ساعات الشلل في الكرملين.. كيف تعامل بوتين مع تمرد فاغنر؟

ساعات الشلل في الكرملين.. كيف تعامل بوتين مع تمرد فاغنر؟

كشفت تقارير صحفية أمريكية كواليس الساعات الأولى لتمرد جماعة فاغنر داخل الكرملين، والحالة التي كان عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني، إن بوتين كان في حالة شلل كامل، ولم يكن قادراً على التصرف، بعد علمه بالتمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين، زعيم فاغنر، على حكومته، في الساعات الأولى من يوم 24 يونيو (حزيران) الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أوكرانية ومسؤولي أمن أوروبيين، قولهم إن بوتين لم يستطع اتخاذ أي قرار حاسم خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من تمرد فاغنر.
 
وأضافت: “تلقى بوتين تحذيرات من وكالات الأمن الروسية حول تمرد محتمل سيقوم به بريغوجين وذلك قبل يومين أو 3 أيام من بدء التمرد فعلياً. تم اتخاذ إجراءات فورية، من بينها تعزيز الأمن في المواقع الاستراتيجية، ومن بينها الكرملين، وزيادة عدد الحرس الرئاسي، مع تزويد الحرس بالمزيد من الأسلحة، ولكن لم تكن هناك إجراءات أخرى إضافية».
 
ونقلت عن مسؤولي أمن أوروبيين قولهم: “احتاج بوتين لوقت طويل كي يتخذ قراراً بالقضاء على التمرد، والقبض على زعمائه.. وعندما بدأت تلك الإجراءات كانت هناك حالة شلل على جميع المستويات، كان هناك فوضى وارتباك واسع، ولفترة طويلة لم يكن هناك تحرك سريع وسط عجز تام».
 ورأت الصحيفة أن هذا المشهد يعكس مخاوف بوتين من الدخول في مواجهة مع فاغنر، التي تتمتع بدعم كبير داخل المؤسسة الأمنية الروسية خلال العقد الأخير، كما أن بريغوجين أصبح عنصراً محورياً في العمليات الروسية، مثل نشر المعلومات المضللة في الولايات المتحدة، والعمليات شبه العسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا، قبل الاضطلاع بدور مهم في الحرب الأوكرانية.
 
وقال مسؤولو أمن أوروبيون إن عدم وجود أوامر من القيادات العليا في الكرملين جعل القادة المحليين في موقف فرض عليهم اتخاذ قرارات ذاتية، بعد أن فاجأ بريغوجين العالم بدخول مدينة روستوف جنوب روسيا في الساعات الأولى من يوم 24 يونيو (حزيران)، والسيطرة على مركز القيادة الرئيسي التابع للجيش الروسي، قبل التحرك إلى مدينة فورونيج، ثم التوغل شمالاً إلى موسكو.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن القادة المحليين قرروا عدم التصدي بالقوة لفاغنر، خاصة أنهم كانوا يعتقدون أن تمرد الجماعة لا يمكن أن يأتي دون قدر من التوافق داخل الكرملين، بحسب مصادر الصحيفة الأمريكية.
 
وتابعت: “عكست هذه الفوضى حالة الانقسام العميق داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الروسية حول الحرب في أوكرانيا، وكان واضحاً أن هناك دعم داخل تلك المؤسسات لتمرد بريغوجين، لأنهم رأوا أن هناك حاجة لتطهير القيادة من القمة».