جامعة الإمارات تواصل صدارتها وطنياً وترتقي في موقعها العالمي ضمن تصنيف QS للاستدامة 2026
سيف بن زايد يشهد حفل تخريج دفعة «صُنّاع المستقبل» 2025 في جامعة زايد
شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حفل تخريج دفعة عام (2025) من طلبة جامعة زايد «صُنّاع المستقبل»، الذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث شهد سموه تخريج (334) من الحاصلين على مرتبة الشرف في البكالوريوس والماجستير، إلى جانب خريجي الدراسات العليا الماجستير ضمن (2088) خريجاً وخريجة من فرعي الجامعة في أبوظبي ودبي.
وأعرب سموه عن خالص تهانيه للخريجين والخريجات، متمنياً لهم مستقبلاً مشرقاً، ودعا سموه أبناءه الطلبة إلى توظيف ما اكتسبوه من علم ومعرفة في دعم مسيرة التنمية في دولة الإمارات، والمساهمة في تحقيق رؤى القيادة الرشيدة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً.
حضر الحفل، الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام، معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع ورئيسة مجلس أمناء جامعة زايد، ومعالي سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، وعدد من أعضاء مجلس أمناء الجامعة، وكبار الشخصيات، وأولياء أمور الخريجين.
وتُعد هذه الدفعة الـ(24) من الخريجات، والـ(14) من الخريجين، من 8 كليات هي: كلية الإدارة، وكلية علوم الاتصال والإعلام، وكلية الدراسات متداخلة التخصصات، وكلية الابتكار التقني، وكلية التربية، وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكلية العلوم الطبيعية والصحية، وكلية الفنون والصناعات الإبداعية، بالإضافة إلى برامج الدراسات العليا.
وضمت دفعة هذا العام (1732) خريجة، و(310) خريجين على مستوى مرحلة البكالوريوس، إلى جانب (46) خريجًا وخريجة في برامج الدراسات العليا، ليصل إجمالي عدد الخريجين إلى (2088)، كما نال (317) طالبًا وطالبة مرتبة الشرف في برامج البكالوريوس والماجستير، بما يمثل (15%) من إجمالي الدفعة.
من جانبها، هنأت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، الخريجين وأسرهم، مؤكدة أن لحظات التخرج تمثل بداية جديدة في مسيرة الحياة، وقالت مخاطبةً الخريجين والخريجات: " لقد أثبتم خلال سنواتكم في جامعة زايد أنكم جيل يمتلك القدرة على التعلم العميق والتفكير المسؤول وصناعة الخيارات التي تعكس وعيًا وهدفاً راسخاً، وأن ما تحملونه من مبادئ ومعرفة سيكون الأساس الذي تُبنى عليه خطواتكم المقبلة".
وأضافت: "مع هذه المعرفة، عليكم التحلي بما نسميه المنهج الخفي؛ المنهج الذي لا يقاس بالمعدل الأكاديمي بل بالأثر الطيب الذي يتركه الإنسان خلفه، منهج المسؤولية والشجاعة والصدق والأمانة والالتزام، فهي دروس لا تُدرَّس في القاعات ولا تُقاس بالدرجات، لكنها تُختبر في تفاصيل الحياة اليومية؛ في صبر يظهر في قراراتكم، ورحمة تتجلى في علاقاتكم، وأمانة تنعكس في اختياراتكم، وتواضع يبرز في قيادتكم، ووفاء يسمو في خدمتكم لوطنكم، هذا هو المنهج الذي يرافقكم إلى المستقبل".
وثمّنت معاليها الدور العظيم الذي بذله وقام به أولياء أمور الطلبة الخريجين، مشيدةً بعطائهم اللامحدود وجهودهم الصادقة التي كانت الركيزة الأساسية لوصول أبنائهم إلى هذه المرحلة المفصلية من حياتهم، وانطلاقتهم نحو آفاق واسعة من التميز والنجاح.
وأكدت معاليها أن أهالي الخريجين هم الأبطال الحقيقيون لهذا الإنجاز، ونجوم هذه اللحظات الرائعة المفعمة بالفخر والانتماء، وأن رحلتهم مع أبنائهم طوال السنوات الماضية كانت مليئة بالحب، والصبر، والإيمان العميق بقدرات أبنائهم، وهو ما شكّل "المنهج الخفي" الذي أسّس لمسيرة بناءٍ طويلة، تُوّجت اليوم بثمارٍ يانعة من العلم والمعرفة.
ووجهت معاليها أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لأولياء الأمور، قائلة: " اليوم نحتفي بثمرة عطائكم الممتد عبر سنوات، تلك الجهود التي تجسدت في تخريج طلبة متميزين، متسلحين بالعلم، ومزودين بالمهارات التي تؤهلهم لتحقيق أحلامهم، وخدمة وطنهم بكل فخر واعتزاز".
