أعلن مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي عن مواصلة سلسلة أعمال السينما العربية المعاصرة “سينمانا” في موسمها الرابع عبر الإنترنت وذلك بالتعاون مع برنامج السينما والإعلام الجديد في جامعتي نيويورك أبوظبي والسوربون أبوظبي. وتأتي “سينمانا” في إطار فعاليات الموسم السادس لمركز الفنون الذي يقام تحت شعار “الجسر”، وستتيح للجماهير فرصة المشاركة في جلسات نقاش تفاعلية حول مواضيع هذه الأفلام من خلال مناقشات مفعمة بالفكر مع صانعي الأفلام. ولتعزيز الشعور بالمشاركة والتفاعل، تتوفر الأفلام للمشاهدة في الوقت الفعلي للجمهور في الإمارات، وستتوفر محادثات الفنانين على قناة مركز الفنون على اليوتيوب. وسيتم عرض الأفلام شهريًا في فبراير ومارس وأبريل.

وفي هذا الصدد، قال إسكندر قبطي أستاذ الفنون المشارك في السينما بجامعة نيويورك أبوظبي: “يسعدنا أن نعرض الأفلام التي نالت استحسان النقاد والحائزة على جوائز والتي ستخلق منصة للحوار المفتوح حول الفن والسينما والقضايا الثقافية والاجتماعية المتنوعة التي سلطت هذه الأفلام الضوء عليها. وندعو الجماهير للانضمام إلى جلسات الحوار الافتراضية بعد العرض للتحدث مع صانعي الأفلام حول موضوعات تشمل تمكين المرأة، والتنمر في المدرسة، وحقوق عاملات المنازل، والحب. «

وستنطلق سلسلة العروض يوم  غدٍ الاثنين 8 فبراير الساعة 7:30 مساءً ابتداءً بفيلم “بين بحرين” للمخرج المصري الأمريكي أنس طلبة. وتدور قصته حول مجتمع مهمش، تبحث فيه الفتاة الريفية زهرة عن الخلاص والانتقام والأمل، حيث أنه، وأثناء زيارة قصيرة إلى قريتها، تعرضت ابنة زهرة لحادث مأساوي. وفي تعليق له، قال المخرج أنس طلبة: “إنه لشرف عظيم لي أن يكون فيلم “بين بحرين” جزءًا من برنامج “سينمانا” إلى جانب مجموعة من أهم وأقوى الأفلام في المنطقة.

وتعتبر هذه فرصة مثالية لإلقاء الضوء على القضايا المهمة التي تمس المجتمع وتعطي أصواتًا لمن لا صوت لهم. «وسيتبعه “ثلاثة أفلام قصيرة” للمخرج الإماراتي عبدالرحمن المدني، يوم  غدٍ الاثنين 8 مارس الساعة 7:30 مساءً. وستبدأ السلسلة الثلاثية مع فيلم “ليمون”، والذي يسلط الضوء على الضغوط التي تتعرض لها المرأة خلال زواجها، حيث تكشف ميثاء سر زوجها وهي تحاول إحياء زواجهما لتخرج علاقتهما من رتابتها. ويليه فيلم “بشكارة”، حيث تكافح مدبرة منزل فلبينية مغتربة للعودة إلى ديارها للاهتمام بابنتها التي تحتضر. أما في قصة “نقافة”، فيحاول أحمد البالغ من العمر 10 سنوات والمعروف في صفه الدراسي باسم “نقافة” “وأيضاً باسم بوجر”؛ مواجهة الترهيب والتنمر المتمثل في شخصية زميله عمر.

ويختتم برنامج العروض فعالياته بعرض فيلم “غزة مونامور” للمخرجين الفلسطينيين عرب وطرزان أبو ناصر يوم الاثنين 19 أبريل الساعة 7:30 مساءً، حيث يغير اكتشاف تمثال قديم حياة صياد إلى الأبد وهو يخطو خطوة أولى نحو المرأة التي يحبها.

من جانبه قال كليو شافنو الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بجامعة السوربون أبوظبي: “في هذا الوقت من الزمن الذي يسوده العزلة وعدم اليقين، تعتبر السينما من أهم السبل التي تساهم في تقريب الناس من بعضهم البعض. ويسعدنا أن نقدم أفلام رائعة من مصر وفلسطين، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام إماراتية قصيرة، والتي ستؤدي إلى محادثات مثيرة وممتعة مع صانعي الأفلام والضيوف المميزين «.
من جهتها، قالت ريم صالح، المدير المشارك لشؤون العلاقات الخارجية والشراكات في مركز الفنون بجامعة نيويورك، والتي أخرجت فيلم “الجمعية” الذي تم عرضه في سينمانا في عام 2019 ونال استحسان النقاد: “تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ثروة من صانعي الأفلام الشباب الموهوبين والذي تعكس أعمالهم الطبيعة المعقدة والمتنوعة والمضطربة والجميلة لمنطقتنا.

ونفخر بعرض هذه الأفلام الطموحة أمام جمهور متنوع ومتفاعل في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمستعد للدخول في عالمنا وعيش تجربة من التأثر والتحدي من خلال عروضنا. وسنستمر بإلتزامنا في توفير منصة تخلق إحساساً بالتواصل بين أفراد المجتمع، حتى لو كان ذلك افتراضياً.»
ولطالما عرضت سينمانا مجموعة متنوعة من الأفلام الإقليمية ذات مستوى عالمي وجودة عالية، حيث ترشح اثنان من عروض الخريف الماضي إلى جوائز الأوسكار. وقد عرضت سينمانا خلال المواسم الثلاثة الماضية 21 من الأفلام البارزة ومنها الحائزة على جوائز، بما في ذلك “ستموت في العشرين” للمخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلاء؛ و”لما شفتك” للمخرجة والشاعرة الفلسطينية آن ماري جاسر. و”سيدة البحر” للمخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين؛ و”الجمعية” من إخراج ريم صالح.