سترايكر.. سلاح أمريكي يظهر في الحرب الأوكرانية لأول مرة

سترايكر.. سلاح أمريكي يظهر في الحرب الأوكرانية لأول مرة


في إطار حزمة مساعدات جديدة لكييف، تدرس الولايات المتحدة إرسال مركبات قتالية مدرعة من طراز “سترايكر” إلى أوكرانيا، لأول مرة، بالإضافة إلى المزيد من أنظمة الأسلحة الحديثة التي منعت إرسالها من قبل.
وقال مصدران مطلعان لصحيفة “بوليتيكو”، إن مركبات “سترايكر” قد تكون جزءاً من دفعة المساعدات المقدمة لأوكرانيا، وأضافا أن “الأوكرانيين بحاجة إلى ناقلات جند مدرعة. إنها ليست جيدة مثل مركبات (برادلي) في قتال الدبابات، ولكنها جيدة».
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان إدارة الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، عزمها إرسال 50 عربة قتالية من طراز “برادلي”، وهي مركبة مدرعة قوية مجنزرة تحمل مدفعين أحدهما آلي والآخر رشاش، إضافة إلى صواريخ “تاو».

تعزيز الترسانة الأوكرانية
وقال أشخاص مطلعون على الأمر لموقع بلومبيرغ، إن الولايات المتحدة تخطط لإرسال حوالي 100 عربة مدرعة من طراز سترايكر إلى أوكرانيا، كجزء من حزمة جديدة من المساعدات العسكرية تبلغ قيمتها حوالي 2.5 مليار دولار، مما يضيف نظام أسلحة قوياً كانت قد حجبته في السابق.
ومن جانبها، رأت “بوليتيكو” أن مركبات “سترايكر” ستكون بمثابة تعزيز آخر لقدرات ترسانة كييف سريعة النمو، كما ستساعد في تلبية الحاجة الماسة للدروع، وسط مخاوف من أن روسيا تخطط لتعبئة ثانية في إطار التحضير لهجوم كبير جديد في الأسابيع المقبلة.
وأشارت إلى أن “سترايكر” مركبة القتال المدرعة ذات الثماني عجلات التي صنعتها شركة «General Dynamics Land Systems»، ليست قوية أو وقائية مثل الدبابات، إلا أنها يمكن أن تعمل في ظروف الثلج والطين والرمل، رغم أن التنقل على الطرق الوعرة محدود إلى حد ما، بسبب افتقارها إلى المسارات.

ولفتت تقارير إلى أن عربات “سترايكر” تهدف لإيجاد توازن عملي بين القوة والحركة، حيث تعتبر العربة القتالية نظام مركب تم تصميمه لتكون مميتة مثل الدبابة وسريعة مثل سيارة هامفي، ومع ذلك فهي متحركة بما يكفي ليتم نشرها في أي مكان في العالم في غضون 96 ساعة.
ومن الناحية النظرية، يمكن تحويل نوع واحد من السترايكر إلى نوع آخر في فترة زمنية قصيرة نسبياً، ما يجعل المستخدم للعربة أكثر قدرة على التكيف ويمنح المخططين العسكريين مجموعة كاملة من الخيارات في وقت قصير، بحيث يضمن إمكانية تلبية الاحتياجات المتطورة لمعركة معينة بسرعة وكفاءة.
يذكر أن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل إلى أوكرانيا آلاف المركبات القتالية، بما في ذلك مركبات “هامفي” وأخرى مقاومة للألغام في ساحة المعركة، ويمكن لـ”سترايكر” أن توفر توازناً بين دبابة وناقلة جند مدرعة.

تحسين القدرة القتالية
وعن حزمة المساعدات المقدمة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين في واشنطن، الأربعاء: “لن أستبق الإعلانات، لكن يمكنك أن تتخيل أنه في كل مرة يكون هناك اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، هناك إعلانات من قبل العديد من الدول التي تحضر ما هي على استعداد للمساهمة به».
ويقول الجيش الأمريكي إن هناك 18 نوعاً مختلفاً من “سترايكر”، بما في ذلك مركبة صاروخ موجه مضاد للدبابات وناقلات أفراد، ووفقاً للجيش، فإن هذه المركبات ستوفر للمقاتل منصة موثوقة ومُختبرة للقتال تتضمن تحسينات كبيرة للبقاء على قيد الحياة.

