زيلينسكي أمام خيار مؤلم لإنقاذ أوكرانيا

زيلينسكي أمام خيار مؤلم لإنقاذ أوكرانيا


تحاول القوات الروسية التجمع مجدداً لاجتياح منطقة دونباس في شرق البلاد على حدود روسيا وجزء من الجنوب الشرقي الذي يحدّ بحر آزوف. ويرى الزميل الأول في مركز الشؤون الإستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة جيرالد إف. هايمان أنه إذا كان ما يحصل مجرد مناورات موقتة ولم تتحرك القوات غرباً، قد تبقى أوديسا والجزء الجنوبي من أوكرانيا الذي يصل إلى البحر الأسود في أيدي كييف. وبعد كل القصف والغارات والمجازر، فإن الإذلال النهائي سيتمثل في أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون مضطراً للموافقة على اتفاق يتعلق بالدونباس يلبي الحد الأدنى من مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعلاوة على ذلك، فإن بوتين قد يكون مضطراً إلى القبول ضمناً بأن هذا الترتيب، الذي يقتصر على جزء مهم من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب، يلبي مطالب الكرملين. وفي 30 مارس -آذار الماضي، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية قد تحققت عموماً... فالقدرة القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية قوّضت بشكل كبير، مما يجعلنا نركز على هدفنا الرئيسي بتحرير الدونباس”.

وسبق ذلك بخمسة أيام إعلان مماثل صدر عن نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي. وكان زيلينسكي لمح مؤخراً إلى القبول بحياد أوكرانيا كجزء من تسوية شاملة “تتضمن آلية ضمانات أمنية مماثلة لتلك التي ينص عليها البند الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلسي”. وفي التاسع من مايو-أيار ظهر زيلينسكي في أحد شوارع كييف متحدياً: “لن نمنح أحداً أي شبر من أراضينا».

والكثير يعتمد على الحدود التي يتوقف عندها الجيش الروسي، حتى ولو أعلن أن أهدافه تقتصر على الجزء الشرقي من أوكرانيا. هل سيشمل ذلك كل لوغانسك ودونتسك، أو فقط تلك الأجزاء التي كانت تحت سيطرة الإنفصاليين بين 2014 و24 فبراير (شباط) الماضي؟.

وعلى المدى البعيد، فإن أي مصادرة بالقوة لأراضٍ في الدونباس أو أي جزء آخر من أوكرانيا ستعزز عداء الأوكرانيين حيال روسيا، على كل الأحوال. وفي نهاية المطاف ومن أجل وضع حد للحرب، فإن الجانبين سيتعين عليهما التوصل إلى نوع من الاتفاق، حتى ولو كانت تسوية موقتة ضمنياً. ومن المؤكد أن أي تسوية ستعني بالأمر الواقع سيطرة روسيا أو وكلائها على أراضٍ أوكرانية. لكن إذا كان ذلك أمراً حتمياً، فلماذا لا يصار إلى التوصل إلى هذا الترتيب في أقرب وقت من أجل تجنب المزيد من الدمار والمذابح والموت؟

وإذا كان بوتين سيقبل بـ”الهدف الرئيسي” الذي حدده شويغو، أليس من الأفضل أن تقبل أوكرانيا بهذه التضحية مهما كانت مؤلمة رغم رفض زيلينسكي التخلي عن “أي شبر” من الأراضي الأوكرانية؟ ومن المحتمل أنه سيدفع ثمناً سياسياً كبيراً في الانتخابات المقبلة، لكنه سينقذ مزيداً من المدن والبلدات والمحاصيل والمصانع والمنازل والمدارس والمستشفيات والمهاجرين ومئات آلاف الأرواح. ومن الضروري والمناسب أن يكون ذلك قراراً أوكرانياً، لكن حلف شمال الأطلسي بما في ذلك الولايات المتحدة، يجب أن يشجعا أو على الأقل أن لا يحاولا ثني زيلنسكي عن اتخاذ مثل هذا القرار.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot