محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
سلطان القاسمي يشهد حفل تخريج الدفعة الـ2 من أكاديمية الشارقة للنقل البحري
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس أكاديمية الشارقة للنقل البحري، صباح أمس حفل تخريج الدفعة الثانية من طلبة الأكاديمية وعددهم 23 خريجاً وخريجة وذلك على مسرح الأكاديمية بمدينة خورفكان.
وهنأ صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمة بهذه المناسبة، آباء وأمهات وأولياء أمور الخريجين والخريجات وقال : “ فرحتكم اليوم بأبنائكم وبناتكم يوازيها فرحتنا بإسداء العلم النافع إلى زهرات قلوبكم ونحن لا نفخر فقط بالخريجين والخريجات، وإنما نفخر بالآباء والأمهات الذين بثوا الثقة في نفوس أبنائهم وبناتهم فالأكاديمية المتخصصة في النقل البحري ليست كأي أكاديمية أو جامعة، لأن خريجي الجامعة لا يتعدون المكاتب والأدراج التي يتعلمون عليها لكن هؤلاء الطلبة والطالبات عِلمَهم في أعماق البحار، وعِلمهم في آخر الدنيا، فكم ستصبر هذه الأم وكم سيصبر هذا الأب عن أبنائه وبناته”.
وتناول صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للنقل البحري الجهد الكبير الذي بذله الطلبة والطالبات خلال التدريب العملي مشيراً إلى أنهم لم يتلقوا أي شكوى من هذه الدفعة على وجه الخصوص وهم في أعالي البحار، أو في مضايق المداخل البحرية، وقال سموه : “ نحن كنا معهم بدعائنا وبمثابرتنا بالوسائل التي نطلبها من تلك المؤسسات لأننا نضعهم في سُفنٍ بين عُمالٍ وسهرٍ ومخاطر ومع ذلك كانوا عند حُسن الظن بهم”.
وأشار سموه إلى أن إنجاز التدريب العملي للطلبة الخريجين في الأكاديمية أكبر مكسب وأكبر دافع لسموه شخصياً لأنه كان واثقاً من نجاح أبنائه وبناته في اجتياز كل التحديات والصعوبات أثناء التدريبات العملية في أعماق البحار البعيدة، وذلك لجودة البرامج المقدمة في الأكاديمية وقال : “ كثيرٌ من الناس يخاف حتى من صوت الموج، فما بالك بهذه الزهرات الصغيرات، قلوبنا معهن وقلوبنا مع أبنائنا في كل تدريب نقول إن هؤلاء الخريجين منحوا علما نافعا وثقة في النفس من خلال الأساتذة في الأكاديمية وإدارتها، حتى وصلوا إلى هذا المستوى هنيئاً لكم ولنا بأبنائكم وبناتكم وبأكاديميتنا التي تصل الآن إلى أعلى مستوى في العالم ”.
وتطرق سموه إلى المستوى الباهر لخريجي الأكاديمية حتى أصبحت كبريات الشركات في المجال البحري تفتخر بهم، وقال سموه إن هذا لا يأتي بجرة قلمٍ مني أو بمالٍ نبذله، بل من الأساس لكل منهم، من الأم ومن الأب والمعلمين الكلُ مجتهد والكل يعمل والآن سيتم إضافة برامج الدراسات العليا في الأكاديمية من درجات الماجستير والدكتوراة.
وأعرب سموه عن فخرهم بترحيب الأكاديمية بفتح أبواب التعاون العلمي مع دول العالم حيث تم اعتماد شهادات الأكاديمية مما لا يقل عن 10 من المؤسسات العالمية لذا أصبح كثير من الدول تطلب أن يتم تدريب طلبتها في الأكاديمية، والباب مفتوح لكل الناس من الشرق والغرب وأفريقيا، وهذا ما يزيد من سمعة مدن المنطقة الشرقية خورفكان وكلباء ودبا الحصن وسبق أن تم الاحتفال بالأكاديمية في مؤتمر البحار في جمهورية فرنسا والكل يريد أن يتعاون معها ويتعلم.
ونوه صاحب السمو حاكم الشارقة بالتطور الكبير في جميع المستويات في إمارة الشارقة وارتباطها بالعلم والمعرفة في مناطقها كافة وهو ما ينعكس في الإنتاج العلمي والعملي والإسهام في حياة المجتمع وقال إن هذا الرقيّ في المستوى مكسبُ من مكاسب الحياة.
كان حفل التخريج قد استهل بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ودخول موكب الخريجين والخريجات إلى منصة التخريج.
ألقى بعدها الدكتور هاشم عبد الله بن سرحان الزعابي مدير أكاديمية الشارقة للنقل البحري، كلمةً قدم فيها التهنئة إلى صاحب السمو حاكم الشارقة بمناسبة تخريج الدفعة الثانية من طلبة الأكاديمية التي تجسّد استمرار مسيرة التميز والريادة، التي تأسست عليها الأكاديمية.
وتناول الرؤية الثاقبة لسموه منذ انطلاقة هذا المشروع الأكاديمي الرائد، والذي يهدف إلى إرساء دعائم تعليم بحري متميز، يواكب متطلبات العصر، ويسهم في تأهيل كوادر وطنية قادرة على دعم القطاع البحري واللوجستي، محلياً وإقليمياً، إلى جانب الحرص على تطوير البرامج الأكاديمية والتدريبية، وترسيخ مبادئ الجودة المؤسسية، وتعزيز شراكاتها المحلية والدولية، وتوسيع نطاق التدريب البحري، بما يواكب المعايير المتغيرة، ويعزز فرص خريجيها في سوق العمل.
