رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
صحف عربية : الكاظمي في طهران.. بين نيران الميليشيات وحمى الانتخابات
تحتل زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للجمهورية الإيرانية أهمية كبيرة في الأوساط الأقليمية لاسيما وأنها تتقاطع مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية وللضغط على الميليشيات الشيعية من جهة أمنية وسياسية مع الحفاظ على دور الوسيط واللاعب الإقليمي لخلق توازنات تحفظ للعراق سيطرته وحياده.
وبحسب صحف عربية صادرة أمس الاثنين يسعى الكاظمي من زيارة لطهران لتحقيق مكاسب في ملفات سياسية واقتصادية مختلفة لكنها (الزيارة) ترسم خطوط عريضة طبيعة العلاقات الإيرانية العراقية في مراحل مقبلة أهمها الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في 10 أكتوبر المقبل.
تخوف وحرص
يخشى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بحسب ما ذكرت صحيفة “العرب” اللندنية من أن تقوم الميليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة بأحداث فوضى بالتزامن مع الانتخابات والقيام بعمليات تصفية لمرشحين مستقلين عن الأحزاب التقليدية المسيطرة على المشهد العراقي منذ عام 2003 واتهمت ميليشيات شيعية باستهداف الناشطين بالاختطاف والاغتيال، خصوصاً خلال انتفاضة تشرين التي شارك فيها الملايين من المحتجين الرافضين للطبقة السياسية الحاكمة، ومطالبين بإصلاحات جذرية للعملية السياسية.
وتتزايد الخشية من عمليات تصفية خصوصاً وأن أعداداً كبيرة من المرشحين يقدمون أنفسهم كمستقلين، وهم الفئة الأضعف التي تترقب تحريك المشهد السياسي عند وصولها إلى البرلمان العراقي. وتتزامن التحركات مع دعوات لإحياء ذكرى انتفاضة تشرين وبحسب ما ذكر المتحدث الرسمي باسم تجمع قوى المعارضة باسم الشيخ إن “هذه الدعوة تتوافق مع ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر الوطني العام لقوى المعارضة الذي انعقد في بغداد في الرابع من سبتمبر”، والمؤكدة على أن الاستعدادات جارية بشكل متواصل لإحياء هذه الذكرى في جميع محافظات العراق، داعياً كل الوطنيين والمظلومين والرافضين لمنظومة الفساد التي تمسك بمقاليد السلطة للمشاركة والتعبير عن سخطهم جراء الخراب الذي نتج عن السياسات الفاشلة للقوى التقليدية التي لا تريد الاعتراف بالفشل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكرها أن الكاظمي طلب من إيران خلال زيارته التي وصفها بالمهمة، ألا تسمح للميليشيات بأن تستهدف المرشحين المستقلين”. ويجمع مراقبون سياسيون على أن الملفات التي كانت موضع نقاش بين الكاظمي والقيادة الإيرانية كثيرة ومتشعبة. وعبروا عن توقعهم بأن الكاظمي اطلع على رأي الجانب الإيراني في ما يتعلق بما تخطط له الميليشيات على مستوى التوسع بنفوذها ليشمل مفاصل أساسية في الدولة.
هدنة هشة
من جانبها ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن إعلان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، عن عقد الحكومة العراقية هدنة حتى نهاية العام الحالي مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران، لم يمنع الميليشيات المتغطرسة من محاولة قصف مطار أربيل فجر الأحد بطائرتين مسيرتين اعترضتهما القوات الأمريكية واسقطتهما من دون إصابات بشرية.
ومع أن أياً من الفصائل التي تتولى مثل هذا القصف سواء لأربيل أو مقر السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد أو قاعدة عين الأسد بالأنبار، لم تعلن مسؤوليتها عن مثل هذه الأعمال، فإن أصابع الاتهام باتت توجه إلى الفصائل الموالية لإيران.
لقاءات الأعرجي برفقة وزير الخارجية فؤاد حسين مع ميليشيات “عصائب أهل الحق” في محاولة لتهدئة الأوضاع بين الحكومة والهيئة التنسيقية لما تسمى “فصائل المقاومة”، تمهيداً لتوفير أجواء آمنة للانسحاب الأمريكي من العراق، طبقاً لمخرجات الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي التي عقدت بين الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارة الكاظمي إلى واشنطن نهاية يوليو-تموز الماضي.
وفيما لم تصدر ردود فعل من أي طرف من أطراف الفصائل المسلحة، سواء بتبني العملية أو إعلان البراءة منها، فإن البيانات التي صدرت من الجهات الرسمية والحزبية التي أدانت هذه العملية اكتفت بوصف القائمين بها بأنهم خارجون عن القانون وليسوا إرهابيين.