صحف عربية : جولة بلينكن تنعش آمال السلام

صحف عربية : جولة بلينكن تنعش آمال السلام


حملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط مؤشرات إيجابية عدة، ودينامية جديدة للضغط من أجل إيقاف العنف والتوجه نحو محادثات سلام.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الخميس، استعادت مصر مكانتها الطبيعية في المنطقة وفي أفريقيا، بعد دورها الرائد في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في حين تخشى مصادر من تسميم العلاقات بين عرب إسرائيل ويهودها إثر اشتباكات دارت بينهما مؤخراً.

آمال للسلام
في صحيفة البيان الإماراتية، أشار محمد الرنتيسي إلى أن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حملت مؤشرات إيجابية لوحظت في عديد القضايا بالنسبة للعلاقة الفلسطينية الأمريكية.
وأضاف أن أهمها هي رغبة واشنطن في رفع مستوى هذه العلاقة، من خلال إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والقنصلية الأمريكية في القدس، ومواصلة تقديم الدعم المالي للفلسطينيين، والمساهمة الفاعلة في ملف إعادة إعمار قطاع غزة.
ووفقاً لمسؤولين فلسطينيين، فإن القضايا آنفة الذكر، لها أهمية قصوى، غير أن العبرة تكمن في التنفيذ بلا تأجيل، خصوصاً أن الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، وأن أي تأخير في الحلول، قد يعيد أجواء التصعيد في أي لحظة.
ويرى محللون أن الالتزام بالأعراف والقوانين الدولية، ومعها الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، من شأنها تعبيد الطريق أمام الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية، والعديد من الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع العملية السياسية.

الوساطة المصرية
وبدوره، قال محمد خلفان الصوافي في صحيفة العرب اللندنية “لا يمكن الحديث، أو مجرد تخيّل الحديث، عن استقرار المنطقة العربية دون الكلام عن أهمية الدور المصري، ليس فقط باعتبارها الدولة ذات الثقل الاستراتيجي في العديد من ملفات المنطقة ولديها القدرة على التأثير فيها، وإنما هي واحدة من الدول القليلة التي لديها القدرة على تجاوز الصراعات والتحالفات لصالح كامل المنطقة، وخاصة في ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي المتشعب».
وأضاف أن “نجاح القيادة المصرية في إيقاف الحرب الدائرة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل يؤكد حقيقتين: الأولى أن تلك الإشادات هي رد عملي على من حاول التشكيك في بقاء الدور المصري في المنطقة سواء كانت دولاً أو تنظيمات، وعلى رأس هؤلاء الرئيس جو بايدن نفسه، والحقيقة الثانية، هي موقف قيادة دولة الإمارات وإصرارها على دعم مصر والوقوف بجانبها في منع انتشار الفوضى الأمنية التي أعقبت ثورة 30 يونيو(حزيران)، وتصدت لضغط المنظمات وبعض الدول المؤيدة لتنظيم الإخوان المسلمين، لتستعيد مصر مكانتها ودورها الرائد في المنطقة».
وأوضح الكاتب أنه من طبيعة القيادة الإماراتية في التعامل مع الذين ينتقدون سياساتها ومواقفها عدم التسرع والاستعجال في الحكم عليها، خاصة في ما يتعلق بالمنطقة وتفاصيلها، فالحذر يكون أوجب، وعليه فإن موقف الرئيس بايدن من نجاح المبادرة المصرية هو تأكيد على صدق نوايا دولة الإمارات وصحة رؤيتها في أن مصر القوية مهمة لاستقرار المنطقة وليس للعرب فقط.
وأردف قائلاً “المجتمع الدولي تأكد له اليوم أن ليس كل الأطراف يمكن أن تكون فاعلة في استقرار المنطقة والعالم، وإلا كان الأجدر بمن يحاول تخريب مصر ويهدد استقرار المملكة العربية السعودية أن يقوم بذلك الدور ويوقف حرب غزة وإسرائيل، الحرب التي أحرجت كل دول العالم».

توافق مصري أمريكي
وأما صحيفة الشرق الأوسط، فقد تناولت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة ولقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث أكد الجانبان توافقهما على تثبيت التهدئة في فلسطين، وإطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيساً على المبادرة المصرية.
ووفقاً للبيان المصري، فإن بلينكن ثمّن الجهود المصرية الحثيثة في إطار التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تثبيته، كما أشاد الرئيس المصري بالدعم الأمريكي الكامل لجهود القاهرة. وحسب الصحيفة، اعتبر الرئيس المصري أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبانخراط أمريكي فاعل لعودة الطرفين مجدداً إلى طاولة الحوار، مشدداً على حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار.
كما جدد السيسي التأكيد على موقف بلاده الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.

عرب إسرائيل ويهودها
وفي سياق منفصل، تداولت صحيفة إندبيندنت عربية اتصال الرئيس الإسرائيلي، ريئوفين ريفلين، بمحطة تلفزيونية لكي يتوسل إلى يهود إسرائيل وأقليتها العربية، ألا ينقلب كل طرف منهما على الآخر بسبب الصراع.
وأشارت إلى أنه بعد يومين من النداء الذي أطلقه ريفلين، أشعل محتجون النار في مركز “أكو” المسرحي في مدينة عكا الساحلية، والذي يديره يهود ويعمل على التقريب بين الطائفتين من خلال عروض بالعربية والعبرية.
ودفع هذا التجلي للتوترات القائمة في المجتمع الإسرائيلي منذ ميلاد الدولة عام 1948، بالبعض إلى التساؤل حتى بعد أن هدأت الاشتباكات بين غزة وإسرائيل، عما إذا كان الارتياب الطائفي قد يسمم العلاقات لسنوات مقبلة.
ويرى المسؤول بكنيسة كاثوليكية في حيفا، وديع أبو نصار، أن التوترات بلغت ذروتها يوم 12 مايو(أيار) الجاري، الذي قال إن مجموعة من “الغوغاء” كانت تلوح بأعلام إسرائيلية رجمت فيه ابنته (23 عاماً) بالحجارة، وتحطمت سيارتها في مشاهد صورتها الأسرة من شرفة البيت.
وخلص استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية في القدس إلى ما يدعو للتفاؤل، فقد وجد أن قرابة 60% من الإسرائيليين اليهود يعارضون بشدة العنف الموجه للمواطنين العرب، كما اتفقت آراء 73% من العرب على ضرورة أن يعيش الجانبان في وئام.