صحف عربية: الحرب الأخيرة عرّت الانقسام في إسرائيل وعمقت الأزمة في غزة

صحف عربية: الحرب الأخيرة عرّت الانقسام في إسرائيل وعمقت الأزمة في غزة


يخيم الهدوء على جبهة غزة لليوم الثاني على التوالي منذ توصل حماس وإسرائيل لهدنة غير مشروطة بوساطة مصرية دخلت حيز التنفيذ أمس الأول الجمعة، وسط جهود كبيرة من القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار والاتفاق على الخطوط العريضة بين الفصائل الفلسطينية وتل أبيب.
ووفق صحف عربية صادرة أمس السبت، فإن حل الدولتين الذي استعاد بريقه بعد موجة التصعيد الأخيرة بين غزة وإسرائيل يواجه تحديات خطيرة، في ظل تصعيد إسرائيل المستمر ومواصلتها خطط القضم للأراضي الفلسطينية وتهجير السكان.

تثبيت الهدنة
قالت صحيفة “الأيام” الفلسطينية، إن “وفداً أمنياً مصرياً بحث خلال زيارة خاطفة له لقطاع غزة، أمس الأول الجمعة، استمرت ثلاث ساعات مع مسؤولي حركة حماس في القطاع تثبيت وقف إطلاق النار الذي أفضى إلى وقف العدوان الإسرائيلي في الساعة الثانية من فجر أمس الأول».
وقال مصدر مطلع ومسؤول للصحيفة، إن الوفد المصري بحث مع قيادة حركة حماس تثبيت وقف إطلاق النار والاتفاق على الخطوط العريضة وجدول أعمال القضايا التي سيتم بحثها خلال اللقاءات المكوكية بين غزة وتل أبيب والمتوقع انطلاقها خلال الساعات والأيام القادمة تنفيذاً لما تضمنه البيان المصري لوقف إطلاق النار والذي أكد قرار مصر بإرسال وفدين أمنيين إلى تل أبيب والأراضي الفلسطينية لاستكمال وتثبيت وقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤول، أن الوفد المصري سيبحث مع الفصائل في غزة خلال اللقاءات القادمة قضايا كبيرة ومتعددة أبرزها، تثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس بشكل عام وبشكل خاص الاقتحامات في المسجد الأقصى وقضية الشيخ جراح، وفق الرؤية والشروط الفلسطينية لضمان نجاح وصمود التهدئة.

حل الدولتين
أكدت صحيفة “الرياض” السعودية، أنه منذ مؤتمر مدريد الذي لمّ شمل الفلسطينيين والإسرائيليين للمرة الأولى في مدريد العام 1991 في مفاوضات مباشرة، برز إجماع دولي على أن أيّ حلّ مُقبل لا بدّ أن يتضمن إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل، إلاّ أن المشهد السياسي الإسرائيلي قد تغيّر بشكل كبير بعد صعود قوى دينية يمينية مقربة من المستوطنين، مع تراجع القوى العلمانية التي قادها حزب العمل.
وأضافت الصحيفة، أنه من خلال هذا المشهد يواجه اليوم هدف حلّ الدولتين تحديات خطيرة، مع ازدياد عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والذي يعدّ شرعنةً فعلية لاستحالة تحقيق حلّ سياسي مستدام، كذلك يثير شكوكاً حقيقية حيال مستقبل دولة فلسطينية مستقلة.. وما موجة الاعتداءات الدموية الإسرائيلية الأخيرة ضد الفلسطينيين واستقطاع أراضيهم وسلب حقوقهم إلاّ نذرٌ بتحويل الصراع بين الجانبين من مفاوضات سياسية لاسترداد الحقوق إلى حرب مفتوحة لا تصبّ في مصلحة أي منهما، حيث لا يوجد أي مبرر أخلاقي وسياسي لسلسلة الاعتداءات على المدنيين، فهذه الأعمال تخالف أبسط القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتناقض كل الشرائع السماوية، إضافة إلى أنها تهدد بتدمير أي فرصة تعايش مشترك بين الشعبين في المستقبل القريب والمتوسط. وأكدت، أنه لا شك أن الهدنة الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خطوة مهمة، لكنها غير كافية، ولمنع التصعيد يجب مواصلة العمل الجماعي لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، فوحده الحل السياسي هو الذي يجلب السلام والأمن الدائمين.

حرب أهلية
من جهتها، قالت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها، إن من مجموع حوالي 10 ملايين مواطن في إسرائيل، هناك حوالي 5 آلاف شخص، وربما أقل من ذلك، أشعلوا النيران في النفوس وتمكنوا من جر ملايين المواطنين إلى صدامات دامية وخطابات عداء نارية جعلت رئيس الدولة رؤوبين رفلين يحذر من “وقوع حرب أهلية، أخطر وأبشع من الحرب مع حماس».
وقالت الصحيفة: “يدعو نخبة من رجال الدين والمجتمع من كل الطوائف إلى مقره في القدس داعياً إلى إطفاء اللهيب. وبينما لم تجف فيه بعد الدماء في ساحات المدن التي يعيش فيها يهود وعرب، وما زالت رائحة الحرائق تفوح في أروقة مسجدين إسلاميين ومعبدين يهوديين في اللد ويافا، وفي حين ينشغل الجميع بموعد وقف إطلاق صواريخ غزة وغارات إسرائيل، يحاول كثيرون لملمة الجراح وترتيب الأوراق من جديد ووضع قواعد أخرى للحياة بين اليهود والعرب في إسرائيل».
وأكدت الصحيفة، أن هؤلاء الخمسة آلاف، هم من اليهود والعرب...منقسمون حسب نسبتهم من السكان، أي خمسهم عرب وأربعة أخماسهم يهود. وهم يتسمون بالعنف والهمجية، من دون علاقة مع الحرب. لكنهم أخذوا على عاتقهم استغلال التدهور في الأوضاع السياسية والأمنية وتحويلها إلى حرب داخلية بين اليهود والعرب. بين هؤلاء ساسة وقادة شرطة وأمن... وأيضاً عصابات إجرام ومتطرفون من مختلف المشارب والتيارات.

إشادة بمصر
تتواصل الإشادات الدولية بدور الدولة المصرية فى اتفاق وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية بعد أكثر من 11 يوماً من التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وقالت صحيفة “اليوم السابع”، إنه بعد إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار، ثمنت دول عديدة  دور مصر والدول الأخرى التي ساعدت في التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما أشار عدد من الفلسطينيين، أثناء وصولهم إلى الجانب المصري- في تصريحات صحفية- إلى تقديرهم للدور المصري الكبير الداعم للشعب الفلسطيني، منوهين إلى تدخل القيادة السياسية لوقف إطلاق النار حرصاً على الشعب الفلسطيني، واستمرار الدعم المصري الشقيق الأكبر لكل العرب بالتضامن الكامل مع الفلسطينيين، وافتتاح معبر رفح البري لاستقبال الجرحى والمصابين وتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، إلى جانب إدخال المساعدات من مختلف الأنواع إلى قطاع غزة.
وقالوا إن هذا الدور والدعم ليس غريباً على مصر الشقيقة الكبرى لكل العرب، وأن هذا هو قدرها الذى جعلها المدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين والعمل على صيانتها على مدى أكثر من 7 عقود تحمل فيها الكثير من الألم والمعاناة من أجل قضيتهم.