صحف عربية: القطيعة بين المغرب والجزائر...نهاية مشروع الاتحاد المغاربي

صحف عربية: القطيعة بين المغرب والجزائر...نهاية مشروع الاتحاد المغاربي

تدهورت العلاقات بين الجزائر والمغرب، مرة أخرى بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.ووفق صحف عربية صادرة أمس الخميس، فإن قطع العلاقات بين المغرب والجزائر يهدد باندلاع حرب، بينهما تنسف نهائياً حلم الاتحاد المغاربي.

انهيار حلم
نقل موقع “اندبندنت عربية” عن الباحث السياسي نبيل بلفقيه أن الوضع الحالي للاتحاد المغاربي “أشبه بالموت السريري الذي ينتظر قرار إعلان نهايته. والتفاؤل الذي عاشته شعوب المنطقة بعد إعلان الاتحاد سرعان ما تبخّر بسبب أزمات وقضايا عجز قادة دول المنطقة عن حلها ومنها قضية لوكربي والحصار الذي فُرض على ليبيا مطلع تسعينيات القرن الماضي، والفشل في تقريب وجهات النظر بين الجزائر والمغرب لحل أزمة الصحراء الغربية، رغم الجهود الإقليمية والدولية التي بُذلت لتحقيق ذلك».
وحذّر الباحث السياسي هشام الحاجي، من “صدام عسكري لا يمكن معرفة نتائجه ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل كامل ويسمح بدخول أطراف إقليمية، ما يشكّل بوابة لصراع طويل الأمد لا يمكن توقّع نتائجه وآثاره البعيدة في دول المنطقة وشعوبها».

ودق قطع العلاقات الدبلوماسية والاتهامات الجزائرية، ناقوس الخطر، وتصاعد الصراع بين البلدين وصولاً إلى احتمال اندلاع حرب جديدة، خاصةً بعد التطورات التي شهدتها المنطقة وفق الصحافي التونسي عبد اللطيف الفراتي، والتصعيد المتبادل بين البلدين بعد “الدعوات التي صدرت من المغرب والجزائر للمطالبة باستقلال مناطق عن الحكم المركزي في البلدين، أوصلت الأمور إلى منعطف خطير جعل حلم إقامة اتحاد المغرب العربي غير قابل للتطبيق، وعرقلت أيضاً التعاون العربي بحكم انتماء الدولتين للجامعة العربية، وأثّرت سلباً في دور المجموعة العربية في الاتحاد الأفريقي، ما وسّع دائرة النزاع بين البلدين إلى المنظمات الإقليمية والدولية».

اتهامات جزائرية
وفي الجزائر قال حسين لقرع في صحيفة “الشروق”، إن العلاقات بين الجزائر والمغرب قد قُطعت عملياً، بعد اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل، في ديسمبر (كانون الأول) 2020،
ولخص لقرع، قائمة من القضايا التي أججت الخلافات بين البلدين، معتبراً أن  قطع العلاقات الديبلوماسية كان مسألة وقت وسرعته الأحداث، ومنها دعم “الماك” وقيام السفير المغربي بالأمم المتحدة بتوزيع تقرير على دول عدم الانحياز يدعم فيه ما سماه “حق الشعب القبائلي الشجاع في تقرير المصير».

الصحراء الغربية
من جهته قال نوفل بلعمري في موقع “هسبريس” المغربي، إن “التصعيد الجزائري محاولة لدفع المغرب إلى تغيير خطابه الدبلوماسي العقلاني” في إشارة إلى الاتفاق مع إسرائيل الأخير.
ويشدد الكاتب من جهة أخرى، على أن الأصل في الخلاف، رغم التطورات والاتهامات بين البلدين على امتداد الأشهر الماضية، قضية الصحراء الغربية، التي لا تزال تشكل العقدة المحورية.
واعتبر الكاتب أن نجاح المغرب في تأمين المنطقة العازلة الكركرات، والدعم السياسي للمبادرة المغربية لحل قضية الصحراء الغربية، هو ما بات يقلق الجزائر، لتقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

 سيئة منذ فترة طويلة
وفي تقرير لوكالة فرانس برس، قال استاذ التاريخ في جامعة باريس 1 بيار فرمران المتخصص في منطقة المغرب، إن “العلاقات بين البلدين سيئة منذ فترة طويلة جدًا، وسبق أن كانا في حرب ولكن الخطوة التالية هي نزاع حدودي في الصحراء” مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ”فعل عنيف جداً».
اعتبر فرمران، أن قرار الجزائر “رد متأخر على الاتفاق الإبراهيمي، والتقارب بين المغرب وإسرائيل”. وأضاف فرمران، أن الأمر “يبدو سرياليا، ففي منطقة المغرب، كلما ظهرت مشكلة، هناك مؤامرة. هذا يسمح بالتنصل من المسؤولية.
 إنها استراتيجية كبش الفداء».

أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الجزائر إسماعيل معراف فإنه يختصر ما حصل في “رد فعل جزائري على فعل مغربي”، إذ أراد المغرب أن “يقايض دعم الجزائر للصحراء الغربية بدعم حركة استقلال منطقة القبائل” معتبراً أنها “فكرة مصدرها إسرائيل».
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط تاج الدين الحسين، فاعتبر أن الأسباب التي قدمتها الجزائر “غير جدية” مضيفاً “لا نحتاج للتذكير بأن اتهام المغرب بإشعال الحرائق في غابات الجزائر، ليس سوى مزحة!”، مؤكداً أن قطع العلاقات بين الجارين “لن يكون له أثر على الفور بما انها مقطوعة في الواقع، بما أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب لم تكن موجودة أصلا».