سكوت مورتون تتخلى عن منصب مهم في الاتحاد الأوروبي

سكوت مورتون تتخلى عن منصب مهم في الاتحاد الأوروبي

بعد جدل استمر أسبوعا وشكوك عبر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تخلت الخبيرة الاقتصادية الأميركية فيونا سكوت مورتون عن منصب مهم في الاتحاد الأوروبي لتنظيم أنشطة مجموعات التكنولوجيا العملاقة. وكتبت المفوضة الأوروبية مارغريت فيستاغر في تغريدة على تويتر الأربعاء “أبلغتني فيونا سكوت مورتون بقرارها عدم قبول منصب كبير الاقتصاديين لشؤون المنافسة. أقبل ذلك بأسف». أثار تعيين سكوت مورتون في المنصب استياء فرنسا خصوصا وعدد كبير من النواب الأوروبيين. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن تعيين سكوت مورتون “يثير تساؤلات».
 
وكتبت فيونا سكوت مورتون في رسالتها إلى فيستاغر “نظرا للجدل السياسي الناجم عن اختيار شخص غير أوروبي لشغل هذا المنصب، وأهمية حصول الإدارة العامة (للمنافسة) على الدعم الكامل من الاتحاد الأوروبي ... رأيت أن من الأفضل بالنسبة لي الانسحاب».
والإدارة العامة للمنافسة مكلفة التأكد من حسن سير المنافسة في الاتحاد الأوروبي والتحقيق خصوصا في انتهاكات الموقع المهيمن لمجموعات التكنولوجيا الكبرى التي أفضت إلى فرض غرامات كبيرة على هذه الشركات في السنوات الأخيرة.
 
أدلى الرئيس الفرنسي الثلاثاء بتصريحه قبل جلسة للبرلمان الأوروبي للاستماع إلى فيستاغر التي دافعت عن هذا التعيين.
وقالت فيستاغر “حاولت توظيف أفضل شخص ممكن لهذه الوظيفة”، مشددة على أن المنصب استشاري ولا يسمح باتخاذ قرارات. وصرح إيمانويل ماكرون الثلاثاء “إذا لم يكن لدينا باحث (أوروبي) من هذا المستوى ليتم توظيفه من قبل المفوضية فهذا يعني أن لدينا مشكلة كبيرة جدًا مع جميع الأنظمة الأكاديمية الأوروبية».
 
وأشار الرئيس الفرنسي إلى غياب “المعاملة بالمثل” من جانب الولايات المتحدة والصين في تعيين أوروبيين في مناصب “في صلب قراراتهم». وأثار تعيين سكوت مورتون استياء بعض أعضاء البرلمان الأوروبي. ولكن المفوضية الأوروبية تجاهلت موقفهم وكذلك طلب الحكومة الفرنسية إلغاء تعيين أستاذة الاقتصاد في جامعة ييل المرموقة. غير أن المفوضية الأوروبية كانت منقسمة بشأن المسألة. وذكر مسؤول كبير في مقر الاتحاد أن خمسة مفوضين هم الإسباني جوزيب بوريل والفرنسي تياري بريتون والبرتغالية إليسا فيريرا والإيطالي باولو جينتيلوني واللوكسمبورغي نيكولاس شميت، وجهوا رسالة إلى فون دير لايين، مطالبين بإعادة النظر في هذا التعيين. وعبر المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته عن أسفه لغياب النقاش والشفافية.

وقال “عند الاختيار لم يكن واضحا أن المرشحة للمنصب أميركية ويحتمل أن يحصل تضارب في المصالح». وأشار نواب إلى مناصب سكوت مورتون السابقة من رئيسة للتحليل الاقتصادي في قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأميركية بين 2011 و2012 إلى مستشارة لمجموعات كبرى للتكنولوجيا مثل أمازون وآبل ومايكروسوفت، متحدثين عن إمكانية حدوث تضارب في المصالح وخطر تدخل من واشنطن في قرارات الاتحاد الأوروبي. وقال الرئيس الفرنسي إنه يكن “احتراما كبيرا” للخبيرة الأميركية. وأضاف أنها “عملت لدى عدد كبير من الشركات ويجب أن تكون في منأى عن هذه المواقف وهذا ما يجعل مبرر توظيفها غير مجد».