بين الطرفين على تطبيق العقود».
وتحاول الدول الغربية، التي تدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، تقليل وارداتها من الغاز الروسي، الذي شكل نحو 40% من إجمالي استخدام دول الاتحاد الأوروبي للغاز خلال العام المنصرم.
وبعد بدء العقوبات قامت روسيا بدورها بتقليل إمداداتها من الغاز لأوروبا.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه حقق الكميات المستهدفة لمخزون الغاز الطبيعي لفصل الشتاء المقبل قبل الموعد المحدد، رغم التخفيض الروسي.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن أورسولا فون دير لين رئيسة المفوضية الأوروبية اجتفلت بالوصول إلى 80% من السعة التخزينية لمستودعات الغاز الطبيعي وهو الهدف الذي كان مقرراً الوصول إليه بحلول أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

كارثة نووية
على الأرض، أفادت الرئاسة الأوكرانية، الثلاثاء، أن “معارك كثيفة” بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي تدور في “معظم أرجاء” منطقة خيرسون المحتلة في جنوب البلاد حيث تشن كييف هجوماً مضاداً، في وقت حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي استقبلها في كييف، على “بذل قصارى جهدها” لتجنّب وقوع كارثة نووية في محطة الطاقة في زابوريجيا.
وأشارت شركة إنرغوأتوم الأوكرانية للطاقة إلى أن القوات الروسية “تستعدّ لوصول بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر الضغط على العاملين في المحطة لمنعهم من الكشف عن أدلة تُثبت جرائم المحتلّ في المحطة».
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أنّ “القوات المسلّحة الأوكرانية شنّت عمليات هجومية في اتجاهات مختلفة”، مؤكدة أنّها دمّرت “عدداً من مستودعات الذخيرة” و”كل الجسور الرئيسية” التي تسمح للمركبات بعبور نهر الدنيبر الذي يسقي هذا الجزء من أوكرانيا.
من جهتها، قالت روسيا إنها صدت “محاولات هجوم” أوكرانية في منطقتي خيرسون وميكولاييف في جنوب أوكرانيا.
واتفق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي الثلاثاء في اجتماع غير رسمي في براغ على بدء العمل التحضيري بشأن خطة لتدريب القوات الأوكرانية.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “إن الأمر لا يتعلق بالحرب فقط بل بكيفية خوضها وتدريب الجنود».