صحف عربية: تصاعد الصراعات في سوريا في ظل أزمة كورونا

صحف عربية: تصاعد الصراعات في سوريا في ظل أزمة كورونا


ألقت صحف عربية صادرة أمس الأربعاء، الضوء على تداعيات ما أسمته بالصراعات التي تهدد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل أزمة كورونا العالمية، وهي الصراعات التي تفجرت نتيجة للتباين الروسي السوري، وجاءت بالتزامن مع الكشف عن شحنة للمخدرات تابعة لرجل الأعمال رامي مخلوف في مصر أخيراً. وأشارت هذه الصحف إلى التباين الروسي السوري، وهو التباين الذي يأتي على إثر تقارب دمشق مع النظام الحاكم في طهران، الأمر الذي دفع بروسيا إلى انتقاد هذا التقارب إعلامياً.

خلافات عائلية
الحديث عن الخلافات داخل العائلة السورية الحاكمة كان محوراً اهتمت به صحيفة العرب اللندنية، والتي أشارت في تقرير لها إلى اشتعال الصراع بين أجنحة عائلة الرئيس بشار الأسد، وهو الصراع الذي يتداخل معه الوضع الاقتصادي بالوضع السياسي.
ونبهت الصحيفة إلى الحادثة الأخيرة والتي تم فيها اكتشاف شحنات مرسلة مؤخراً إلى مصر من المفروض أنها تحوي علب حليب ليتبين لاحقاً أن تلك العلب معبأة بمواد مخدرة، واللافت أن علامة الشحنة تحمل اسم شركة تعود إلى رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الأسد.
وقالت الصحيفة أن هذا الحادث يؤكد الخلافــات العائلية السورية، وهي الخلافات التي تتمحور بالتحديد بين خــال الرئيس بشــــار الأسد محمد مخلوف المقيم في روســــيا وأبنائــه من جهــة، وأسماء الأخرس (زوجة بشار الأسد) وأقربائها من جهة أخرى للسيطرة على مفاصل الاقتصاد السوري.
وأشـــارت العرب اللندنية إلى وجود تركيز إعلامي روسي على الفساد في عائلة الأسد ومقربين منها..
 وقالت الصحيفة “نشرت مؤخراً وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية القريبة من الكرملين سلسلة تقارير عن هذا الموضوع واصفة الرئيس السوري بـ”الضعيف”، متهمة أركانه بـ”استغلال المساعدات الروسية لأغراضهم الشخصية».
ويقول محللون تحدثوا للصحيفة، إن هجوم الصحافة الروسية على الأسد ومقربين منه لا يمكن أن يجري دون غطاء من الكرملين، وأنه بمثابة تحذير له ولأركانه.

خلافات روسية إيرانية
بدوره تساءل الكاتب الصحافي السعودي مشاري الذايدي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، عما أن كانت سوريا ستشعل الخلاف بين موسكو وطهران؟
وقال الذايدي “لا ريب أن تدخلَ الدب الروسي عام 2015 على الحلبة السورية هو الذي أنقذ نظام الأسد المترنح حينها، والذي أعانته إيران قبل ذلك عبر حرسها الثوري وقاسمها السليماني وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية، وبعض فلول التيارات الخمينية من الخليج واليمن».
وأشار الذايدي إلى تحفظ موسكو من التقارب الإيراني السوري ، وقال: “سارع جواد ظريف، الذي وصفه الذايدي بمحتال النظام الخميني الإيراني إلى دمشق والتقى بشار الأسد، في محاولة لطمأنة النظام السوري بتواصل دعم طهران، بعد شكوك حول الموقف الروسي من تطورات ملف الأزمة».
ونبه الكاتب إلى أن هذا التقارب السوري الإيراني أثار غضب دوائر روسية قائلاً: “لاحظنا مؤخراً ومن خلال ما نشرته بعض وسائل الإعلام الروسية حملات ناقدة لأداء النظام الأسدي، وتوبيخ له على ضعفه وتفريطه في حسن إدارة الأراضي المحررة، وعناده في تلقي النصائح».
وتساءل الكاتب في نهاية هذا المقال “هل ينفجر الخلاف المؤقت بين موسكو وطهران بسبب الهيمنة على سوريا؟
 أم ما زال التحالف الهجـــــين ضــــــد واشـــــنطن، هـــــو المتغلب علـــى احترابات الـــــروس والإيرانيين الباطنة في سوريا؟».
انتقاد روسي
الانتقادات التي توجهها دوائر روسية إلى النظام السوري كانت بدورها محوراً اهتم به موقع ستب نيوز البحثي، وهو الموقع الذي عرض تفاصيل ما نشره مؤخراً مركز RIAS الروسي للأبحاث، وهو المركز المختص بالشؤون الدولية والمقرّب من وزارة الخارجية الروسية.
وألقت الدراسة الضوء على الوضع الحكومة السورية والمرحلة الأخطر للرئيس السوري، بشار الأسد.
وأوضحت الدراسة الروسية، أن الحرب خلفت في سوريا مراكز نفوذ ومسؤولين غير مهتمين بتنمية الوضع في سوريا، منوهةً إلى أن “الرشاوى لازالت موجودة في النظام السوري وتذهب لضباط كبار وأشخاص من عائلة الأسد وأصحاب المشاريع الكبرى وأثرياء الحرب». وشددت على أن شروط تعافي الاقتصاد وإعادة بنائه غير موجودة لديه ولا حتى الدول الداعمة له في ظل البيئة العالمية الحالية وربط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الخليجية مشاركتهم في إعمار سوريا بالبَدْء بعملية سياسية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على إدخال تعديلات على الدستور وإجراء “انتخابات حرة ونزيهة” تحت رعاية أممية.