صحف عربية: إيران تكرس صورة «الدولة المارقة« في وجه النظام العالمي

صحف عربية: إيران تكرس صورة «الدولة المارقة« في وجه النظام العالمي


من يقرأ الخطاب الإيراني قبل الانتخابات الأخيرة وبعدها يدرك أن مطالبة المفسد بالإصلاح عبث لا طائل منه، فكلهم يخرجون من جلباب خامنئي بالأفكار المتطرفة والتهديدات المستمرة، بل ونشر الفوضى والفساد في كل مكان يصلون إليه؛ لذا ليس غريباً أن يعرف الإيراني كما العالم من هو الرئيس القادم حتى قبل الانتخابات.
وبحسب صحف عربية ركزت زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي المطولة لواشنطن والتي تنتهي أمس الأول الجمعة، على منع طهران من الحصول على قدرات نووية عسكرية والحد من أنشطتها الإقليمية وانتشار برنامجها الصاروخي.

النووي الإيراني
وتناولت صحيفة “الشرق الأوسط” المباحاثات التي أجرها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي مع كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الأمريكيين، تناولت بشكل خاص ملف إيران النووي والمحادثات الجارية في فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب عام 2018.
وذكرت الصحيفة أن كوخافي أشار خلال زيارته إلى مساعي إيران من أجل “استقرار وتثبيت الإرهابيين في كثير من الدول”، فضلاً عن “التهديد الإقليمي من حيث الانتشار النووي وأنظمة الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك قدرات الصواريخ الباليستية وتمويل الجماعات الإرهابية».
ولم تكشف الإدارة الأمريكية عن تفاصيل المشاورات التي جرت بين كوخافي قادة البنتاغون، على رأسهم وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس أركان الجيش الأمريكي مارك ميلي، وقائد القيادة المركزية الجنرال كينيث ماكينزي. لكنها أشارت علانية إلى ان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جايك سوليفان، بحث مع كوخافي “التحديات التي يواجهها أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط”، بما في ذلك التهديدات التي تمثلها “النشاطات الخبيثة” لإيران.

دمى المرشد
وبحسب صحيفة “الرياض” السعودية فإن الحقيقة الكامنة في السلوك الإيراني تؤكد أن الرؤساء المختارين هم دمى بيد المرشد والمؤسسة الدينية التي يتحكم بمفاصلها، ولا أدل على ذلك من أن خطابه الرئاسي الأول بعد انتخابه قد حضر لأجل إعلان الخضوع والانقياد لكل ما يمليه المرشد، وكأن ليس من مهام الرئيس إصلاح البلاد والارتقاء بحال العباد بمراجعة الوضع الاقتصادي المتدهور لبلاده من جراء حروبها ومشكلاتها الخارجية.
وذكرت الصحيفة أن الاستمرار بإنتاج السلاح النووي سيكون قائماً، بحكم أن الملالي متطرفون عدوانيون من دون السلاح النووي، فكيف إذا كان تحت تصرفهم، رغم أن العالم يدرك أن الاتفاق لن يؤدي إلا لتأخير النظام الإيراني الراديكالي لفترة من الزمن في إنتاج سلاحها النووي... وعليه فإن التسامح والتأجيل للملف النووي الإيراني خطر يهدد ليس المنطقة بل العالم بأسره.

وترى الصحيفة أنه لا بد من عودة النظام العالمي للوقوف أمام الدول المارقة العاصية، وعليه أن يعمل ضد الخطر الإيراني الجديد بعدما أعياه التفاوض معها لوقف إرهابها ونشاطها التوسعي الطائفي، والأهم تحريرها من طغاتها ورئيسها الدمية الجديد الذي يحلم كما سيده ويعمل على أن تجد دولة فارس نفوذاً على البحر المتوسط من خلال نظام بشار والبحر الأحمر عبر ميليشيات الحوثي، مشيرة إلى أن العالم بحاجة إلى الإصلاح والسلام والعمل المشترك، ويكفي أن أزمة كورونا قد كشفت صعوبة الكوارث والمحن على الجميع فكيف إذا كانت حروبا طاحنة.

الجمهورية التوسعية
وتسألت صحيفة “العرب” اللندنية في مقال لها اليوم عن الحاجة الدائمة إلى العودة إلى السؤال الأول وهو هل الجمهورية الإسلامية في إيران دولة طبيعية أم لا؟.. مضيفة أنه ليس معروفاً بعد ما الذي تفعله إيران في لبنان، باستثناء تدمير البلد مؤسسة وراء أخرى. ليس معروفاً تماماً ما الذي تريده إيران من سوريا باستثناء فرض نظام أقلّوي مرفوض من شعبه. كذلك، ليس معروفاً ماذا تريد إيران من اليمن غير السعي لتطويق دول الخليج العربي انطلاقاً من بلد هو جزء لا يتجزّأ من شبه الجزيرة العربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الحرب” التي شنّتها الإدارة الأمريكية، عبر وزارة العدل، والتي أوقفت مواقع إخبارية إيرانية أو لأدوات تابعة لإيران، بما في ذلك قناة “المسيرة” الحوثيّة، سوى مثال عمّا ينتظر إيران في المستقبل. ما ينتظرها يختلف جذريا عمّا يتوقعه رئيسها الجديد إبراهيم رئيسي الذي يطلب من أمريكا العودة إلى الاتفاق النووي ورفع كلّ العقوبات المفروضة على إيران من دون أيّ شروط من أيّ نوع.

هل تريد إيران الخروج من هذه الحلقة المقفلة وتقديم نفسها إلى العالم بطريقة مختلفة أم أنّها مصرّة على تجاهل أن العالم يعرف تماما أنّها في أزمة عميقة.. ولا يبشّر الإتيان برئيسي، بتاريخه المعروف، بالخير. ستأخذ إيران المنطقة إلى المزيد من الأزمات من منطلق أن لديها أوراقها الكثيرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مشيرة الصحيفة إلى أن بعض الشجاعة تبدو أكثر من ضرورية لمواجهة الواقع المتمثّل في أن ما يزيد على نصف الشعب الإيراني واقع تحت خطّ الفقر… وأن النظام القائم لا مستقبل له. ويعود ذلك إلى عجزه عن الانفتاح داخلياً وخارجياً. هذا العجز يفسّر كلّ التصلب الذي يظهره النظام، وهو تصلب سيعود بالكوارث على إيران نفسها وعلى المنطقة للأسف الشديد!.