رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
يجب أن أحب الشخصية كي أوافق على تجسيدها
رولا بقسماتي: أملك الكثير من القدرات التي يجب أن أُبْرِزَها
رولا بقسماتي من الممثلات اللبنانيات اللواتي أثبتن تفوّقهن بجدارة وأنهن لم يدخلن المجال للاستعراض أو لمجرد أنهن كن معروفات على الشاشة الصغيرة قبل دخولهن المجال، بل هي حصلت على فرصتها وعرفت كيف تستغلّها وأن تثبت أنها تستحق لقب ممثلة.
بقسماتي، وقبيل بدء عرْض مسلسل «خطيئة أخيرة» الذي تطلّ فيه بدور الأمّ لفتاة مراهقة في الـ 17، تحدّثت عن هذا العمل كما شرحت أسباب نجاحها وتفوُّقها وسعيها لأن تكون إيجابية ومتفهمة في كل عمل تشارك فيه.
• آخِر أعمالك هو مسلسل «خطيئة أخيرة»، ما الجديد الذي تقدّمينه فيه؟
- ألعب دور امرأةٍ مطلّقة تربطها علاقة شائكة جداً بطليقها، كما انها في الوقت نفسه أم لفتاة مراهقة في الـ 17 من العمر.
• أليس مستغرباً أن تلعبي دور الأم لفتاة في السابعة عشرة؟
- مَن يشاهد العمل سيقتنع تماماً بالدور، لأن ريان الحركة هي التي تلعب دور ابنتي في المسلسل، ولكنها تبدو صغيرة جداً في السن وكأنها تلميذة مدرسة. والدور يضيء أيضاً على طبيعة العلاقة التي تربط بين الأم وأولادها عندما يكون الطلاق غير حضاري، وتأثير هذا الطلاق على الأولاد والتضحية التي تبذلها الأم العزباء عند غياب الأب كسنَد وكيف يمكن أن تفني حياتها من أجل ولدٍ يمكن ألا يقدّر هذه التضحية، ووقوع هذه الأم في الخطأ لأنها إنسانة ويمكن أن تخطئ كأي أنسان آخَر، وهي بالرغم من تضحياتها الكثيرة، لكن ظروف الحياة عاكستْها ولم تساعدها. الشخصية التي أجسّدها في المسلسل حقيقية وموجودة بكثرة في المجتمع ومَشاعرها حقيقية وموجعة جداً.
• هل يمكن القول إن أداءك العفوي والطبيعي هو الذي ساهم بنجاحك كممثلة؟
- أظن ذلك، وهذا الكلام أسمعه كثيراً ويوجد إجماع حوله، وأعتقد أنه سرّ نجاحي. الناس يجدون أنني أؤدي بشكل طبيعي وأعطي من كل قلبي، وأنا أحب الشخصية التي ألعبها وأتفاعل معها بشكل كبير جداً، ولذلك أنجح بإيصال أحاسيسها بصدق إلى الناس ويَقتنع المُشاهِد بها.
• وكيف تحضّرين عادة للشخصية؟
- يفترض أولاً أن أفهم الشخصية وخلفيتها وأن أضع نفسي مكانها كي أبرّر تصرفاتها، كما أن إدارة المُخْرِج تساعدني كثيراً، وكذلك تَواصُلي مع الكاتب أو الكاتبة كي أفهم الشخصية من منظارهما.
• ومتى يتفوّق الممثل على زميله بطل العمل الأول بما أن مُخْرِج المسلسل هو واحد وكذلك كاتبه؟
- لا أعرف، ولكن يجب أن أحب الشخصية كي أوافق عليها.
• وهل أنت متأثرة بممثلين معينين سواء عرب أو أجانب؟
- أبداً. أتابع أعمال الكثير من الممثلين الذي أحبهم، ولكنني لا أستطيع أن أكون إلا نفسي. أتبع إحساسي كثيراً خلال التصوير وأعتمد عليه عند أدائي للشخصية أكثر من اعتمادي على «التكنيك»، كما ألجأ في أحيان كثيرة للارتجال ولا أخطط بشكل مسبَق للمَشاهد إلا إذا رغبتْ إدارة المُخْرِج ذلك في لقطةٍ معينة، مع أن هذا الأمر لا يساعد الممثل في إدارة إحساسه. كل المُخْرِجين الذين تعاملتُ معهم حتى الآن يتميّزون بمستوى جيد وهم يساعدونني كثيراً من هذه الناحية، وعندما يثق المُخْرِج بإحساس الممثل، فإنه يتركه على سجيته لأنه يكون واثقاً من أنه سيقدم أداء جميلاً.
