زيارة هرتسوغ رسالة «مزعجة» إضافية من بايدن لنتانياهو

زيارة هرتسوغ رسالة «مزعجة» إضافية من بايدن لنتانياهو

رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى الولايات المتحدة تشكل رسالة مقتضبة من الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، لافتة إلى أن بايدن لم يكتف بعدم دعوة نتانياهو إلى البيت الأبيض منذ عودته إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ولكنه أكد علناً مرتين أنه لن يفعل ذلك.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، أن دعوة هرتسوغ لزيارة واشنطن هذا الأسبوع تأتي في وقت سياسي مختلف جداً، ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كان يائير لابيد لا يزال رئيساً للوزراء في إسرائيل، وكان الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب، ولكن الآن أصبح نتانياهو رئيساً للوزراء مع  ائتلاف يميني.
 
أضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه من الواضح أن دعوة هرتسوغ لواشنطن لم يكن القصد منها أن تكون طعنة لنتانياهو، إذ إنه عندما وجهت إليه الدعوة لم يكن قد عاد إلى منصبه بعد.
وأشارت إلى أن الرئيس الحالي لمجلس النواب، كيفين مكارثي، والذي جدد الدعوة لهرتسوغ، ليس لديه أي سبب لازدراء نتانياهو، الذي لا يزال يتمتع بشعبية بين الجمهوريين.
وتقول الصحيفة، إن زيارة الرئيس الإسرائيلي لواشنطن تأتي في وقت مناسب لبايدن لتوجيه رسالة  لنتانياهو مفادها: “أنا لا أوافق على ما تفعله أنت وحكومتك، لكنني ما زلت صديقاً لإسرائيل».
 
ولفتت جيروزاليم بوست إلى أن بايدن أكد علناً مرتين على الأقل إنه ليس لديه خطط” لدعوة نتانياهو إلى البيت الأبيض. ولكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أفاد مساء أمس أن الرئيس الأمريكي دعاه إلى لقاء في الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام، وهو ما يعني على الأرجح أنه سيكون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول).
 
واستطردت الصحيفة: “مع وجود هرتسوغ، يمكن لبايدن استضافة زعيم إسرائيلي في البيت الأبيض والتحدث عن حسن نيته المؤيدة لإسرائيل، بينما يتجنب بلطف الرجل على رأس الحكومة التي وصفها بأنها الأكثر تطرفاً في آخر 50 سنة».
وترى الصحيفة أن نتانياهو  لم يفهم على ما يبدو الرسالة، أو على الأقل جزءاً منها – بشكل واضح، وهو غير سعيد بذلك، لانه لم يذكر زيارة هرتسوغ المقررة لواشنطن أو يتمنى له حظاً سعيداً، في تصريحاته في اجتماع مجلس الوزراء أمس الإثنين.
 
وفي هذا الإطار، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن نتانياهو انتقد السفير الأمريكي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ - شقيق الرئيس - واتهمه بعدم العمل الجاد بما يكفي لتأمين دعوة له إلى البيت الأبيض.
وعلقت الصحيفة بأنه من الواضح تماماً أن بايدن لا يريد لقاء نتانياهو أو أعضاء حكومته، والسؤال هو “لماذا؟».
 
وعن هذا الأمر، يقول معارضو نتانياهو إن السبب هو خطة الحكومة بشأن التعديلات القضائية، والتي يصفونها بأنها معادية للديمقراطية، وبالتالي فهي تهدد القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه تفسيرات خاصة به. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب منه قوله إن “التعديلات القضائية مجرد ستار دخاني”، وأن ما يزعج الأمريكيين حقاً هي إيران، موضحاً أن واشنطن تريد من  تل أبيب أن تبلغها سلفاً  قبل اتخاذ أي إجراء ضد إيران. واستدرك المصدر بأن ذلك غير ممكن لأن إيران قضية وجودية.