سياتل تايمز: ترامب...لسنا في حاجة إليك!

سياتل تايمز: ترامب...لسنا في حاجة إليك!


وقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمام قلة من المخلصين، وكأنه معجزة زمانه، وحاول أن يشعل حماسهم بأسلوبه الذي عفا عليه الزمن.
استرجع أحداثاً، لم تحدث، وبالغ في مسيرته السياسية القصيرة التي حفلت بالأخطاء والجدل. وتوسل أتباعه ليلتفتوا إليه ويصرفوا انتباههم عن سواه.
هكذا علقت صحيفة “سياتل تايمز” الأمريكية في افتتاحيتها على إعلان ترامب ترشحه للرئاسة، وقالت: “في فعالية  في نادي مار آ لاغو في بالم بيتش بفلوريدا، أعلن دونالد ترامب الذي كان وبالاً على السياسة الأمريكية ومصدرَ حرج للحزب الجمهوري، نيته منح الناس مزيداً مما يريدون، وإعطاء السواد الأعظم منهم جرعة إضافية مما حاولوا نسيانه: أربعة أعوام أخرى يترأس فيها الولايات المتحدة الأمريكية».
يعتقد كبير المشككين في الانتخابات الرئاسية السابقة أنه يُحكم قبضته على الحزب الجمهوري  لدرجة أنه لا مرشح، ولا مسؤولاً مُنتخباً، ولا ناخبين سيحرمون الرئيس الخامس والأربعين من امتياز أن يصبح السابع والأربعين.

تهديد وجودي
وفي رأي الافتتاحية، فإن من شأن ذلك أن يُحيي تهديداً وجودياً للديمقراطية الأمريكية. إذ يمكن لترامب إذا أعيد انتخابه أن يستغل مؤسسات الدولة مثل وزارة العدل ليشن هجوماً على خصومه. فقد دعا إلى هجوم 6 يناير (كانون الثاني) على مبنى الكونغرس الأمريكي، ولم يحرك ساكناً ليوقفه.
وأكدت الافتتاحية ضرورة ألا يمنحه الحزب الديمقراطي والناخبين فرصةً ثانية، مضيفة “عادةً، عندما يطلب أحدهم فرصة ثانية، فإننا نلمس فيه نزوعاً إلى التوبة. غير أن ترامب يعتقد أننا في حاجة إليه. خبر عاجل لترامب، لا، لسنا في حاجة إليك».

شقاق وتعصب
ومضت الصحيفة تقول: “لا داعي أن نُعدد الأسباب التي تُؤكد أن أمريكا ليست في حاجة إلى مزيد من الشقاق، والتعصب، وكراهية النساء، والفساد وانعدام الكفاءة، والجشع، والفضائح في البيت الأبيض. ولكن، لنبدأ بالرئيس الذي عدَّ المتعصبين البيض في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا “صالحين”، وصولاً إلى طريقة وزارة العدل في التحقيقات في احتفاظ الرئيس بوثائق أمريكية بالغة الأهمية في مسكنه بفلوريدا».
إن ترامب بطبيعة الحال، والكلام للافتتاحية “ليس أهلاً لتولي منصب الرئيس، بالضبط كما لم يكن أهلاً له في 2016، وهو أكثر افتقاراً للأهلية الآن. وأدرك الناخبون ذلك أخيراً في 2020».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضَ الناخبون تأييد ترامب مجدداً إذا قالوا “لا” لعددٍ كبير من المرشحين الجمهوريين الذين أشادوا به وأثنوا عليه، ونبذوا غيرهم من المرشحين المغمورين الذين أمسوا ضحايا لمجرد أنهم لطخوا أسماءهم بالانتساب إلى الحزب الجمهوري.
وفي الدائرة الانتخابية الثامنة في واشنطن العاصمة، مُني المحامي الجمهوري مات لاركين بهزيمة منكرة على يد الديمقراطية كيم شرير. وخسر المُرشح جو كِنت الذي أيده ترامب أمام الديموقراطية ماري غليسنكامب بيريز في الدائرة الانتخابية الثالثة.

البحث عن بديل
وقالت الافتتاحية: “سيتعلم الحزب الجمهوري في واشنطن من الانتخابات العامة أن الناخبين تحللوا من تعلقهم بترامب، ويتعطشون لبديلٍ جديد ومُنتج وحضاري».
وقال رئيس الحزب الجمهوري في ولاية واشنطن كيليب هايمليش: “علينا أن نتحدث مع الناخبين. كانوا منفتحين على رسالة الحزب عن التضخم والجريمة. وإننا نفحص بدقة الهزائم التي منينا بها، واستطلاعَ رأي للناخبين. سنحاول معرفة ما نحتاج إليه للفوز بأصوات الناخبين في 2024».
وأضاف هايمليش أن ما سيحرص عليه الحزب الجمهوري في واشنطن هو ألا يتورط في دعم ترامب أو نبذه بصفته مُرشحاً للحزب. وتابع “يفترض أن تكون عملية مُنصفة، علينا أن نسمح بحوار، وأن نلتزم بإرادة الناخبين في شتى أرجاء البلاد».
ومع ذلك، لم ينتظر الحزب في الولاية للتعرف على إرادة الناخبين في الدائرة الانتخابية الثالثة قبل أن يبادر إلى تعنيف خايمي هيريرا بويتلر المنتهية ولايتها بسبب تصويتها على عزل ترامب في في الهجوم على مقر الكونغرس الأمريكي، وأطاحَ بها كِنت، من سباق الانتخابات التمهيدية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “على مسؤولي الحزب أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يواصل ترامب جهوده لتسديد طعنة إلى قلب الحزب. عليهم أن يهتفوا بالحق من أجل الأمة كلها».