رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
صحف عربية: الحرب في أوكرانيا...الصورة أولاً
منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، امتد الصراع إلى مجالات وجبهات أخرى غير الجبهات العسكرية المباشرة، كانت أبرزها جبهة الإعلام والصورة، بشكل خاص، من مواقع التواصل إلى الأخبار المزورة، انتهاءً بتوظيف أفلام ومسلسلات الكرتون.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الجمعة، سارعت أوروبا فور اندلاع الحرب إلى التضييق على وسائل الإعلام الروسية، وسحبت تراخيصها، ومنعتها من العمل أو البث من أراضيها، وامتد الحظر، إلى الفضاء الإلكتروني بتقييد حرية الوصول إليها، ومنعها من تقديم روايتها، عن الحرب وتطوراتها.
«قصف الإعلام»
في هذا الإطار قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن التصعيد العسكري يترافق مع تصعيد في التداعيات الإعلامية للنزاع الروسي الغربي، حيث أعلنت النسخة الفرنسية من قناة “روسيا اليوم” توقفها عن البث تنفيذاً لقرار الاتحاد الأوروبي، فيما تحدثت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن هجمات إلكترونية واسعة النطاق في 30 موقعاً حول العالم لم تحدد مصدرها، بعد يوم واحد من قصف موسكو برج إرسال تلفزيوني في أوكرانيا.
وجاء ذلك بعد أيام من إعلان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن “حظر الوسيلتين محاولة لمكافحة التضليل الروسي، وإغلاق صنبور التلاعب بالمعلومات في أوروبا” وبعد قرار شركة ميتا المالكة لفيس بوك، وانستغرام، وواتس اب، الثلاثاء الماضي، “تقييد الوصول إلى شبكتي روسيا اليوم، وسبوتنيك في الاتحاد الأوروبي، بالتوازي مع قرارات مماثلة لألفا بت، مالكة غوغل، ويوتيوب، بحظر وتعليق الإعلانات الحكومية الروسية على منصاتها المختلفة، وتعليق جني عائدات مختلف منصات وسائل الإعلام الممولة من روسيا.
كرتون سمبسون
من جهتها، قالت صحيفة العرب اللندنية إن مستخدمي مواقع التواصل تناقلوا أجزاء من حلقة قديمة من مسلسل “عائلة سيمبسون” الكرتوني، تنبأت بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة، أن السلسلة الكرتونية الشهيرة، التي تنبأت في السابق، فعلاً أو كذباً، بغزو أوكرانيا، تعد من النماذج المميزة، لما يسمى “البرمجة التنبؤية”، وهو مصطلح عرفه قسم علم النفس بجامعة أوهايو بـ “النظرية القائلة إن الحكومة، أو غيرها من المسؤولين الكبار، تستخدم الأفلام أو الكتب الخيالية أداة للتحكم في العقل الجماعي، لجعل السكان أكثر قبولاً للأحداث المخطط لها في المستقبل». وأظهرت أجزاء من الحلقة التي بُثت في 1998 تحت عنوان “سيمبسون تايد” دخول روسيا إلى أوكرانيا وإعادة إحياء الاتحاد السوفييتي، وبناء جدار برلين مجدداً. وفي تلك الحلقة دخلت الشخصية الأبرز في المسلسل، بالخطأ، إلى المياه الروسية أثناء تمرين عسكري مستخدماً غواصة، الأمر دفع “الاتحاد السوفيتي”، الذي “أعيد إحياؤه” في المسلسل، إلى نشر قوات، ودبابات، في الشوارع، وإعادة بناء جدار برلين على الفور.
في انتظار الصورة الحاسمة
من جهته، قال سعد بن طفلة العجمي في موقع “إندبندنت عربية” إن الإعلام الغربي، فشل حتى الآن في السيطرة على “الصورة” في حربه ضد روسيا، ورغم أنه كان مستعداً للحرب الإعلامية، بخطاب متكامل، يركز “على المأساة الإنسانية والنزوح الجماعي للنساء والأطفال الأوكرانيين” وعلى الصمود الأوكراني “البطولي” و”الأسطوري” في وجه غزو جيش دولة عظمى، بالتوازي مع شيطنة بوتين مع عزلته عن باقي الشعوب الروسية، إلا أنه فشل حتى الآن في وضع اليد على الصورة التي يمكن أن تختزل مأساة هذه الحرب “صورة تهز وجدان وضمير المجتمع الدولي مثلما هزت صورة الطفلة الفيتنامية فان تي كيم، العالم وهي هاربة من قصف قريتها بالنابالم والأسلحة المحرمة من قبل الطيران الأمريكي في عام 1972”، أو “صورة الطفل الأفريقي بجنوب السودان الذي ينازع في رمقه الأخير جوعاً، وبالقرب منه نسر جارح يتربص به للانقضاض عليه بعد أن يلفظ أنفاسه، الصورة التي التقطها المصور الشهير كيفين كارتر عام 1993، وانتحر بعد فوزه بجائزة بوليتزر للتصوير بأربعة أشهر، وقيل إنه انتحر بسبب الكآبة الحادة التي أصابته” بعدها.
حرب العرب على
التواصل الاجتماعي
وفي موقع الحرة قال نضال منصور: “رغم أن العرب أكثر من دفع من محيطه إلى خليجه، ثمناً للحروب والعدوان، فإنهم لا يتعظون” ذلك أنه “لأول مرة منذ عقود، العالم العربي ليس هو ساحة العدوان، وليس معمل التجارب للحروب، وهي فرصة لينأى بنفسه خارج الاستقطاب، فهو ليس مُطالبا أن يكون على ظهر دبابة روسية لـ “يحرر” كييف، ويستطيع ألا يكون في مقدمة صفوف المتظاهرين دفاعا عن أوكرانيا” ولكن ذلك لم يمنع العالم العربي، من الانقسام بسبب الحرب في أوكرانيا، كما تكشفه السجالات والمواقف على منصات التواصل الاجتماعي، “وتحزبهم لفريقين الأول مع روسيا، والآخر مع أوكرانيا».
وأضاف “كثيرون يصفقون لروسيا نكاية وكراهية لأمريكا، وكثير من العرب حالمون، وربما واهمون، أن روسيا ستعيد لهم حقوقهم في فلسطين، وستتدخل بعد “لجم” أميركا وتابعها أوروبا في أوكرانيا لحماية مصالحهم، الهتافات التي أقرؤها عبر منصات التواصل الاجتماعي ذكرتني بسيرة وتاريخ اليسار العربي الذي لا زال يعيش على أمجاد الاتحاد السوفيتي، ولاحت ببالي النكتة التي كانت تروج عنهم حين تمطر في موسكو يحملون الشماسي في العواصم العربية». وفي المقابل “كثير ممن يُساند أوكرانيا يفعل ذلك نكاية أيضا في روسيا، خاصةً الإسلاميين ممن لا يزالون يُعادونها باعتبارها معقل الشيوعية، وينسون أن روسيا بوتين ما عادت اشتراكية أبداً. وسط كل هذا الزحام في الصراع والاستقطاب العربي في الفضاء الافتراضي تغيب الرؤية الحقوقية التي ترفض الحروب، وتدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وترى في الحروب دماراً، وضحاياً، وسفكاً للدماء، وإهداراً للتنمية».