رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
قد تصبح أول امرأة تقود اليابان
سناء تاكايشي: القومية المتطرفة ذات الأنياب الطويلة...!
برزت الرئيسة الجديدة للبرنامج السياسي لليمين المحافظ الحاكم بخطبها التحريفية. ويراها كثيرون على أنها دمية في يد رئيس الوزراء السابق شينزو آبي.
بوجود 18 بالمائة من المرشحات، من غير المرجح أن تؤدي الانتخابات التشريعية في 31 أكتوبر في اليابان إلى تحسين التناصف في البرلمان الياباني.
وهذا لا يكفي لإزعاج سناء تاكايشي، الرئيسة الجديدة للبرنامج السياسي للحزب اليميني المحافظ الحاكم، الحزب الليبرالي الديمقراطي، وهو موقع استراتيجي للغاية. إن ممثلة نارا (الغرب) المنتخبة، تدافع عن النموذج التقليدي: المرأة ربة بيت، والزوج في خدمة المجد الصناعي للأرخبيل.
هذه الصديقة المقربة لرئيس الوزراء السابق شينزو آبي، هي أيضًا قومية متطرفة: بالنسبة للانتخابات القادمة، فإنها تصر على مضاعفة الميزانية العسكرية لليابان في مواجهة التهديدات الصينية والكورية الشمالية.
ومثل مرشدها، صعدت هذه المرأة، 60 عامًا، في الرتب داخل حزبها بفضل مواقفها المتطرفة والتحريفية: إنكار جرائم الجيش الإمبراطوري الياباني خلال الحرب العالمية الثانية، ورفض أي فكرة عن الاعتذار، والدفاع عن الزيارات المنتظمة إلى ضريح ياسوكوني، حيث ينام مجرمو الحرب اليابانيون. بل أن تاكايتشي أشادت عام 1994 بكتاب يوشيو أوجاي، وهو أيضًا من الحزب الليبرالي الديمقراطي، بعنوان: الاستراتيجية الانتخابية لهتلر: انجيل الفوز في الانتخابات الحديثة. وعام 2011، التقطت صورة صحبة كازوناري يامادا، رئيس مجموعة صغيرة من النازيين الجدد، الحزب القومي-الاشتراكي للعمال اليابانيين.
السيطرة على رئيس
الوزراء الجديد
ومع ذلك، لا شيء يعيق في السياسة اليابانية، بل على العكس تماما، عيّنها شينزو آبي وزيرة منذ ولايته الأولى 2006-2007. وخلال الفترة الثانية (من 2012 إلى 2020)، عهد إليها بملف الإدارة العامة والاتصالات، وكانت قد هددت بسحب تراخيص البث من القنوات التلفزيونية التي تنتقد الحكومة.
عام 2021، دفعها آبي لخوض السباق على رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي. وبعد الحصول على نتيجة مشرفة، تسمح لها الوظيفة التي حصلت عليها أخيرًا، بالترويج لأفكارها وخاصة أفكار شينزو آبي، الذي عيّن أتباعه في مناصب رئيسية، فقط لمراقبة والسيطرة على رئيس الوزراء الجديد، فوميو كيشيدا، الذي يشعر بالقلق منه.
في الواقع، يعكس خطاب تاكايتشي بالخصوص “انتهازية شخص لا يملك رؤية حقيقية”، يرى كويشي ناكانو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صوفيا في طوكيو.
أفكار «نيبون كايجي»
يرى الكثيرون فيها، ومنهم رئيس الوزراء السابق شينزو ابي، ناشطة مخلصة للقيم القومية التي يدافع عنها، ويحاول الترويج لها، “نيبون كايجي” وهو لوبي يميني متطرف غامض.
«إنها عضو قديم ومقنع في هذه المنظمة. تروّج في خطابها، لجميع الموضوعات الرئيسية لنيبون كايجي “، يوضح تييري جوثمان، الأستاذ بكلية العلوم الإنسانية في جامعة مي، ومؤلف كتاب” نيبون كايجي أو حيوية القومية السياسية في اليابان المعاصرة».
وُلـــــــــدت هذه المنظمـة الســــــــياســـــية، التي تضـــــــم أكثر من 30 ألــــــف عضـــــــو في الأرخبيل، في أواخر التسعينات من إعادة توحيد هيكلين توأمــين ســــــابقين يجمعان من جانب، نشــــــــطاء لإعـــــــــــادة تسليح اليابان، ومن الجانب الاخر، مدافعون عن قيــــــم الأســـــلاف الدينية.
وبتوزّع شبكاتها في جميع محافظات البلاد، تنشر المنظمة بنشاط قيمها ومشاريعها السياسية لدى البرلمانيين في طوكيو.
وهكذا يتدافع نواب الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى اجتماعات مجموعة النقاش البرلمانية المرتبطة بالمنظمة. و”يمكن أن يكون هذا بدافع القرب الأيديولوجي، ولكن في الغالب بانتهازية”، يلاحظ الباحث.
مراجعة الدستور
وترسيخ القيم الموروثة
هذا اللوبي، الذي يغازل التحريفية، يريد وضع حد لثقافة التوبة والاعتذار التي تبنتها معظم الحكومات اليابانية منذ الحرب العالمية الثانية، وإعادة “الاعتزاز” للأمة، خاصة في الكتب المدرسية. وهكذا، تؤكد سناء تاكايشي أن الفظائع التي ارتكبها الجيش الإمبراطوري الياباني في بقية آسيا بالغ فيها أعداء طوكيو عن قصد، ومن ثم تم دمجها بشكل مكثف في اللاوعي الجماعي للأمة.
مشيرة إلى “التهديد الصيني” في كل خطاب، تقترح المسؤولة المنتخبة، مثل نيبون كايجي، إعادة بناء القدرات العسكرية للبلاد بسرعة وخاصة تجهيز الجيش بالصواريخ الهجومية. مبادرة من شأنها أن تجبر اليابان على تعديل دستورها السلمي، وخاصة المادة 9، التي ترفض فيها طوكيو اللجوء إلى الحرب.
سناء تاكايشي، مثل اللوبي أيضا، معادية لأي مراجعة للقيم العائلية الموروثة، حيث تستبعد الحركة الزواج للجميع، وترفض السماح للمرأة بالاحتفاظ بلقبها قبل الزواج، وتهاجم فكرة الولادة خارج إطار الزواج، وتقاتل من أجل استمرار حيازة العرش الإمبراطوري الياباني من الأب إلى الابن فقط. ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستسمح لها يومًا ما بأن تصبح أول امرأة تقود البلاد.