صحف عربية: النووي الإيراني.. سكين مغروس في خاصرة المنطقة

صحف عربية: النووي الإيراني.. سكين مغروس في خاصرة المنطقة


دأبت إيران على إجراءات تصعيدية متتالية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل وفي كل واقعة خلاف مع المجتمع الدولي تخرج بتصريحات عن رفع معدل إنتاج اليورانيوم المخصب والتراجع التدريجي عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية، بموجب الاتفاق النووي الدولي المبرم عام 2015.
وبحسب صحف عربية صادرة أمس  السبت تدل جميع المؤشرات على أن إيران متعجلة كثيراً في امتلاكها السلاح النووي حتى قبل عودة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مفاوضات الملف النووي الإيراني الذي خرج منه سلفه الرئيس دونالد ترامب.

من سيردع إيران؟
وذكرت صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية في مقال بعنوان “من سيردع إيران عسكرياً عن امتلاك السلاح النووي؟” للكاتب عبد المنعم إبراهيم، أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تنتقد خطوات إيران التصعيدية بشأن برنامجها النووي وقال وزير الخارجية الفرنسي: إن إيران تبني قدرات إنتاج أسلحة نووية، وإن من الضروري أن تعود طهران وواشنطن إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015».
وذكرت الصحيفة أن العالم أجمع أمام حقائق تقول إن “إيران رفعت من معدل تخصيب اليورانيوم وهو غير مسموح لها، بحسب الاتفاق، وقامت بإنتاج معدن اليورانيوم الذي يدخل في إنتاج أسلحة نووية، ونفذت مؤخراً مناورات بحرية وأخرى برية ضخمة باستخدام صواريخ باليستية وسقط بعضها بالقرب من حاملة طائرات أمريكية، وهذه المؤشرات توضح أن إيران لن تنتظر الرئيس الأمريكي الجديد بايدن لكي يدخل في مفاوضات جديدة وحوار حول ملفها النووي وصواريخها الباليستية التي يصل مداها إلى إسرائيل وأوروبا. باختصار، إيران تريد أن تضع الجميع أمام الأمر الواقع وهو الموافقة على أن تكون (دولة نووية) في المنطقة!».
وتساءلت الصحيفة “من سيردع إيران عن امتلاك السلاح النووي؟ بالإشارة إلى أن الدول الأوروبية تشعر بالتهديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية النووية ولا ترغب في استخدام القوة العسكرية لردع إيران عن طموحاتها النووية، لذلك فهم يكتفون بالضغوط الدبلوماسية.. ويبقى على أمريكا وإسرائيل التصرف عسكرياً ضد إيران لمنعها من الحصول على السلاح النووي».

أجندات مشبوهة
من جانبها أشارت صحيفة “عكاظ” إلى أن “البرنامج النووي الإيراني يمثل سكيناً مغروساً في خاصرة المنطقة، ويمثل إحدى الأوراق التي يستخدمها النظام الإيراني لتحقيق بنود أجندته المشبوهة، فهو يساوم به العالم لإجباره على التعامل معه دون قيد أو شرط، غير أن النقطة الجديرة بلفت الانتباه هنا هي أن طريقة التعامل الإيرانية مع الملف النووي وتباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات صارمة سوف يشعل سباق التسلح النووي في المنطقة، والتي من المؤكد أن دولها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تتابع المشروع الإيراني الذي قد يصبح واقعاً ملموساً في المستقبل القريب».
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران “تتفنن في طرق تحديها للتحذيرات الدولية التي تنصب على رأس نظامها من كل حدب وصوب، وتحرص أشد الحرص على أن تلعب دور الدولة المشاكسة التي لا تبالي بأن يحل السلام في العالم أو يتم فناؤه، فالأمر بالنسبة لها سيان، ورغم العقوبات الصارمة والحازمة ضدها إلا أن ذلك لم يثنِ عزيمتها عن الاستمرار في تطوير برنامجها النووي المثير للجدل، ولم يدفعها لإعادة تقييم الموقف والرجوع لجادة الصواب، ولعل ذلك الأمر يرجع لسبب واحد، وهو أن النظام الإيراني لا يرى أدنى غضاضة في التضحية ببنيته التحتية أو برفاهية شعبه في سبيل تحقيق أغراضه الدنيئة وأطماعه الخبيثة». وأكدت الصحيفة “أن المشروع النووي الإيراني يعتبر “مشروعاً عقائدياً” أكثر منه سياسياً، يتفانى ورثة الخميني في تحقيقه حتى لو انتهى الأمر باندلاع حرب كونية”، مشيرة إلى “أن النظام الإيراني “خبيث” ليس لديه ما يخسره، وإن لم يتحرك الجميع الآن بالحسم والحذر اللازمين لتطويقه ونزع فتيل سلاحه الملتهب فستنتشر النيران خارج النطاق الإقليمي حتى تصل لكل دولة في عقر دارها، ولن يتمكن أحد وقتئذٍ من إطفائها بعد فوات الأوان».

