جانب غير معروف من شخصيته:

شغف فيليب بـ «التصميم الجيد» رافقه إلى مثواه الأخير...!

شغف فيليب بـ «التصميم الجيد» رافقه إلى مثواه الأخير...!

-- طيلة ستين عامًا، ترأس دوق إدنبرة جوائز التصميم ودعّم المصممين وروّج لإبداعاتهم

  كان الأمير فيليب شغوفًا بالتصميم، الى درجة أنه تخيّل بنفسه السيارة التي أقلّته إلى قبو العائلة في كنيسة سانت جورج، أمس الأول السبت. وقد ساعد الدوق في تصميمها على مدار 16 عاماً وطلب إعادة طلائها باللون الأخضر العسكري، وساعد في تصميم الجزء الخلفي العلوي المفتوح منها.
   لقد لعب اهتمامه بالتصميم، المرتبط بشغفه بالهندسة والعلوم، دورًا لا يمكن إنكاره في تنظيم المهنة، وتطوير تدريس الانضباط في بريطانيا العظمى. عام 1944، أنشأ ونستون تشرشل مجلس التصميم الصناعي لمساعدة البلاد على التعافي من الحرب. وكانت مهمته تعزيز ودعم “بكل الوسائل الممكنة، تحسين تصميم منتجات الصناعة البريطانية».

   بعد خمسة عشر عامًا، أعلنت المؤسسة – أصبحت الآن مجلس التصميم -والأمير فيليب عن ظهور “جائزة دوق أدنبرة للتصميم الأنيق”.
وكان القصد من المبادرة أن تكون نوعًا من “الترياق للتقشف”، مخصصة لمكافأة حلول التصميم الصناعي، “قادرة على حل المشكلات اليومية” والجمالية على حدٍ سواء. وكانت الفائزة الأولى هي ثلاجة صغيرة، لا يزال البريطانيون يعشقونها ويجمعونها.
   وسرعان ما تم التخلي عن المقاربة الأسلوبية في التصميم لصالح إبراز المصممين بدلاً من الأشياء.
 وسيكافئ الإصدار الجديد من “جائزة الأمير فيليب للمصممين” البعد المبتكر لإبداعاتهم، بالإضافة إلى حياتهم المهنية بأكملها أو دورهم في تدريس التصميم.

   تم تكريم المصمم روبن داي بشكل خاص على كرسيه القابل للتكديس بولي بروب عام 1965 (بعد عشر سنوات من اختراع مادة البولي بروبيلين من قبل الإيطالي جوليو ناتا، جائزة نوبل للكيمياء عام 1963). وكان فيليب متحمسًا لإبداع مفهوم القولبة بالحقن: يمكن تصنيع الكرسي في أقل من دقيقتين، وبتكلفة منخفضة جدًا، ويتطلب أداة إنتاج واحدة فقط. تم بيع أكثر من 30 مليون كرسي من مادة البولي بروب فيما بعد في جميع أنحاء العالم.

أمير «التصميم الجيد» و «الأدوات غير القابلة للاستخدام»
  من 1959 إلى 2011، سنة عيد ميلاده التسعين، ترأس دوق إدنبرة كل اجتماعات هيئة التحكيم، وانغمس في الترشيحات، والتقى بالمصممين. ويعتقد فيليب أن المصممين من جميع التخصصات، ساعدوا في تقوية الاقتصاد البريطاني والتأثير على العالم. وهكذا تم تكريم صانعي الخياطة ومصممي الأشياء والمهندسين المعماريين، من فيفيان ويستوود إلى تيرينس كونران ونورمان فوستر وتوماس هيذرويك.

 ومع ذلك، يمكن للمصممين الأقل شهرة جذب انتباه الأمير؛ قام أحيانًا بدعم الطلاب، ومساعدتهم في العثور على تمويل لأبحاثهم أو نماذجهم الأولية.
   بالتوازي مع دوره في مجلس التصميم، أصبح الرئيس الفخري لجمعية المصممين عام 1969. ومن خلال منحها ميثاقًا ملكيًا، فقد دعم بشكل رسمي تطوير مهنة المصمم الصناعي وتأطيرها. لكن التزامه يمكن أن يتجاوز حدود المملكة المتحدة: تأسست “جائزة الأمير فيليب للتصميم الأسترالي” عام 1967.

   لا يمكن أن تكون هناك “جائزة الأمير فيليب للمصممين” بدون الطرف المعني الرئيسي: علق مجلس التصميم الحدث عام 2011.
 وتكريمًا لراعيها الشهير، أعادت جمعية تشارترد للمصممين إطلاق الجائزة عام 2016، مضيفة “جائزة الأمير فيليب لمصممين الطلاب”.
 أسعد هذا الإعلان الأمير فيليب، الذي كان حينها يبلغ من العمر 95 عامًا، ووفيّا لنفسه، لم يختر كلماته: “إن ابتكار المنتجات شيء، لكن الأمر يتطلب مصممين لجعلها سهلة الاستخدام. لا أجرؤ على احتساب عدد الأدوات التي اشتريتها أو التي تم إعطاؤها لي والتي وجدت ببساطة أنها غير صالحة للاستعمال لأنها صعبة الفهم. (...) آمل أن يشجع هذا الطلاب الموهوبين على إدراك قيمة “التصميم الجيد».