• وهل أنت سعيتِ وخططتِ كي تصبحي ممثلة؟
- في الأساس أحب التمثيل وكنت أرغب في دراسته كاختصاصٍ جامعي، ولكن والدتي لم تسمح لي بذلك، وظلّ حبي للتمثيل حرقةً في قلبي لأنني أرغب به كثيراً ولأنني أملك طاقة معينة. وانتظرتُ، إلى أن جاء الوقت ودخلتُ المجالَ، وكنت على يقين من أنه سيأتي اليوم الذي أفرغ فيه هذه الطاقة. وبدأ كل شيء يتحقق لحظةَ إعلان استقالتي من تلفزيون «المستقبل» على الهواء مباشرةً، عندما اتصل بي المُنْتِج مروان حداد وقال لي «الآن أصبحتِ تملكين الوقت الكافي للتمثيل» ودعاني للعمل معه. لم أقرع الأبواب يوماً ولم أطلب المساعدة من أحد، ولم أقل لأحد إنني أرغب في التمثيل معه.
• وهل أعطاك التمثيلُ حقَّك بعد سبع سنوات من العمل في المجال أم أنك تستحقين أكثر؟
- لا أظن أنني قدّمتُ شيئاً حتى الآن، والسبع سنوات ليست إلا فترةً بسيطةً، وأنا أتحدى نفسي لتقديم المزيد. ولكن هذا لا يعني أنني لا أؤمن بنفسي، بل أنا على يقين من أنني أملك الكثير من القدرات التي يجب أن أُبْرِزَها.
• وبالنسبة لمشاركتك في الدراما التركية المعرَّبة؟
- هذه الدراما لها جمهورها وأنا شاركتُ في مسلسل «الخائن» ولمستُ هذا الأمر بنفسي، ولو أنها ليست دراما ناجحة لَما كانوا استمروا في إنتاجها.
• وهل هي المفضَّلة عندك كما هي حال غالبية الممثلين، لأن مردودها المادي أكبر وإنتاجها أضخم بالرغم من متاعب التصوير التي تمتدّ لفترات طويلة؟
- بل كلُّ نوعٍ له مميزاته ومختلِف عن الآخَر. في الدراما التركية المشترَكة نحن نترك بلدنا ونسافر إلى بلد آخَر، وهذه التجربة أَغْنَتْني أنا وابنتي كثيراً، وأنا متأكدة من أنها كانت مختلفة عن تجارب كل الممثلين الآخَرين الذين شاركوا فيها، لأنها أفادتْني كثيراً على المستوى الشخصي وأكدتْ أن لا شيء يصعب عليّ. قبْلها كنت أعرف أنني امرأة قوية، ومن بعدها تأكدتُ أنني أقوى مما كنت أعتقد وأن لا شيء يخيفني، كما عرّفتْني على طريقة عمل الأتراك وضرورة الالتزام بالنص وعدم التغيير فيه كثيراً، لأن المسلسل عُرض سابقاً.
أنظر إلى الأمور نظرة إيجابية جداً مع أنه توجد سلبيات في كل عمل ويمكن أن أشكو منها، ولكنني متفهّمة جداً. مثلاً، مسلسل «بالدم» كان من أجمل الأعمال التي شاركتُ فيها، قصةً وإخراجاً ودوراً وممثلين، كما أنه تَرَكَ بصمةً مهمّة كمسلسلٍ لبناني، وبدل ذلك كان يمكنني أن أقول إننا صوّرناه أثناء الحرب وأنني عانيتُ كثيراً لأنني كنتُ أترك ابنتي وحيدةً في البيت وكانت تنزل الصواريخ بالقرب من بيتنا وكنتُ أسمع أصوات الانفجارات، ولكنني لا أفعل بل أنظر إلى النتيجة لأن وظيفتَنا هي أن يستمتع الناس بما نقدّمه لهم.
• كل شيء له ضريبة في هذه الحياة؟
- هذا صحيح. وكما اخترتُ مهنة التمثيل، فإنها اختارتْني هي أيضا، ولكن على الناس أن يرحموا الممثل لأنه يعاني كثيراً من أجل تقديم الأفضل لهم حتى لو أنهم لم يَرضوا عن بعض تفاصيل العمل. البعض ينتقد بطريقة بشعة جداً ولا يعرف الخلفيات وأننا نتعب ونعاني كثيراً وصحتنا النفسية لا تكون جيدة دائماً بسبب الضغط والركض، ولكنني أميل إلى أن أكون متفهّمة وأن أعطي من قلبي وأن أحبّ مَن يشاركونني العمل.
• وهل ثمة انتقادات معينة أزعجتْك؟
- كلا، بل أنا أتحدّث في شكل عام لأن مجال التمثيل مظلوم جداً. لا شيء يمنع أن تحصل انتقاداتٌ شرط أن تكون بنّاءة وصحيحة.