وأضافت: "حرصت الجامعة على أن تهيئ لكم بيئة تدعم المهارات، وتمنحكم الأدوات التي تعينكم على اتخاذ قرارات تستند إلى النزاهة والالتزام، وتُعلي من قيمة العمل الجاد، وها أنتم اليوم تغادرونها وأنتم أكثر استعدادًا لخدمة وطنكم، والمساهمة في نهضته، والسعي نحو إنجازات تعكس أصالة القيم التي تربّيتم عليها، ومن هنا، فإن نجاحكم في السنوات المقبلة لن يقاس بما تحققونه من ألقاب، بل بما تتركونه من أثر حقيقي، وبما تجسدونه من مسؤولية، وبما تقدمونه للوطن من عطاء يليق بطموحه ورسالته".
بدوره، أعرب الدكتور كيفن هول، مدير جامعة زايد، عن اعتزازه بالخريجين، قائلاً: "أشكركم سلفاً على ما ستقدمونه من عطاء، وعلى الدور الذي ستؤدونه في جعل عالمنا مكاناً أفضل للجميع. نحن فخورون بكم، ووطنكم فخور بكم".
وأضاف أن أمنياته لهم تتلخص في أن يكونوا أقوياء بحكمتهم ومعرفتهم، لا بتعسّف آرائهم، موضحاً أن المعرفة الحقيقية هي تلك التي تُكتسب بالصبر والاجتهاد والعمل المشترك، لا المعرفة السريعة أو السطحية، مؤكداً أن ما تعلموه خلال سنوات الدراسة سيبقى مصدر قوتهم في قراءة المواقف، واتخاذ القرارات المسؤولة، والتصرف بتعاطف ونزاهة.
وشدد على أن المعرفة من دون تفكير قد تضل، ومن دون تعاطف قد تؤذي، ومن دون مسؤولية قد تنحرف عن غاياتها، بينما المعرفة التي يحملها خريجو الجامعة صيغت بالاجتهاد والالتزام، وستكون الأساس لأثرهم الإيجابي في المجتمع وفي مسيرتهم المقبلة.
ويجسد حفل التخرج التزام جامعة زايد المتواصل برعاية قادة المستقبل وتمكينهم من الإسهام في مسيرة التنمية الوطنية، انسجاماً مع مستهدفات «رؤية مئوية الإمارات 2071» وسعي الجامعة الدائم لتطوير منظومة التعليم والابتكار دعماً لمستقبل الدولة.
وتواصل الجامعة من خلال برامجها الأكاديمية ومبادراتها البحثية والمجتمعية ترسيخ نهج يُعلي من قيمة بناء الإنسان القادر على التفاعل مع المتغيرات العالمية، واستيعاب متطلبات الاقتصاد المعرفي، والمشاركة الفاعلة في صياغة حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة.
كما يعكس هذا الإنجاز ثمرة عمل مشترك بين الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية، الذين أسهموا في توفير بيئة تعليمية رائدة تقوم على الجودة والتميز، وترتكز على أساليب تعليم حديثة تواكب التحول الرقمي، وتشجع الطلبة على التفكير النقدي، والابتكار، والبحث العلمي.
وتؤكد الجامعة أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأعمق أثراً في مستقبل الوطن، وأن مخرجاتها تشكل ركيزة أساسية في ازدهار القطاعات الحيوية في الدولة.
وفي هذا السياق، تؤكد جامعة زايد أن دعم الطلبة لا يتوقف عند مرحلة التخرج، بل يمتد ليشمل متابعتهم وتمكينهم في سوق العمل، عبر تعزيز شراكات إستراتيجية مع مؤسسات حكومية وخاصة، وتوفير برامج تدريب نوعية، وإتاحة فرص بحثية وابتكارية تسهم في تعزيز جاهزيتهم للمستقبل، وترسيخ حضورهم المهني في مختلف المجالات.
وهنأت جامعة زايد دفعة عام (2025)، مُعربة عن ثقتها بأنهم سيتركون بصمة مميزة في دولة الإمارات والعالم، ومؤكدة أن الخريجين يحملون من المعرفة والقيم ما يؤهلهم ليكونوا شركاء فاعلين في بناء مجتمع يقوم على الريادة والابتكار، كما شددت الجامعة على أن إنجازات خريجيها، تمثل امتداداً لمسيرتها الأكاديمية ودورها الوطني في إعداد جيل قادر على قيادة التغيير وإحداث الأثر الإيجابي في كل موقع يشغلونه.