إشارة ضمنية
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن توقفت المفاوضات النووية في فيينا هي إشارة جديدة ضمنية إلى أن هذه المحادثات ما زالت تراوح تقريباً عند الشروط الأمريكية التي ترفضها طهران، وعند الشروط الإيرانية التي ترفضها واشنطن. وقالت “من الواضح أن الولايات المتحدة كررت دائماً أنه من الضروري ألا يشمل أي اتفاق المسألة النووية فحسب، بل قضية تطوير الصواريخ الباليستية وتدخلات إيران في المنطقة لزعزعة الأوضاع، وفي موازاة محادثات فيينا، كان واضحاً أن طهران تمضي في التصعيد بهدف الابتزاز، وهكذا استهدفت 5 صواريخ نهاية الأسبوع الماضي “قاعدة بلد” التي تضم أمريكيين، أصاب اثنان منها منشآت أمريكية، والمعروف أنه تتمركز في هذه القاعدة مقاتلات من نوع “إف 19”، وهو ما بدا أنه رسالة إيرانية إلى الولايات المتحدة عبر جماعة الحشد الشعبي».
وأضافت “الضرب في الخواصر لم ينتهِ، بل يحاول الابتزاز في محادثات فيينا، وعشية المفاوضات، رصد القمر الصناعي “مكسار لتكنولوجيا الفضاء”، أن عمليات توسعة منشأة نطنز تجري بسرعة، ثم جاءت عملية الهجوم على المنشأة المذكورة، والتي قيل إنها دمرت 1000 وحدة للتخصيب، لتدفع النظام الإيراني إلى التصعيد للتأثير على محادثات فيينا، رغم إعلانها أن العملية عمل تخريبي تقف إسرائيل وراءه. ولا يخالف البعض في القول إن “ما يجري في فيينا بعد الهجوم على قاعدة بلد، وعلى منشأة نطنز، وبعد تصعيد التخصيب الإيراني، إنما هو عضّ أمريكي إيراني على الأصابع النووية، وخصوصاً أن إيران تؤكد بعد جولتي المفاوضات أن الولايات المتحدة تتمسك بتعليق العقوبات وليس بإلغائها».

إيران والحوثي
وتناولت صحيفة “العرب” اللندنية تصريحات قيادي في الحرس الثوري الإيراني بشأن إمداد إيران لجماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن بالسلاح والخبرة العسكرية، وكشف وقوع الملف اليمني بيد الحرس الثوري المعروف بارتباطه المباشر بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وبحسب الصحيفة “يفسر تحكّم الشق الأكثر تشدداً في النظام الإيراني بالملف اليمني دور إيران في تعطيل مسار السلام في اليمن» وأوضحت الصحيفة أنه كثيراً ما يثير سياسيون يمنيون قضية هيمنة إيران على موقف الحوثيين ومنعهم من الانخراط في السلام بهدف الإبقاء على الصراع اليمني عبئا على السعودية الغريم الأكبر لإيران في المنطقة، ويعتبر هؤلاء اختيار عنصر من الحرس الثوري ليكون “سفيراً” لإيران لدى الحوثيين دليلاً على تحكّم طهران في جميع خيوط المشهد السياسي والعسكري في صنعاء.