وأشار الزعابي إلى اهتمام صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للنقل البحري بتنمية اهتمامات الطلبة وتطوير شخصياتهم في جميع الجوانب خلال فترة دراستهم . وقال : “ ما نحتفي به اليوم ليس مجرد مناسبة تخرج، بل ثمرة غرس صاحب السمو حاكم الشارقة المبارك، فسموه من غرس الثقة في نفوس هؤلاء الطلاب، وهيأ لهم بيئة تعليمية وتدريبية محفزة، وأضاء لهم طريق التميز وكان سموه الملهم الأول لهم، يوجّه، ويتابع، ويحرص على أن يتلقى الطالب والطالبة من الأكاديمية ما يتجاوز المعرفة إلى بناء الشخصية وهذه الدفعة من الخريجين والخريجات خير شاهد على عمق رؤية سموه، وصدق إيمانه وتأكيده الدائم على أن بناء الإنسان هو أول طريق لبناء الأوطان وأن التعليم هو طريق الريادة”.
ووجه الزعابي رسالة إلى الخريجين والخريجات، قال فيها : “ إن ما أنجزتموه اليوم هو ثمرة سنوات من الجهد والانضباط، ودليل واضح على جاهزيتكم للانتقال إلى المرحلة المقبلة، مرحلة العمل والمساهمة الفاعلة في تطوير قطاع النقل البحري بدولتنا الحبيبة أدعوكم إلى أن تجعلوا من هذا التخرج انطلاقة نحو مستقبل يزخر بالمسؤولية والنجاح، ولتكن خطواتكم القادمة عنوانا لما تعلمتموه في أكاديمية أراد لها مؤسسها أن تكون رائدة في إعداد الكوادر البحرية المتمكنة ”.
وقدّم مدير أكاديمية الشارقة للنقل البحري في ختام كلمته الشكر والتقدير إلى أولياء أمور الخريجين والخريجات الذين كان دعمهم عنصراً أساسيا في هذا النجاح منذ اليوم الأول، وحتى وصول أبنائهم إلى منصة التخرج وتلك اللحظة المميزة، وإلى أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، لما بذلوه من جهود مخلصة في الفترة الماضية، لإعداد هذه النخبة المتميزة من الخريجين، الذين نفخر بهم جميعا، كدفعة جديدة تواصل مسيرة الأكاديمية نحو التميز والريادة.
وألقت الخريجة طيف الرئيسي كلمة بالنيابة عن الخريجين والخريجات قدمت فيها الشكر والامتنان إلى صاحب السمو رئيس الأكاديمية على رعاية سموه للتعليم والحرص على إعداد وتأهيل الطلبة وفق أعلى درجات العلم والتخصصية، وقالت : “ لقد منحتمونا، سموكم، بحكمتكم، أكاديميةً لم تُخرّج عقولاً فحسب، بل غرستم فينا القيم، والهوية، والانتماء علمتمونا أن المعرفة مسؤولية، وأن الرجوع إلى الوطن ليس نهاية الرحلة، بل بدايتها ومن هذا اليوم، نقسم أن نحمل راية الإمارات فوق كل سفينة، وفي كل ميناء بشرف، وبعلم، وبولاءٍ لا يساوم ”.
وأشارت إلى رؤية سموه الثاقبة في التربية والحث على حبّ العلم وتشجيعه على طلب المعرفة في التخصصات كافة وقالت : “لسنا اليوم مجرد خريجين، بل صفحة من رؤيتكم، وامتداد لحلم خططتم له بحكمة، وغذيتموه بالإيمان هذا الصرح البحري، الذي شيدتم سموكم أركانه، لم يكن مجرد معبر نحو وظيفة، بل منصة تنطلق منها الطموحات نحو المستقبل لقد تعلمنا أن البحر ليس مجرد مجال نبحر فيه، بل أمانة نؤتمن عليها، وراية نرفعها فخراً في سماء الإمارات وسنبقى أوفياء للمرسى الذي انطلقنا منه أكاديمية الشارقة للنقل البحري ”.
وقدمت الرئيسي الشكر والتقدير إلى أساتذتهم الذين بذلوا الكثير وقدموا التوجيه والإرشاد والعلم، وكانوا شراعا في وقت التيه، ومجدافاً حين هدأت الرياح، ولأولياء أمور الطلبة الذين مثّلوا الميناء الأول، والدافع الأكبر لأبنائهم وبناتهم حتى لحظة التخرج.
وهنأت زملاءها وزميلاتها من الخريجين والخريجات على النجاح والتفوق والعزم على مواصلة طريق المعرفة، متمنية لهم التوفيق في حياتهم المقبلة وقالت : “ نحن لا نُبحر بعيداً عن وطنناً بل من أجله ونحن بهذا التخرج لا نختم فصلاً، بل نبدأ مجداً جديداً”.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتسليم الشهادات إلى 23 خريجاً وخريجة من برنامجي البكالوريوس في تكنولوجيا الهندسة البحرية، والنقل البحري، مهنئاً إياهم بالنجاح والتفوق ومتمنياً لهم التوفيق والسداد في مستقبل حياتهم العملية.
حضر حفل التخريج إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من الشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة بمدينة خورفكان، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية، وأعضاء مجلس أمناء الأكاديمية وجمع من أهالي الخريجين.