وأضاف كيربي “نعتقد أن توفير الدبابات الحديثة سيساعد بشكل كبير ويحسن قدرة الأوكرانيين على القتال بشكل أكثر فاعلية للمضي قدماً”، دون الإشارة إلى استعداد الولايات المتحدة لإرسال دبابات “أبرامز».
وبدوره، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيكي إن بلاده تعمل على إقناع الحلفاء الأوروبيين بإرسال ما يصل إلى 100 دبابة قتالية، لدعم جهود الدفاع الأوكرانية ضد الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير(شباط) العام الماضي.

زيلينسكي يواصل الضغط
وفي الجانب الأوكراني، صعَّدَ الرئيس فولوديمير زيلينسكي ضغوطه على حلفائه في الغرب مطالباً إياهم بإرسال دبابات قتالية لبلاده على وجه السرعة، وقال في خطاب وجهه إلى نخبة رجال الأعمال والساسة المشاركين في المنتدى الاقتصادي دافوس: “الوقت الذي يستخدمه العالم الحر في التفكير. تستخدمه الدولة الإرهابية للقتل، يجب أن تتجاوز إمدادات الدبابات الغربية غزواً آخر من الدبابات الروسية».
وأضاف “لطالما أظهرت العواصم الأجنبية أنها مترددة للغاية في التحرك لمواجهة روسيا، حتى لو قامت في النهاية باتخاذ القرار المناسب”، ولم يذكر زيلينسكي ألمانيا أو المستشار أولاف شولتس بالاسم التي اشترطت إرسال واشنطن دبابات “أبرامز” من أجل الموافقة على طلب كييف إرسال دبابات “ليوبارد».
فيما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن أوكرانيا ستحصل على المزيد من الدعم والأسلحة الحديثة، وذكر أن “الرسالة الأساسية ستكون: المزيد من الدعم والمزيد من الدعم المتطور وأسلحة أثقل والمزيد من الأسلحة الحديثة».
ولم يشِر إلى ما إذا كانت هناك أي إعلانات بشأن الاتفاق الخاص بدبابات ليوبارد 2، ومنح كييف المزيد من الأسلحة الحديثة والقوية التي طلبتها مراراً، وقد يكون يرمي إلى تعهد لندن بإرسال 14 دبابة قتالية من طراز تشالنجر2، وأضاف أن “إرسال الأسلحة هو الطريق نحو السلام في هذه الحالة، وأن السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق سلام هو إقناع بوتين بأنه غير قادر على الانتصار في المعركة».

واجب أخلاقي
وحسب تقارير إخبارية، تقول أوكرانيا التي تعتمد اعتماداً أساسياً على دبابات تعود إلى الحقبة السوفيتية من طراز (تي-72)، إن الدبابات الجديدة ستمنح قواتها البرية قدرة أكبر على الحركة والحماية قبل هجوم روسي كبير متوقع، بالإضافة إلى مساعدتها على استعادة السيطرة على بعض أراضيها.
وفي لقاء له مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن بلاده تخطط لتزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الصنع (باتريوت)، وهو ما تعهدت به الولايات المتحدة وألمانيا أيضاً.

وأكدت بريطانيا الثلاثاء، أن قرارها تزويد أوكرانيا بالدبابات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا هو “واجب أخلاقي”، وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعلن السبت الماضي، أن حكومته ستسلّم خلال الأسابيع المقبلة 14 دبابة من طراز “تشالنجر2” لأوكرانيا.
وبرّر وزير الخارجية جيمس كليفرلي قـــرار بلاده إرسال دبابات إلى أوكرانيا، من أجل مساعدتها على صد الهجوم الروسي في شرق البلاد وجنوبها، وقال:
“إذا كان بوتين يعتقد أن العالم سوف يسلّم بتعب أوكرانيا ويفقد الإرادة لمقاومة طموحاته، فإن هذا سيكون سوء تقدير هائلاً آخر من جانبه».